وجهه نظر
بقلم ايمن صلاح
كانت مصر عبر التاريخ مطمعا للغزاة وقبلة للقوى الاستعمارية فى العالم نظرا لما تتمتع به مصر من موقع استراتيجى حيوى يتوسط ثلاث قارات من أكبر قارات العالم وهى أفريقيا وآسيا وأوروبا بما يمكنها من السيطرة والتحكم فى جميع المسارات التجارية العالمية برا وبحرا، اضافة الى الثروات الطبيعية التى تمتلكها مصر والتى تندر فى جغرافيا الأرض جمعاء. ولذلك عانت مصر ويلات الحروب عبر تاريخها القديم والحديث ولكنها كانت دائما مقبرة للغزاة ونهاية لكل طامع غادر، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه "هل لازالت مصر فى حالة حرب؟؟" والاجابة القطعية اليقينية هى "نعم، تعيش مصر حالة حرب من أخطر الحروب" ولكن كيف تعيش مصر حالة الحرب تلك ونحن نعيش حياتنا ونحيا يومنا دونما شعور بتلك الحرب الضروس التى يخوضها أعداؤنا ضدنا!!! وتلك هى الطامة الكبرى حيث أن الحرب التى نواجهها ليست تلك الحرب التى نفهمها وندركها حرب السلاح والنيران ولكنها النوع الحديث من الحرب مما يطلق عليه "الجيل الرابع من الحروب"
اذن ... ما هو الجيل الرابع من الحروب وما هو تعريفه وما هى سماته وأخطاره ؟؟؟ ثم ما هى الأجيال الثلاثة السابقة من الحروب لهذا الجيل، وحتى ندرك ونعى ما نعيشه الآن دعونا نمر سريعا على الأجيال السابقة من الحروب وهى كالتالى:
الجيل الأول – وهو ما يطلق عليه "Man-Power War" وهى تلك الحروب التى كانت تعتمد على الحشد الكثيف من البشر والتعبئة العامة بين المجتمعات أيا كان نوعها، وكلما أزداد عدد المحاربين كلما زادت فرص الانتصار فى المعارك، ولعل من أبرز تلك المعارك والحروب على سبيل المثال لا الحصر حرب البسوس وحروب داحس والغبراء وحروب العصر الجاهلى والمعارك والفتوحات الاسلامية.
الجيل الثانى – وهو ما يطلق عليه "Fire-Power War" وهى تلك الحروب التى ببساطة تعتمد على كثافة السلاح والعتاد وقوة النيران التدميرية الهائلة، ومن أهم حروب هذا الجيل هو الحرب العالمية الثانية.
الجيل الثالث – وهو ما يسمى "Technology & Maneuver War" وهى الحروب التى تعتمد أساسا على كل من التكنولوجيا الحديثة من جهة ومن جهة أخرى على الأساليب الحديثة في المناورة والخدعة والمكيدة، ومن أهم أمثلة هذه الحروب هى حرب السادس من أكتوبر المجيدة التى حققت فيها قواتنا المسلحة أعظم انتصار عسكرى عبر التاريخ العسكرى الحديث بعدما رسمت القيادة العسكرية المصرية خطة محكمة للخداع الاستراتيجى قبل وأثناء المعركة استطاعت من خلالها تحقيق الانتصار المدوى رغم الفجوة الكبيرة فى القوى العسكرية بين مصر واسرائيل قى تلك الحقبة لصالح اسرائيل.
بهذا نكون قد أوجزنا أنواع الحروب التقليدية وتطورها عبر التاريخ، ومن ثم نستعرض الأسبوع القادم ان شاء الله الجيل الرابع من الحروب مع توضيح أبرز سمات هذه الحرب وأهدافها وكيف تعانى مصر ويلات هذه الحرب وكيفية مواجهتها والانتصار فيها على أعداء مصر المحروسة بعون الله وحفظه.
البقيه العدد القادم