وجه نظربقلم ايمن صلاح
مر عيد الحب هذا العام ككل عام مرور الكرام دونما قيمة مجتمعية ترسخ أو معنى انساني يعلو، والحب يا سادة كلمة ولكنها كلمة من نور خلقت البشرية ودامت بنورها، الحب رسالة بعث النبيون والرسل بها لهداية الأنام، الحب كلمة اذا عاش بها وعليها الانسان كان مآله الى الخلود فى الجنان، الحب كلمة صغيرة من حرفين ولكن ما بين الحاء والباء قصة كبيرة ملؤها الأمل والرجاء. ولقد اقتصر ادراكنا وفهمنا لمعنى الحب وللأسف الشديد على انه تلك العلاقة التى تجمع بين رجل وامرأة وهذا فكر لا ضير فيه الا أنه فكر قاصر لا يأتى على كل أطراف المعنى الحقيقى والشامل للحب، وفى كل عام نشهد المظاهر التقليدية التى اعتدنا رؤيتها فى عيد الحب سواء كانت تلك الورود والزهور التى تملأ الشوارع والطرقات أو تلك الهدايا المرسلة من كل حبيب الى حبيبه وهذا شىء جميل، ولكن ليس هو الهدف الأساسى من ابتداع عيد يحمل اسم الحب، فالحب الذى ننشده هو ذلك الحب المكتمل الذى يجعلنا نحب بعضنا بعضا فننزع من صدورنا الغل والأحقاد ونطهر قلوبنا من البغض والمقت والحسد، الحب لبلادنا فنعمل لها بصدق وضمير متناسين مظاهر اليأس والاحباط التى تملأ جنبات حياتنا حتى نصل بها الى حياة أفضل، الحب لعملنا الذى نعمله والترفع عن كل ما هو معوق حتى نصل الى النجاح والتميز المنشود، الحب لحياتنا التى نحياها مهما مررنا بتحديات أو مصاعب أو أزمات فنصل بهذا الحب الى القناعة والرضا فتستكين الروح ويهدأ القلب، الحب الأسمى والأعظم وهو حبنا لله سبحانه وتعالى ذلك الحب الذى اذا استطعنا استشعاره لوصلنا الى المبتغى والهدف من هذه الدنيا عامة.
عيد الحب رسالة، رسالة تأتى علينا كل عام لتذكرنا بالحب فى حياتنا، رسالة نور وهدى علينا جميعا أن نقتدى بها لتكون لنا نبراسا طوال العام فى عصر عز فيه الحب وانحسر وسادت فيه المادة وطغت عليه المصالح وانزوت القيم والمبادىء، فلماذا لا نعمل جميعا فى يوم كعيد الحب بصدق نية واخلاص قلب على استعادة قيم الحب الأصيلة التى افتقدناها فى كل مناحى حياتنا، افتقدناها فى معاملاتنا وافتقدناها فى مشاعرنا حتى أصبح الحب التقليدى ذاته بين الرجل والمرأة يفتقد عناصر الحب الحقيقى التى طالما عشناها وأحسسناها فى ماضينا ولم تعد باقية فى حاضرنا نتيجة لطبيعة العصر المادى الذى نعيشه.
فلنعد بمشاعرنا وسلوكياتنا الى الوراء، الى الماضى الجميل الذى كان فيه الحب سائدا، فلننشر الحب بين ربوع حياتنا لتدنو لنا الدنيا وتزهو معيشتنا، فلننبذ كل ردىء بداخلنا ونستبدله بالحب.
انها رسالة محب لنشر الحب.
