داعش والفواحش (2)

  • وجهه نظر

    بقلم ايمن صلاح

     

    عرضنا الأسبوع الماضى فى الجزء الأول من المقال محاولات قوى الشر الاقليمية اسقاط الدولة المصرية عقب احداث يناير 2011 مباشرة ومحاولاتهم الحثيثة لبث روح الفرقة والتشرذم داخل مصر من أجل تفتيتها وتقسيمها تماما كما حدث فى كثير من دول المشرق العربى، ومن ثم بسط نفوذهم على مصر من أجل أهداف تآمرية دنيئة سواء كان ذلك على المستوى الاقليمى أو المستوى الدولى، وكنا قد أوضحنا ان تلك القوى الاقليمية الشريرة قد استخدمت لتحقيق أهدافها فى اسقاط الدولة المصرية حليفها الاستراتيجى داخل مصر وهم جماعة الاخوان المحظورة التى استطاعت الوصول الى حكم مصر فى خضم أحداث الفوضى السياسية والأمنية التى أعقبت أحداث يناير واستمر حكمهم لمدة عام كامل كان كفيلا بأن يكتشف شعب مصر خلاله وجههم القبيح ونواياهم القذرة حيث خرج الشعب عن بكرة أبيه فى ثورة عارمة هى الأكبر والأعظم فى تاريخ البشرية فى الثلاثين من يونيو عام 2013 واستطاع برغبة شعبية جارفة ازاحتهم عن حكم مصر ليكتب التاريخ نهاية وجودهم كتنظيم خائن بلا عودة على أرض مصر، وفى ذات الوقت يكتب التاريخ نهاية للمخطط الدنىء لاسقاط مصر من قبل قوى الشر وفشل الخطة التآمرية التى اشترك فيه خونة الداخل والخارج.

     

    ولكن هل انتهت المؤامرة عند هذا الحد؟! وهل تم تغيير التكتيك الذى تعمل به قوى الشر لاسقاط الدولة المصرية؟! والاجابة قطعية الثبوت والدلالة وهى أن قوى الشر لم تيأس فى تنفيذ المخطط وتحقيق الهدف وان كان أسلوب العمل قد اختلف واعتمد على سياسة النفس الطويل. اذن، ما هو العمل الذى تقوم به قوى الشر اليوم وما هى الأساليب التى تتبعها من أجل تحقيق مرادهم التآمرى.

     

    بعد انتهاء فترة حكم الاخوان وما أعقبها من ترهل اقتصادى وفوضى أمنية ظن خلالها أولئك المتآمرون أنهم قادرون على تحقيق أحلامهم من خلال تعظيم الفوضى بزيادة عمليات التفجير ومحاولات الاغتيال من جهة وأيضا التظاهرات والاعتصامات الاخوانية من جهة أخرى، ولكن سرعان ما أدركوا فشل المخطط بمجرد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية ومن بعدها الانتخابات البرلمانية التى ثبتت أركان الدولة ووضعت مصر على أول طريق الأمن والاستقرار، وبمجرد ادراكهم لفشلهم فى هذه المرحلة تحولوا بخطتهم الاستراتيجية الى تكتيك آخر يعتمد على سياسة النفس الطويل كما أسلفت ومستهدفين محورين أساسيين للدولة المصرية فى الفترة الحالية وهما الاقتصاد والجيش.

     

    أما عن الاقتصاد فان قوى الشر تعمل جاهدة على اظهار مصر وكأنها تنهار اقتصاديا حتى تبث روح اليأس فى نفوس جموع الشعب المصرى ظنا منهم بان ذلك قد يكون المدخل لثورة الشعب من جديد على الدولة ومن ثم محاولة اسقاطها، وهم يستخدمون فى هذا الصدد آلة اعلامية تبث الشائعات وتنشر الأكاذيب ليل نهار ولولا وعى الشعب المصرى وادراكه لأكاذيب قنواتهم وأذنابهم فى الصحف العالمية لكانت مصر اليوم فى مهب الريح، ولا يمكننا هنا أن ننسى محاولة دويلة قطر احراج القيادة السياسية المصرية بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية بطلبها رد القرض الطويل الأجل المقدر بمبلغ أربعة مليارات دولار بصورة فورية ولكن استطاعت مصر أن تمر من تلك المحنة باحترافية شديدة بل انها استطاعت بعد رد هذا المبلغ الى قطر ومن خلال برنامج اصلاح اقتصادى جرىء أثبت نجاحه فيما بعد أن تتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولى للحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار فيما يعتبر شهادة دولية من صندوق النقد الدولى بجدارة الاقتصاد المصرى وبقدرته على النمو والازدهار، واستتبع ذلك وعلى مدار السنوات الماضية شهادات الجدارة والتقدير للاقتصاد المصرى من العديد من المؤسسات الاقتصادية العالمية ، ذلك الاقتصاد الذى استطاعت الدولة اعادة بنائه فى سنوات معدودة بل أن كثيرا من تلك المؤسسات الاقتصادية أقر فى العديد من منشوراته الدورية أن الاقتصاد المصرى يعتبر من أفضل الاقتصاديات الواعدة والناشئة فى هذا العقد، وعلى سبيل المثال لا الحصر فان "بنك مورجان ستانلى" أكد فى أغسطس 2019 أنه على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى فان الاقتصاد المصرى سيستمر بمعدلات نمو قد تزيد عن 6% فى السنوات المقبلة، كما أن مؤسسة "ستاندارد آند بورز" توقعت استمرار الاستقرار السياسى والاقتصادى فى مصر حتى بعد نهاية برنامج صندوق النقد الدولى فضلا عن توقعها استمرار الانخفاض التدريجى لمعدلات الدين والعجز المالى، ناهيك عن ارتفاع قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار وارتفاع قيمة الاحتياطى الأجنبى بالبنك المركزى بصورة كبيرة مع ارتفاع قيمة الصادرات المصرية وتحويلات العاملين بالخارج والقضاء على السوق السوداء للعملة وانخفاض قيمة الواردات ..... كل هذه النجاحات الاقتصادية تدحض كل الأكاذيب التى تبثها قوى الشر عن الاقتصاد المصرى وتجعلهم يموتون بغيظهم مع الفشل الذى يلاحقهم يوما بعد يوم.

     

    أما المحور الثانى التى تعمل قوى الشر على اسقاطه هو الجيش المصرى وذلك من خلال محاولة محو الصورة الذهنية للعقل الجمعى المصرى عن جيشه الذى ظل الشعب ينظر اليه نظرة الاجلال والتقدير وأنه حامى الحمى والدرع الواقى للوطن والشعب، فبدأوا المخطط من خلال دواعشهم الذين مولوهم وزرعوهم فى سيناء لكى يقوموا بعمليات ارهابية أشبه بحرب العصابات فى محاولة يائسة لابراز الجيش وكأنه عاجز أمام تلك العمليات البائسة التى قد تؤدى الى استشهاد أبطال من هذا الجيش العظيم، الا أنه وفى كل مرة وعقب أى عملية ارهابية يقوم الجيش المصرى بعملية تأديب لتلك العناصر المختبئة كالفئران فى الدروب الجبلية تنتهى بحصد أرواحهم كالكلاب المذعورة، ولن يستمر الوقت طويلا بعون الله الا وقد قضينا على الارهاب فى سيناء حتى يعلم هؤلاء الأشرار الفشل الذريع الذى ستؤول اليه كل مخططاتهم التآمرية، وليعلم الذى ظلموا أى منقلب ينقلبون.

     

    فوالله الذى لا اله الا هو لو أنكم قرأتم وأدركتم تاريخ مصر لأخترتم واقعكم ولأوقفتم غيكم حتى تجتنبوا غيبكم الذى سيحمل مصيركم المحتوم وهو اما اقتلاعكم من على وجه أرضنا أو دفنكم كجيفة تحت طيب ثراها.

     

    تحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن