بقلم ايمن صلاح
فى الرابع والعشرين من ابريل الماضى أكمل النادى الأهلى عامه المائة والثانى عشر، ذلك النادى الذى كانت بداية نشأته مجرد فكرة ارستقراطية نخبوية راقية ثم مر به الزمان ليتحول مع الأيام الى تيار شعبى جارف يملأ الأسماع والأبصار ويأسر القلوب وتزأر به الحناجر، النادى الأهلى الذى تحتفل مصر كلها بيوم ميلاده فكأنما نحتفل جميعا بأحد أهرامات مصر الشامخات العالية الهامات الضاربات فى جذور الأرض يملأنا جميعا الفخر بأن تواجد على أرضنا وبين جنبات وطننا ذلك المارد العملاق الذى سطر بأحرف من نور قصة من قصص الخلود ليس لكونه يحقق البطولات الرياضية التى تفخر به بلادنا وحسب بل لأنه أرسى قواعد المثل والمبادىء والقيم التى أظن أنها أصبحت أسلوب حياة لكل أنصاره ومنتسبيه ومحبيه ومشجعيه.
النادى الأهلى ظل طوال تاريخه مضربا للمثل ونبراسا يحتذى به فى كل المجالات حيث كان رمزا للوطنية والنضال ومركزا مشعا للعلوم والثقافة ودارا لبناء شباب المستقبل وقلعة لا تضاهيها قلاع فى حصد البطولات الرياضية محليا وقاريا واقليميا حتى أصبح اسم النادى الأهلى اسما عالميا براقا يقارن حين المقارنة بأعتى الأندية العالمية فى شتى المجالات الرياضية، ويكفى مصر فخرا أن النادى الأهلى الذى ظل متربعا على عرش أكثر الأندية تتويجا للبطولات فى العالم فى كرة القدم لسنوات طويلة حتى انتزع هذا اللقب نادى ريال مدريد لا يزال ينافس على هذا اللقب متخطيا كل أندية العالم دون استثناء سوى ريال مدريد، كذلك على الصعيد القارى فالنادى الأهلى هو الأكثر تتويجا بالبطولة الأفريقية الأولى للأندية منذ نشأتها وحتى الآن ولذلك فان تصنيف الأهلى القارى هو الأول على كل أقرانه وبفارق شاسع من النقاط حيث يعتلى الترتيب بعدد 109 نقطة بينما النادى الذى يليه هو الترجى التونسى بعدد 70 من النقاط، بما يعنى أن لقب نادى القرن الجديد أصبح شبه مضمون قبل نهاية القرن بثمانين عاما ليكرر الأهلى انجاز القرن الماضى ان شاء الله. أما عن انجازات الأهلى فى بقية الألعاب الرياضية فلا تسل، حتى انى أكاد أجزم أنه لا يوجد نادى على وجه الأرض يستطيع أن يقترب من انجازات وعدد بطولات الأهلى المجمعة على مستوى جميع الألعاب الرياضية سواء الجماعية أو الفردية.
ولأن زامر الحى لا يطرب فان النادى الأهلى كمؤسسة مصرية هى الأكثر نجاحا على جميع المستويات فلن يخلو الأمر من وجود الحاقدين والكارهين الذين أيقنوا أنهم لن يستطيعوا الوصول الى مكانة الأهلى وقدره عالميا أو حتى محليا، فظنوا أنهم بعد فشلهم فى الرقى الى مرتبة الأهلى قادرون على جذب الأهلى الى حضيضهم حتى تتساوى الرؤوس، فتارة يشككون فى قيم ومبادىء الأهلى وتارة يشككون فى بطولاته وجدارته بها وتارة أخرى يستخدمون الأساليب الملتوية فى بث بذور الفتنة للايقاع بالأهلى، ولو أنهم أدركوا الواقع ما حاولوا كل تلك المحاولات البائسة اليائسة فالأهلى لا يمكن الايقاع به فشموخه كالجذور فى الأرض، ولعلموا أن الأهلى ليس عظيما لأنه يفوز بالبطولات ولكنه يفوز دائما بالبطولات عبر التاريخ لأنه عظيم.
سيظل الأهلى كما كان دائما وأبدا رغم أنف الحاقدين والكارهين عظيما شامخا تشرئب له الأعناق لتطال الأنظار عظمه وشموخه، وكما قيل أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى فان صفة الأهلاوية تاج على رؤوس مشجعى الأهلى لا يراه ولا يشعر به الا مشجعى الآخرين. الأهلى فكرة ..... الأهلى معنى ..... الأهلى قيمة من القيم الجمالية.