كتب : وسيم امام
حرص مسؤولو الرعاية الصحية حول العالم على نشر التوعية بجائحة كوفيد _19 والالتزام بالطرائق المُجربة والفعالة للحد من انتشاره؛ مثل التباعد الجسدي وغسل اليدين جيدًا وارتداء الكمامات، وتجرب البلدان حلولًا إبداعية لإيصال تلك الرسائل للأهالي، وفي هذا الإطار ذكرت وكالة فرانس 24 إن السلطات الكورية الجنوبية أطلقت 300 طائرة دون طيار فوق نهر هان في العاصمة سيؤول كجزء من عرض ضوئي ضخم لتقديم الشكر لموظفي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية لمكافحة المرض.
وابتدأ العرض الذي استمر 10 دقائق بإعلان للخدمة العامة، شدد على أهمية غسل اليدين والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات، وفي نهايته شكلت الطائرات المُسيَّرة جملة «ابتهجي يا كوريا.»
وكانت كوريا الجنوبية سباقة في فرض ارتداء الكمامات داخل وسائط النقل الجماعي والرحلات الجوية، ما جعل سجلها في مكافحة الفيروس استثنائيًا، ويشمل ذلك الاختبار الشامل المبكر واستخدام الكمامة على نطاق واسع.
وفي عالم تحكمه قوانين الإغلاق والتباعد الجسدي، دخلت الطائرات دون طيار على خط المواجهة لتلعب دورًا حيويًا في مساعدة السلطات على احتواء الجائحة.
وقال مانيش ديكسيت محلل التقنيات الرئيس في شركة جلوبال داتا المتخصصة بتحليل البيانات، في بيان تبقى مرصد المستقبل نسخة منه، إن «الحكومات تتجه أكثر نحو استخدام التقنيات المتقدمة؛ مثل الطائرات دون طيار، بعد عجز الطرق التقليدية عن احتواء الجائحة، لتؤدي دورًا في ضمان تطبيق التباعد الجسدي وقياس درجات الحرارة ومراقبة التجمعات البشرية ونشر المطهرات وإيصال الأدوية والتتبع.»
وأشار تحليل أجرته جلوبال داتا، إلى أن الطائرات دون طيار، بدأت تحظى باهتمام متزايد، في محاولات احتواء الجائحة، إذ زودت الطائرات بكاميرات ومكبرات صوت لمراقبة ورصد التزام المواطنين بالحجر المنزلي، ورصد المخالفين للتعليمات، وبث المعلومات ورسائل التوعية.
وزودت بعض الحكومات، الطائرات دون طيار، بأجهزة استشعار للكشف عن أشخاص يعانون من الأعراض، في محاولة لمنع انتقال المرض إلى مجموعة أكبر من الناس، في مرحلة مبكرة، دون أي تدخل بشري، واستعملت الصين الطائرات دون طيار في تعقيم الأماكن العامة والمصانع والمستشفيات، لحماية الطواقم البشرية العاملة في الخطوط الأولى من أي خطر، فضلًا عن توفير الوقت.
من الاستعمالات الحيوية الأخرى للطائرات دون طيار؛ إيصال المواد الطبية والأغراض اليومية بسرعة وكفاءة، دون أي احتكاك جسدي. وفي هذا الإطار، وضعت شركة وينج المملوكة لشركة ألفابيت (شركة جوجل الأم) طائراتها في خدمة سكان ولاية فيرجينا لاستلام كل ما يحتاجونه من خلال على الهاتف النقال، دون أي تقارب جسدي.
ولعبت الطائرات دون طيار دورًا حيويًا في مسح مناطق بناء المستشفيات، وفحص مناطق كبيرة، لتقييم تأثير الفيروس. وعززت دول عدة؛ مثل الصين والولايات المتحدة وألمانيا دور الطائرات دون طيار في رسم خرائط للمناطق المطلوبة لبناء المستشفيات بأقل مشاركة بشرية ممكنة.
وقال ديكسيت «تلعب الطائرات دون طيار دورًا مهمًا في معركتنا ضد كوفيد-19، لمساعدتنا في تطبيق التباعد الجسدي، من خلال تقليل التفاعلات البشرية والحد من العدوى بين العاملين في الخطوط الأمامية، ما يقلل من تكلفة مكافحة المرض، لأنها تمثل حلًا أسرع وأكثر أمانًا وفعالية في البيئات العمل المعقدة.»
تجارب عربية
وشرعت دول عربية عدة فى استخدام طائرات بدون طيار لتنفيذ طلعات لتحذير المواطنين من أخطار الفيروس، والحرص على تطبيق التباعد الجسدي ومراقبة مخالفي حظر التجول، والكشف عن المصابين. ولم يعد مستغربًا أن تشاهد في سماء حواضر عربية، طائرات دون طيار، وهي تتصيد المخالفين لحظر التجول في الطرقات الخالية، وترسل إشارات إلى الدوريات تبلغهم عن أماكن وقوع المخالفات، أو لتحذر العابرين من خلال مكبرات صوت خلال فترات السماح بالتجول.
ولجأت قوات الشرطة في دولة الإمارات إلى استخدام الطائرات دون طيار لمتابعة حظر التجول ومراقبة الأوضاع، وتنبيه المواطنين، وتزويدهم بتعليمات السلامة والتباعد الجسدي.
وفي لبنان، أيضًا، استخدمت بعض البلديات، الطائرات دون طيار، لحث المواطنين على البقاء في منازلهم خوفًا من انتشار الفيروس.
وأطلقت السلطات الكويتية، كذلك، طائرات دون طيار في شوارع مدنها، ناطقة بلغات عدة، لتنبيه الحشود إلى ضرورة فض التجمعات، تحسبًا من خطر العدوى.
واستخدمت سلطات المملكة العربية السعودية، في مناطق عدة؛ منها القصيم، تقنية المسح الحراري الجوي بطائرات دون طيار مزودة بكاميرات حرارية تقرأ آليًا درجة حرارة الجسم، ضمن الحشود في الأماكن المفتوحة، وتنبه الشرطة لتتخذ الإجراءات الوقائية. في حين استعانت وزارة الإسكان السعودية بطائرات دون طيار لإجراء مسح حراري، وفحص العاملين في مشاريع برنامج سكني -التي تنفذ بالشراكة مع القطاع الخاص في مختلف مناطق المملكة- بهدف التأكد من سلامة العمال؛ وذلك في إطار الخطوات الاحترازية المواكبة للإجراءات الحكومية للحد من انتشار الوباء.
ووضعت وزارة الصحة التونسية خطة لاقتناء معدات وطائرات دون طيار مزودة بكاميرات حرارية استُعمِلت في ووهان الصينية، للكشف عن الحرارة غير العادية لدى الأفراد.
تقنيات جديدة
وتزداد وتيرة الاهتمام بالطائرات دون طيار للتصدي لمرض كوفيد-19، ويطور باحثون طائرة دون طيار مزودة بتقنيات عالية لرصد واكتشاف الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالأمراض المعدية؛ ويقول الباحثون إن الطائرة المسيرة أثبتت إمكانية استخدامها لقياس معدل ضربات القلب ومعدل التنفس بدقة عالية في حشد من الناس يبلغ نطاقه من 5 إلى 10 أمتار. وباستخدام الكاميرات الدقيقة تصل مسافة الكشف إلى نحو 50 مترًا، وتستخدم بعضها خوارزميات خاصة تسمح بالكشف عن أشخاص يعطسون أو يسعلو