كتب : صابر محمد - وسيم امام
عندما بدأ الدكتور بروس هولمز عمله في وكالة ناسا في سبعينيات القرن الماضي، كانت لديه رؤية واضحة لمستقبل النقل الجوي في العام 2030 ففي أيام عمله الأولى في الوكالة، وبينما كان مجتمعًا مع زملائه من المهندسين الجدد، سألهم أحد المديرين عما يطمحون إلى إنجازه مستقبلًا، فكانت معظم إجاباتهم مرتبطة بغزو الفضاء وتطوير المركبات السريعة التي تفوق بسرعتها الصوت، لكن هولمز أجاب بأنه سيعمل على تطوير «الأداء والسلامة لطائرات النقل العام الجوي.»
لوهلة بدا المدير الذي طرح السؤال محتارًا، فما الذي دفع مهندسًا جديدًا في وكالة فضاء إلى الاهتمام بموضوع بسيط كهذا؟ لكن هولمز تابع قائلًا «كوننا نعمل في مجال الفضاء علينا أن نفكر في كيفية توظيف تقنيات السفر ضمن الأبعاد الثلاثة -في إشارة إلى السفر بمركبات الفضاء- في تطوير طائرات النقل الجوي.» عندها أثنى المدير على إجابته وقال «إنها فكرة جيدة.»
وسعى هولمز منذ تقاعده في العام 2007، إلى نقل أفكاره وأحلام شبابه إلى مجموعة من الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير خدمات «الطيران الخاص عند الطلب» وهي فكرة تشبه من حيث المبدأ نموذج شركة أوبر لخدمات النقل البري الخاص ولكنها تعمل جوًا.
ومن أهم الشركات التي تتبنى هذه الفكرة على اختلاف أشكالها، شركة سكاي في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وهي شركة ناشئة تطور طائرة أجرة تعمل بالوقود الهيدروجيني، ويشغل هولمز فيها منصب مدير قسم التقنية، وشركة ويسك في ولاية كاليفورنيا، ويدعمها لاري بيج المؤسس المشارك لشركة جوجل، بالإضافة إلى خدمة «التاكسي الجوي» الخاصة بأوبر، والتي تعتزم الشركة إطلاقها في مدينتين أمريكيتين إضافةً إلى مدينة ملبورن الأسترالية في العام 2023.
وقد تلعب طائرات الأجرة الكهربائية، والتي تتبناها شركات متعددة كشركة فولوكوبتر الألمانية التي تأسست في العام 2011، دورًا في حل مشكلة النقل الجوي الخاص ضمن المدن.