كتب : محمد شوقي – عادل فريج
ربما يبدو مصطلح «علم البصريات الوراثي» أشبه بذلك المقرر الدراسي الصعب الذي يحاول طلاب الجامعة تجنبه، لكنه في الحقيقة ليس بتلك الدرجة من السوء، فمع قليل من التفكير الإبداعي وشيء من الخيال العلمي، سندرك سريعًا أن هذا المجال الجديد من أكثر مجالات العلوم والطب تشويقًا.
فعلم البصريات الوراثي قد يتيح للبشر التحكم بأدمغتهم باستخدام جهاز تحكم عن بُعد يعمل بالضوء ، فنضغط على أحد أزرار «جهاز التحكم الضوئي» لننام على الفور، ونضغط على زرٍ آخر لنوقف مستقبلات الألم في أدمغتنا إن تعرضنا لإصابة، أو نتحكم بمختلف الوظائف الحركية في أجسامنا.
ولعل تحقيق ذلك كله ممكن في المستقبل من خلال هذه التقنية العلمية الجديدة، فضلًا عن استخداماتها في علاج الحالات الدماغية المرتبطة بالشيخوخة كمرض الألزهايمر ومرض باركنسون، إضافةً إلى علاج العمى، وشذوذات القلب، وحتى الأمراض النفسية، وبهذا فالتقنية تقدم وعودًا تشبه ما يعِد به مشروع نيورالينك الذي أطلقه إيلون ماسك.
وعلم البصريات الوراثي ليس حلمًا بعيد المنال على تخوم العلم، بل فكرة ولدت من رحم الخيال العلمي ويبدو أن تحقيقها ممكن وفقًا لآخر الأبحاث المتعلقة بالمجال والتي حققت تقدمًا علميًا مهمًا فيه، وبدأ الأطباء والباحثون في مختلف أنحاء العالم باستخدام هذه التقنية لدراسة الدماغ البشري واستفاد الباحثون من التقدم العلمي في هذا الباب، في فك رموز الإشارات الدماغية التي تنقل الإحساس بالألم، وفهم الشفرة العصبية للإدمان بشكل أفضل، واستعادة البصر لدى الفئران المصابة بالعمى، وإعادة برمجة الذكريات، وخلق ذكريات جديدة.فإن استطعنا تجاوز العقبات الحالية والاستمرار بالتقدم في ذات المسار، فإن التقنيات العصبية الرامية إلى وضع علم البصريات الوراثي في طليعة العلوم قد تغير العالم في السنوات المقبلة، ويخطو العلم حاليًا خطوات سريعة يسابق بها الزمن للوصول إلى ذلك الهدف.