طور فريق من مركز أبحاث الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حديثًا، نوافذ شمسية ذكية شفافة تحول طاقة ضوء الشمس الساقط عليها إلى طاقة كهربائية، لتنافس الألواح الشمسية التقليدية.
وتستند تقنية النوافذ الشمسية الجديدة على جزيئات عضوية لالتقاط الضوء قابلة للطباعة على الزجاج مثل الحبر، ليلتقط ذلك المركب العضوي الكهروضوئي الأشعة تحت الحمراء، فيمنع دخول الحرارة إلى المبنى ويسمح في الوقت ذاته بمرور الضوء المرئي؛ وفقًا لما نقلته صحيفة عكاظ السعودية.
وطورت التقنية الجديدة الأستاذة الدكتورة، دريا باران، من مركز أبحاث الطاقة الشمسية والأستاذ المساعد في هندسة وعلوم المواد في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، وفريقها البحثي المكون من نيكولا غاسباريني وجويل تروتون ودانييل براينت، لتأسس لاحقًا شركة النوافذ الشمسية الناشئة (إيرس.)
ونقل الموقع الإلكتروني للجامعة عن باران قولها «في مدن المستقبل، أعتقد أن كل مبنى سيُنتِج طاقته الخاصة، كل شيء سيعتمد على الطاقة المتجددة، لا يوجد سبيل آخر. أنا لا أقول إن النفط سوف يزول، لكنني أرى أننا سنستخدمه بأساليب أكثر قيمة من كونه وقودًا فقط.
أعتقد حقًا أن هذا هو مستقبل المدن الجديدة. نحن نعلم أن الاحتياج للتبريد خاصة في هذه المنطقة ضخم وسيظل مشكلة كبيرة، بل أكبر مع تزايد عدد السكان.»
وشارك فريق تأسيس شركة إيرس، منتصف العام الماضي، في برنامج تسريع المشاريع والأعمال الناشئة في الجامعات السعودية (تقدم) الذي قدمته جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالشراكة مع البنك السعودي البريطاني، وبعد إتمام برنامج استمر لستة شهور، حصلت إيرس على تمويل إضافي بقيمة 100 ألف دولار.
وتجري الشركة حاليًا، مباحثات مع شركات عدة لتصنيع النوافذ لإضافة طبقة تلتقط الضوء على الزجاج الذي تصنعه تلك الشركات ليركب في وحدات النوافذ الزجاجية المزدوجة والمتصلة كهربائيًا.
وافتتحت جامعة الملك عبد الله، في أبريل 2014، مركز أبحاث الطاقة الشمسية، لدعم الصناعة من خلال الأبحاث الأساسية والإسهام في التنمية الاقتصادية، وبناء مستقبل مستدام للمملكة.
تنامي الاهتمام بالطاقة المتجددة
وزاد في الأعوام الأخيرة الاهتمام الرسمي بمشاريع الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية؛ إذ تخطط حاليًا، لإنارة جميع شوارع مدنها بالطاقة النظيفة، في إطار استراتيجيتها لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاعتماد على الطاقة البديلة من خلال إطلاق مشاريع ضخمة وتطويرها وتهيئة البنى التحتية لها.
وذكرت وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، في يونيو الماضي، إنها تسعى إلى «التحول التدريجي من الاعتماد على الشبكة الكهربائية إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع والحدائق والمتنزهات واللوحات الإعلانية. إن التحول للطاقة الشمسية يوفر 50% من الطاقة، مقارنة بالإنارة التقليدية، فضلًا عن أنها تعمر طويلًا. وتم استخدام بعض منها من فترة طويلة.»
12 مشروعًا للطاقة النظيفة خلال العام الحالي
وتعمل المملكة على طرح 12 مشروعًا في قطاع الطاقة المتجددة، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 4 مليارات دولار، خلال العام الحالي؛ منها إنشاء محطة الفيصلية للطاقة الشمسية في إمارة منطقة مكة المكرمة بقدرة تصل إلى 2600 ميجاواط، وهو ثمرة تعاون بين هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة ووزارة الطاقة والصناعة والثرة المعدنية وصندوق الاستثمارات العامة، للوصول إلى مزيج مستدام من مصادر الطاقة المتجددة. ومن المقرر تنفيذ المشروع على مراحل؛ هي الحصول على قدرة 600 ميجاواط، بعد إجراء مناقصة عامة خلال العام الحالي، في حين يطور صندوق الاستثمارات العامة وشركاؤه المختارون 2 جيجاواط من قدرة المشروع.
وقال تركي الشهري، رئيس مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، إن «إنتاج السعودية من الطاقة النظيفة سيصل إلى 27 جيجاواط بحلول العام 2024؛ منها 20 جيجاواط من الطاقة شمسية و7 جيجاواط من طاقة الرياح.»
وتؤسس المملكة حاليًا مركزًا لقدرات الطاقة المتجددة تبلغ سعته 200 جيجاواط خلال العقد المقبل، يعتمد التصنيع المحلي وتطوير المشاريع داخليًا وخارجيًا.
وتشير تقارير محلية إلى أن المملكة تشهد نموًا متسارعًا وتزايدًا في الطلب على الكهرباء والمياه المحلاة، في ظل ارتفاع معدل النمو السكاني، وسيتعدى الطلب على الكهرباء في المملكة 120 جيجاواط بحلول العام 2032.