شركات التكنولوجيا العالمية ومنصات التواصل مترددة فى اتحاذ موقف من الأزمة الروسية الاوكرانية

  • كتب : وائل الحسيني

     

    بسبب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تجد الشركات التكنولوجية العملاقة نفسها في موقف يجبرها على اختيار واضح لأحد الطرفين، إذ تبدو مجموعات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة عالقة بين مطرقة الدعوات إلى معارضة الحرب وسندان إجراءات محتملة من قبل الكرملين.

     

    من ناحيتها أعلنت مجموعة «جوجل» الأمريكية العملاقة للإنترنت أنها «علقت» إمكانية جني عائدات على مختلف منصاتها بالنسبة لوسائل الإعلام الممولة من الدولة الروسية، رداً على غزو موسكو لأوكرانيا.

    وجاء هذا القرار بعد تدابير مماثلة اتخذها موقع «يوتيوب» التابع لجوجل وشبكة «فيسبوك» الأمريكية للتواصل الاجتماعي.

    وأعلن متحدث باسم جوجل في بيان: «رداً على الحرب في أوكرانيا، نعلق إمكانية أن تجني وسائل الإعلام المموّلة من الدولة الروسية عائدات من نشاطاتها على منصاتنا».

    وأضاف البيان: «إننا نراقب عن كثب التطورات الجديدة وسنتخذ تدابير أخرى إذا اقتضت الحاجة».

    وأعلنت يوتيوب قبل ذلك بساعات أنها ستمنع بعض الشبكات الروسية من جني أموال من خلال مقاطع الفيديو التي تبثها على منصتها.

    وقال متحدث باسم يوتيوب في بيان: «على ضوء الظروف الاستثنائية في أوكرانيا، نتخذ عدداً من الخطوات».

    وأوضح: «باشرت فرقنا تعليق إمكانية جني عائدات على يوتيوب بالنسبة لبعض الشبكات منها شبكات آر تي على الصعيد العالمي»، في إشارة إلى شبكة التلفزيون الممولة من الحكومة الروسية.

    وكانت فيسبوك أعلنت الجمعة أنها تحظر على وسائل الإعلام الرسمية الروسية بث إعلانات وجني عائدات من نشاطاتها على منصتها.

    من جهته قال تيم كوك رئيس شركة ابل إنه «قلق جداً بشأن الوضع في أوكرانيا»، ووعد بأن الشركة ستدعم الجهود الإنسانية المحلية.

    كما تدخل نائب رئيس الوزراء نفسه لدى إيلون ماسك السبت وطالبه بتزويد أوكرانيا بمحطات «ستارلينك» على الإنترنت.

    وقال مخاطباً الملياردير «بينما تحاول استعمار المريخ، تحاول روسيا احتلال أوكرانيا!»، ورد إيلون ماسك السبت بأن القمر الصناعي «ستارلينك» الذي تم إطلاقه قبل يوم في مكانه والمحطات الأرضية في طريقها إلى أوكرانيا.

    وواجهت مجموعات كبرى للتكنولوجيا طوال الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا، انتقادات لعدم بذلها كل ما في وسعها لقمع المعلومات المضللة الخطيرة حول الغزو.

    وكتب السيناتور الأمريكي مارك وارنر الجمعة رسالة إلى ساندر بيجيه الرئيس التنفيذي «لألفا بيت» الشركة الأم لغوغل أن «منصاتك ما زالت ناقلة رئيسية للجهات الفاعلة -بما في ذلك، خصوصا تلك التابعة للحكومة الروسية- ليس فقط لنشر معلومات مضللة، ولكن للاستفادة منها».

    واتهم وارنر -الذي أرسل أيضاً رسائل إلى ميتا وريديت وتلغرام وتيك توك وتويتر-، يوتيوب «بمواصلة» تحقيق الدخل من المحتوى من الجهات الفاعلة البارزة المرتبطة علناً بحملات التأثير الروسية".

    وتؤكد مجموعات التكنولوجيا هذه أنها مدافعة عن حرية التعبير والقيم الديموقراطية، لكنها تواجه انتقادات في الغرب لجنيها أرباحاً بالمليارات من عائدات الإعلانات من المنصات التي يمكن أن تؤثر سلباً على المستخدمين.

    ويأتي الغزو في وقت خسر فيه فيسبوك رائد هذه الشبكات، عدداً من مستخدميه للمرة الأولى في تاريخه وعانى انخفاضاً تاريخياً في قيمته في سوق الأسهم.

    لكن نظراً لخطورة الوضع في أوكرانيا، يؤكد الخبراء دعمهم لموقف مبدئي من مجموعات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.

    وقال أليكس ستاموس المسؤول الأمني السابق في فيسبوك، في تغريدة على تويتر «اتخاذ الشركات الأمريكية موقفاً مع طرف ما في النزاعات الجيوسياسية مبرر وينبغي أن يكون هذا اختياراً سهلاً».

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن