كتب : محمد حلمي
تتواصل جهود العلماء لكشف أسرار الكوكب الأحمر، حيث وجد باحثون يدرسون تسجيلات تم إجراؤها بواسطة ”الميكروفونات“ على متن المركبة الفضائية ”بيرسيفيرانس“ التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“، أن ”الصوت ينتقل على المريخ بشكل أبطأ بكثير مما ينتقل على الأرض“.
وفي دراسة نشرت في مجلة ”ناتشور“ الأمريكية، قال فريق البحث، إنه ”نظر في تسجيلات تعود إلى الـ19 من فبراير 2021 أي اليوم التالي لوصول المركبة الجوالة إلى الكوكب، وباستخدام الأصوات المسجلة التي تم إنشاؤها بواسطة المسبار – مثل موجات الصدمة من ليزر المسبار الذي تم استخدامه لقطع الصخور، وأصوات الطيران من مروحيات – تمكن الباحثون من مقارنة الأصوات على سطح المريخ بأصوات الأرض“.
وقالت شبكة ”سي بي أس“ الأمريكية في تقريرـ أمس السبت ”لقد توصلوا إلى أن الصوت ينتقل على سطح المريخ أبطأ منه على الأرض بنحو 100 متر في الثانية“.
وإضافة إلى ذلك، أكتشف الباحثون أن هناك سرعتين للصوت على سطح المريخ، واحدة للأصوات عالية النبرة والأخرى للأصوات منخفضة النبرة“.
وبحسب بيان صحفي حول النتائج، فإن هذا من شأنه أن ”يجعل من الصعب على شخصين يقفان على بعد 5 أمتار فقط إجراء محادثة“.
وقالت الشبكة نقلا عن البيان ”يعود سبب بيئة الصوت الفريدة على المريخ إلى انخفاض ضغط السطح الجوي بشكل لا يصدق“، لافتة إلى أن ”الضغط على المريخ هو أقل بـ 170 مرة من الضغط على الأرض، ما يعني أنه إذا قطع صوت عالي النبرة مسافة 213 قدمًا على الأرض، فسوف ينتقل 26 قدمًا فقط على سطح المريخ“.
وقال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة تولوز الفرنسية والمؤلف الرئيس للدراسة، سيلفستر موريس ”في مرحلة ما، اعتقدنا أن الميكروفون مكسور، لانه كان هادئًا للغاية.. كما ان مصادر الصوت الطبيعية نادرة هناك باستثناء صوت الريح“.
ولفتت الشبكة إلى أن علماء ”ناسا“ يعتقدون أن ”المريخ قد يصبح أكثر ضجيجًا في أشهر الخريف، عندما يكون هناك ضغط جوي أعلى“.
من ناحيته، المؤلف المشارك في الدراسة بابتيست تشييد ”نحن ندخل موسم ضغط مرتفع.. ربما تكون البيئة الصوتية على المريخ أقل هدوءًا مما كانت عليه عندما هبطنا“.
وعندما تم إجراء التسجيلات الأولية العام الماضي، أعلن الباحثون أنها المرة الأولى التي يتم فيها التقاط أصوات من كوكب غريب.
بدوره قال المدير المساعد لمديرية المهام العلمية التابعة لوكالة ”ناسا“، توماس زوربوشن، إن ”التسجيلات في ذلك الوقت هي أقرب ما يمكنك الوصول إليه للهبوط على المريخ دون ارتداء بدلة ضغط“.