بلاغ إلى من يهمه الأمر

  •  

     

    بقلم : اسلام محفوظ

     

     

    في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى إلانطلاق نحو آفاق رحبة من التقدم والرقي وتحقيق تنمية 

    شاملة ومستدامة تضمن لمصرنا الحبيبة أن تنال مكانتها التي تستحقها بين دول العالم وبين الأمم 

    المتقدمة باعتبار مصر أصل الحضارة ونبع التقدم ، وحتى يحصل المواطن المصرى على المكانة 

    التى يستحقها وتتحقق له الرفاهية التى يحلم بها ، وحتى يتحقق ذلك فلابد من توافر مجموعة من  المقومات لذلك من أهمها مقويين أساسيين هما التخطيط السليم والإدارة الرشيدة ، والتخطيط السليم يكون مبنيا على أسس علمية من تحديد دقيق لأهداف وتحديد لإمكانيات لازمة لتحقيق هذه  الأهداف ووضع خطط وبرامج لتحقيق هذه الأهداف بالإضافة الى حتمية مرونة الأهداف والخطط بحيث إمكانية تعديلها والتغلب على مشكلات أو معوقات تحول دون إمكانية تحقيقها ،

    واما الجناح الآخر لتحقيق التنمية والنهضة المنشودة وهو الإدارة الرشيدة والتي تتمثل في وجود 

    أفراد قادرين على القيادة وتحقيق الأهداف والقدرة على التوليف بين الموارد البشرية والمادية

    وفهم الأهداف الموضوعة جيدا م وتحويل الأهداف إلى خطط وبرامج ً ومن ثم توصيلها لمن حوله

    زمنية وتدريب من حولهم على كيفية تنفيذها ، إلا أن تحقيق هذه الأهداف والخطط والبرامج إلى 

    واقع ملموس يعتمد على الموارد البشرية أى على البشر وحتى يقوم البشر بتنفيذ هذه الخطط البديلة 

    من أن يدرك المدير إمكانياتهم وقدراتهم وخبراتهم والأهم من ذلك تشجيعهم على العمل والانتاج وعلى تنمية روح المبادرة لديهم وإعطائهم الفرصة لتنفيذ وتطبيق رؤيتهم الخاصة وما لديهم من 

    أفكار مبدعة مادامت ستؤدى إلى تحقيق الهدف المنشود . والشك عندي أن تحديد الأهداف 

    ووضع الخطط اللازمة لتحقيق هذه الأهداف لدينا من الخبراء والعلماء ممن يقومون بهذا بكفاءة 

    ومهنية عالية ،أما فن إدارة الموارد البشرية لتحقيق هذه الأهداف فهذا للأسف الشديد  ليتوافر 

    عند الأغلبية العظمى من المديرين في العديد من الجهات الحكومية ، فنجد أغلب هؤلاء المديرين 

    وصل لمنصبه اما بحكم الأقدمية أو بالواسطة والمحسوبية لذا تجد الكثير منهم يفتقد إلى أبسط

    أسس وقواعد الإدارة الرشيدة باعتبارها علم وفن فى نفس الوقت، واأن محور الإدارة الرئيسي هم البشر، إذ على المدير الناجح أن يكون مدركا تماما لقدرات وإمكانيات مرؤوسيه وتشجيعهم على 

    الإبداع والابتكار والتغلب على الصعوبات وتنفيذ ما لديهم من رؤى وأفكار . ولكن للأسف الشديد 

    الكثير من المديرين هم من لهم الإحباط مرؤوسيهم وقتل روح الإبداع والابتكار فيهم بل ووضع 

    العراقيل أمامهم للتقليل والانتقاص منهم بسبب وبدون سبب ، وهناك مديرون وهم كثيرون لا هم 

    لهم الا القانون وتطبيق القانون وتجده يحفظ نصوص القانون بدون فهم ويستخدم ذلك فى ترهيب 

    موظفيه والانتقاص من قدراتهم وامكانياتهم وقتل روح الإبداع والابتكار فيهم ..

    ولذلك فأزمتنا الحقيقية هى أزمة إدارة ، عندنا عقم فى الفكر الإداري الصحيح عند أغلب 

    المديرين في معظم الجهات الحكومية ، وحتى لا يكون كلامي مجرد كلام مرسل ليس عليه دليل 

    فأنا أسوق هذا الموقف من الواقع : أحد المعلمين ) من ذوي الهمم( فى إحدى مدارس محافظة 

    القليوبية حاصل على ماجستير وباحث دكتوراة وله أبحاث منشورة في مجلات علمية ومقالات 

    فى عدد من الجرائد ويكمل وكيل لإحدى المدارس تقدم للعمل في وظيفة مدير مدرسة وحضر 

    مقابلة مع قيادات التربية والتعليم بالمحافظة ونجح في المقابلة وصدر قرار تعيينه مديرا لإحدى 

    المدارس ، وقرر مدير عام الادارة التعليمية عقد إجتماع للمديرين الجدد وذهب هذا المعلم 

    لحضور االاجتماع .

    فوجئ بالسيد المدير العام يوجه له سؤالا : انت ليه عايز تبقى مدير ؟ بطريقة غير لائقة

    ولكنه اجاب وقال لعدة اسباب منها استعادة ثقة المجتمع في المؤسسة التعليمية وقبل أن يكمل 

    كلامه....

    قاطعه المدير العام قائلا : ازاى ؟

    رد المعلم : أنا من خلال عملي في المدرسة لاحظت أن هناك عددا ليس بالقليل من طلاب

    الصف الاول الاعدادي وأحيانا الثاني الإعدادي ضعاف جدا في القراءة والكتابة وده بيخلي 

    نتائجهم ونتائج كثير من المدارس سيئة فعشان كده من أول يوم في الدراسة سأكلف مدرسي

    اللغة العربية بتحديد الطلاب الضعاف في القراءة والكتابة وبدء عمل برامج علاجية لهم...

    قال المدير : طيب مدرسو اللغة العربية قالوا لك إن كل الطلبة زى الفل هتعرف منين الحقيقة ؟

    رد المعلم انا هعرف وهتابع الطلبة ......

    قال المدير: ازاى ؟ وهتدخل الفصول ازاى ؟) فى تلميح وتنمر الى إعاقته حيث إن هذا المعلم 

    معاق ويتحرك ي  متحرك(

    واردف قائلا يعنى انت كده هتقعد وتسيب للناس اللى معاك هما اللي يشتغلوا

    رد المعلم : يعنى انت شايفني لا أصلح

    قال المدير: انت على دماغي (بطريقة تهكمية)

    بس انا اللي لما آجى المدرسة مين اللي هيلف معايا

    رد المعلم : حضرتك لما طلبتني جيت لحضرتك أم لا ؟

    قال المدير : فيه فرق بين متابعة مدرسة وبين حضور اجتماع

    رد المعلم : حضرتك الحدث اللى هيتطلب وجودى فيه هكون موجود ،وانا مكلف بعمل وكيل 

    مدرسة و.....

    قاطعه المدير قائلا : انت اخصائي صحافة ووكيل مدرسة بتكليف بس دى اعمال مكتبية انما 

    مدير مدرسة ده عمل ميدانى .

    فشعر هذا المعلم بحرج شديد من طريقة المدير العام فى الكلام معه حيث كانت غير لائقة وفيها 

    تهكم وتنمر جعلته يشعر بحرج شديد امام جميع زملائه ولم يعد يستطيع الرد عليه بسبب حالته

    النفسية السيئة

    وخرج الرجل من الاجتماع والالم يعتصر قلبه حتى الآن .ورفض ان يستلم عمله 

    كمدير مدرسة بسبب هذه الإهانة التي تلقاها من مدير إدارته ومن تنمره عليه .

    هذا هو نمط المديرين الذين يتولون مواقع قيادية فى احدى اهم الوزارات وهذه هى طريقة 

    تعاملهم مع مرؤسيه ،أهمل كل خبرات الرجل وكل شهاداته ودراساته واقتراحاته لتطوير 

    العملية التعليمية ولم يرى غير إعاقته .

     

    كل تفاصيل الواقعة عندى بالأسماء والأماكن والتواريخ .

    ولذا فإنني اتوجه الى السيد وزير التربية والتعليم وإلى كل السادة المسئولين عن هذا البلد لرد 

    اعتبار هذا المعلم وتطبيق معايير علمية مهنية وإنسانية فى عملية اختيار القيادات .

    حفظ الله بلدنا الحبيب مصر. 

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن