بقلم :فريد شوقي
مع نجاح مصر في جذب نحو 11 مليون سائح خلال 2018 وتجاوز الإيرادات نحو 12.6 مليار دولار في العام المالي 2018 – 2019 مقارنة مع 9.8 مليار في السنة المالية 2017-2018، وفقا لبيانات البنك المركزي ، فإن السؤال كيف يمكننا تعزيز قدراتنا في مضاعفة أعداد السائحين والوصول لعدد 20 مليون سائح إلى وطننا بما يتسق مع ما نمتلكه من كل أنواع السياحة " أثرية ، تاريخية ، شاطئيه ، ثقافية ، وترفيهية " ؟
وبالطبع فإن التكنولوجيا وثورة الاتصالات يمكن أن تكون المنصة الأساسية لتحقيق هذا الهدف، وزيادة الإيرادات وتنوع الأسواق الخارجية خاصة وأن قطاع السياحة بات ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة .
ومؤخرا كشف تقرير أعدته شركة " سيسكو " العالمية بعنوان "ماذا ينتظر سياح المنطقة من سيسكو في إطار تجارب التنقل العصرية" أن عامل التقدم التقني في قطاع السياحة أسهم بشكل مباشر في تحقيق استدامة نمو السياحية وتعزيز مكانة القطاع على الخريطة الإقليمية والعالمية مؤكدا أنه ما زال هناك العديد من الفرص لترقية تجارب السياح والسياحة الذكية، وترسيخ مكانة الدولة كإحدى الوجهات المفضلة إقليمياً وعالمياً.
وكشفت "سيسكو" عن مفهومها للتنقل الذكي والذي يجمع بين السائح والمعالم السياحية ووسائل النقل المتعددة عبر مجموعة من الأدوات والتطبيقات المختلفة للاتصالات والتفاعلات التي يحتاجها السائح حيث يقدم الجانب الأول من مفهومها حول السياحة الذكية، شاشات رقمية ديناميكية تفاعلية توضع في المترو، وتقدم محتوى تفاعليا متغيرا بناءً على موقع السائح. وتقدم الشاشات معلومات عن الوجهة النهائية للقطار، ومواقع المعالم السياحية الأبرز، ونقاط شراء التذاكر عبر رموز الاستجابة السريعة QR.
وللمتنقلين خارج محطة المترو، ابتكرت "سيسكو" حلولاً للطرق المتصلة، حيث توفر للمسافرين المزيد من الإرشادات التي ستساعدهم في مواصلة رحلاتهم. كما تم تصميم كشك سيسكو الذكي، المقترح وضعه خارج محطات المترو والمطارات، لعرض مجموعة من المعلومات، بما في ذلك خرائط المدن ومسارات الحافلات ومواعيد وصول وسائل النقل وغيرها من المعلومات المهمة.
وسيتمكن المسافرون أيضاً من حجز سيارات الأجرة مباشرةً عبر الأكشاك الذكية وإدخال معلومات إضافية مثل عدد الأشخاص والحقائب لضمان أن تلبي سياراتهم احتياجاتهم الخاصة. ويوفر كشك سيسكو أبضاً، خيارات مشاركة السيارة مع الغير والعثور على مسار السيارة خاصية الدفع عبر الاتصال قريب المدى الخاصة بسيارات الأجرة كما تشمل هذه الحلول لوحة تحكم ذكية لوسائل النقل، صُممت لتتواصل مع أجهزة استشعار تعمل بتقنية إنترنت الأشياء في جميع أنحاء المدينة، لتخبر السائق والراكب بحالة الطرق وحركة المرور والطقس في الوقت الفعلي، مما يوفر تجربة مريحة وأكثر سلاسة لكلا الطرفين.
كذلك تأتى حلول تكنولوجيا المعلومات على رأس الأدوات المساعدة التي يجب الاستفادة منها في إيضاح الصورة الحقيقية أمام السائح الذي يريد أن يزور مصر بداية من نشر الصورة الحقيقية أمام الحالة عن الاستقرار والأمان الموجود حاليا في الأماكن السياحية بدلا من تركه فريسة للأخبار المغلوطة والموجهة من قِبَل بعض القنوات الفضائية والتقارير الإخبارية التي قد تجانب الحقيقية سعيا وراء أهداف هدامة مجهولة .
وفي الحقيقة نتمنى قيام وزارة السياحة بتفعيل مبادرة المليون مدونة سياحية ، والتي أعلنت عنها منذ 3 أعوام تقريبا ، لتدريب مليون مصري على التسويق السياحي الإلكتروني " e-Tourism " ، ليتمكن من تسويق السياحة المصرية بواسطة مدوناتهم عبر شبكة الإنترنت يجانب ضمان دخل شهري .. إذ سيتم اختيار عدد محدد من كل محافظة للتدريب، وذلك حتى تتسنى استفادة كل محافظات مصر من هذه المبادرة .. وخصوصا محافظات الدلتا والصعيد وسيناء، وسيتم التدريب داخل جامعات مصر المختلفة، وبشهادة جامعية معتمدة ومحاضرين ذوي خبرة عالية في هذا المجال إلا أننا للأسف لا نعرف حتى الآن مصير هذه المبادرة .
كذلك من المهم تعظيم الاستفادة من السائحين الذين زاروا مصر بالفعل ومخاطبة هؤلاء " عبر البريد الإلكتروني لكل سائح " ودعوته مرة أخرى لمعاودة الزيارة وتشجيعه عن نقل الصورة الإيجابية والحفاوة التي لمسها بنفسه خلال زيارته لمصر لاسيما بعد إطلاق بوابة مصر السياحية http://www.egypt.travel " ، والتي تم تطويرها بالتعاون بين 3 وزارات " السياحة ، الاتصالات ، الآثار " ضمن منظومة السياحة الإلكترونية ، إذ تعد خطوة إيجابية جدا للترويج للسياحة عبر العالم الافتراضي .. إلا أنه رغم المجهود الكبير والواضح في التصميم، وطريقة العرض إلا أنها تفتقد هذا الجانب " من عرض قصص حقيقية وشهادات واقعية لسائحين أجانب زاروا مصر وتقييمهم لتجربتهم ، لمنح المصداقية وكسب ثقة السائح الأجنبي علاوة على ضرورة الاستعانة ببعض الفيديوهات والصور ثلاثية الأبعاد التي تزيد من تشويق السائح لزيارة الأماكن السياحية خاصة المقاصد الأثرية والثقافية.
كما أنها تحتاج إلى تفعيل العديد من الخدمات ومنها الحجز الإلكتروني للأماكن السياحية أو معرفة العروض الترويجية المتاحة بداية من الطيران مرورا بحجز الفنادق ووسائل التنقل وتزويدها بنظام تحديد المواقع " GPS " بما يسمح للسائح بمعرفة الأماكن من خلال خدمة خرائط "جوجل " إذ لا نريد مجرد كتالوج لعرض الأماكن والمقاصد السياحية في مصر بمجرد كلمات.
في النهاية نأمل أن نستطيع تعظيم الاستفادة مما تتيحه ثورة المعلومات والاتصالات والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من سرعة وقدرة على الوصول إلى المستهدفين من السائحين من مختلف الدول ومعالجة الآثار السلبية التي تؤثر على قطاع السياحة .