طور الباحث الأردني، محمد بسام المناصر، ومجموعة باحثين آخرين، خوارزمية ذكاء اصطناعي تعتمد على التعلم العميق للكشف المبكر عن أنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الكبد والكلى وآخرها سرطان الثدي من خلال قراءة وتحليل صور الأشعة السينية.
وقال المناصير لموقع "سكاي نيوز عربية": إنه توصل لهذه الخوارزمية وزملاؤه، من خلال جمع وتحليل عدة أبحاث سابقة في هذا المجال والتطوير عليها للوصول إلى طريقة جديدة مختلفة ومبتكرة، تستطيع الكشف عن سرطان الثدي في غضون ثوانٍ وبدقة تصل إلى ٩٦ بالمئة.
وأضاف أنه وبعد الانتهاء من تطوير هذه الخوارزمية قاموا بتوثيقها بورقة بحثية تم نشرها في المجلة العالمية "Cancers" لأبحاث السرطان.
وتعد المجلة من المجلات العلمية المهمة في دراسة علم الأورام وذات عامل تأثير مرتفع وصل الى 6.886 خلال الخمس سنوات الماضية.
ووفق تعريف المناصير، يعتبر التعلم العميق أحد فروع علوم الذكاء الاصطناعي الذي يتيح للآلة أن تتعلم بنفسها من تحليل البيانات عن طريق محاكاة الخلايا والشبكات العصبية في دماغ الأنسان.
وكرم مدير مستشفى "Cheng Hsin General" في تايوان، الدكتور الأردني محمد المناصير، على جهوده في تطوير هذه الخوارزميات القادرة على الكشف المبكر عن أنواع مختلفة من السرطان.
وأكد المناصير أنه لم يكتف بهذه النتيجة التي توصل لها والتي ستسهم في المساعدة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتي قلصت من التشخيص السلبي الخاطئ إلى 4 بالمئة بدقة تصل إلى 96 بالمئة من خلال الذكاء الاصطناعي المستخدم في تحليل صور الأشعة، وأنه يسعى للوصول إلى دقة أعلى ونسبة صفر بالمئة من أخطاء التشخيص، وجعل الخوارزمية تستطيع التمييز بين الورم الحميد والخبيث من خلال تحليل صورة الأشعة باستخدام خاصية التعلم العميق والتي تتفرع من علم الذكاء الاصطناعي.
صعوبات واجهت فريق البحث
وقال المناصير إن الصعوبات التي واجهها فريق البحث تمثلت في الحصول على صور الأشعة لحالات مصابة بالسرطان، وذلك لأن تقنية التعلم العميق المستخدم في تطوير الخوارزمية وتدريبها تحتاج إلى عدد هائل من الصور يصل لعشرات الآلاف، وأنهم تواصلوا مع العديد من المستشفيات والمراكز الطبية للحصول على مثل هذه الصور.
جهات داعمة
وأشار المناصير أن مستشفى في مقاطعة تايبيه بتايوان، استفادت من هذه الصور بالإضافة لخبرات الكادر الطبي والتي ساعدت في كيفية تحديد السرطان ومناطق الورم في هذه الصور قبل إدخال البيانات لتدريب الخوارزمية، وهو الأمر الذي ساعد في رفع دقة هذه الخوارزمية والحصول على نتائج مبهرة.
يذكر أن الدكتور محمد المناصير تخرج من جامعة تايبيه الوطنية للتكنولوجيا بتقدير امتياز في الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب، بتخصص ذكاء اصطناعي، وحصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراه لسنة 2020 من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات قسم تايبيه (IEEE)، وجائزة الأداء المتميز لسنة 2020 من جامعة تايبيه الوطنية للتكنولوجيا.
ومن ثم عين بنفس الجامعة أستاذا مساعدا في كلية الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب لتفوقه عالمياً في البحث العلمي.
كما يعمل المناصير محرراً في المجلة العلمية (Applied Sciences)، ويعد من الباحثين الشباب المتميزين في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الطب والاستشعار عن بعد، وله العديد من الأبحاث المنشورة في مؤتمرات دولية ومجلات علمية عالمية مرموقة.
