مشروع بحثي تعمل عليه مايكروسوفت يستخدم الاكتشافات الحديثة في بصريات الليزر فائق السرعة والذكاء الاصطناعي لتخزين البيانات في زجاج كوارتز. إذ يشفر الليزر البيانات في الزجاج بنحت طبقات ثلاثية الأبعاد على المستوى النانوي وتغييرات على أعماق مختلفة وزوايا متعددة. تقرأ خوارزميات تعلم الآلة البيانات بفك تشفير الصور والأنماط الناتجة على هيئة تلألؤ ضوئي مستقطب عبر الزجاج.
يتحمل زجاج السيليكا الصلب غليه في الماء وتسخينه في الفرن ووضعه في الميكرويف وخدشه ونزع المغنطة منه وتهديدات بيئية أخرى قد تدمر وسائط أرشفة تاريخية أو كنوزًا ثقافيةً لا تقدر بثمن إن حصل ما لم يكن في الحسبان.
يمثل المشروع استثمارًا لمايكروسوفت آزور لتطوير تقنيات تخزين مصممة خصيصًا لأنماط حوسبة السحاب بدلًا من الاعتماد على وسائل تخزين صممت لتعمل في الحواسيب أو أجهزة مشابهة. وهي إحدى الطرائق التي تعتمد فيها آزور على أبحاث مايكروسوفت لحل التحديات قصيرة الأمد والطويلة أيضًا بدءًا باختبار مشروع ناتيك لإنشاء مركز بيانات تحت الماء وصولًا إلى مشروع برينويف لمعالجة الطاقة ودمج البصريات بأبحاث السحاب.
قال مارك روسينوفيتش مدير التقنية في آزور «يمثل تخزين فيلم سوبرمان على قطعة زجاج والقدرة على استرجاعها بنجاح خطوةَ متقدمةً،» وأضاف «ما زلنا نبحث عن أجوبة لبعض الأسئلة، لكننا وصلنا إلى مرحلة التحسين والتجربة بدلًا من التساؤل عن إمكانية التجربة.»
تتعطش وارنر براذرز. التي تعاونت مع مايكروسوفت فور معرفتها بالبحث للوصول إلى تقنيات جديدة لحماية مكتبتها المتنوعة من الاندثار وكنوزها التاريخية من الأفلام والبرامج، مثل كازابلانكا وبرامج الراديو في أربعينيات القرن الماضي والرسوم المتحركة القصيرة والأفلام المصورة رقميًا وبرامج الكوميديا التلفزيونية والعروض اليومية لمجموعات الأفلام. ولطالما بحثت الشركة عن تقنية تخزين تعيش مئات الأعوام وتتحمل الطوفان أَو التوهجات الشمسية ولا يتطلب تخزينها درجات حرارة معينة أو تحتاج إلى عناية مستمر.
وقالت فيكي كولف رئيسة التقنية لدى وارنر براذرز «كنا نرنو إلى أن يصبح ما نتمناه حقيقةً، وحين علمنا بتطوير مايكروسوفت لهذه التقنية المعتمدة على الزجاج، سعينا جاهدين إلى تحقيق هدفنا.»
