وأجبر المسؤولون في نيودلهي، مؤخرا، على إعلان حالة طوارئ صحية عامة بسبب رداءة الهواء الخطيرة في المدينة بعد ارتفاع مستويات التلوث 20 ضعفا عما تعتبره منظمة الصحة العالمية مستويات آمنة.
كما أعلن المسؤولون عن وقف مشاريع البناء وإغلاق المدارس في جميع أنحاء العاصمة الهندية.
وفي حين أن الهواء المليء بالضباب الدخاني أمر لا مفر منه بالنسبة للكثيرين، فقد يجد أصحاب الأموال فترة راحة قصيرة في "بار الأكسجين" المحلي.
ومن بين إحدى هذه الصالونات التي تقدم الهواء الأكسجين مقابل المال، Oxy Pure، الذي افتتح في زاوية بمركز تسوق راق، وتزينه الأضواء الساطعة والفاترينة الزجاجية الصافية.
ويمكن للعملاء هناك، أن يدفعوا ما بين 299 و 499 روبية (نحو 4 دولارات إلى 7 دولارات أمريكية) مقابل جلسة أوكسجين نقي واحدة مدتها 15 دقيقة، مع اختيارهم للعطور المتنوعة مثل البرتقال واللافندر والقرفة والليمون أو النعناع.
قال أريافار كومار، صاحب صالون Oxy Pure لصحيفة "ذا ناشيونال": "إن مستوى تلوث الهواء ارتفع إلى مستويات خطيرة، لذا، يأتي السكان إلى هنا لاستنشاق الأكسجين النقي".
وفي كل فصل شتاء، تعاني المدن في جميع أنحاء الهند من تلوث كبير في الهواء، حيث تتلاشى الرياح ويحرق المزارعون بقايا المحاصيل لإفساح المجال للحصاد القادم.
وهذه المرة، يقول كومار إن الضباب الدخاني المتفاقم في نيودلهي أدى إلى موجة انتعاش للأعمال في صالونه، قائلا: "كنا نستقبل ما بين 15 إلى 20 شخصا في اليوم، من قبل، والآن، نستقبل ما بين 30 إلى 40 زبونا كل يوم، وهناك زيادة هائلة في أعداد العملاء خلال الأسبوعين الماضيين".
ويقدم الصالون الأكسجين النقي للزبائن بواسطة جهاز توصيل للهواء النقي عبر أنبوب يوضع داخل الأنف. ويقوم الجهاز بسحب الهواء الملوث من الخارج وتنقيته ليصبح أكسجينا نقيا.
ويوضح كومار أن "العلاج بالأكسجين" لا يشفي من الأمراض، إلا أن استنشاق الهواء النقي يمكن أن ينعش الزبائن.
وعلى الرغم من أن المشروع يقدم إمكانات للحصول على هواء نقي وسط أزمة التلوث التي تعيشها البلاد، وجد الكثيرون عبر الإنترنت أن هذا المفهوم "دنيء"، حيث يشير بحسب وجهة نظرهم، إلى أنه في المستقبل، سيحظى الأثرياء فقط بتنفس هواء غير سام.
ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن يضع الرافضون حدا لهذا الاتجاه في أي وقت قريب، خاصة مع احتضان الهند لـ15 مدينة الأكثر تلوثا في العالم من أصل 20 مدينة.
وربما تدفع مشكلات جودة الهواء في البلاد، خلال هذه الفترة، عددا أكبر من الهنود نحو صالونات الأكسجين مثل Oxy Pure، أو على الأقل أولئك القادرين على تحمل تكاليفها اليومية.