كتب : محمد الخولي
أدانت محكمة في كوريا الجنوبية 7 موظفين سابقين في شركة تابعة لشركة سامسونغ إلكترونيكس بتهمة سرقة تكنولوجيا متعلقة بمعدات أشباه الموصلات ونقلها إلى الشركات الصينية، وهي قضية تؤكد الجهود المكثفة التي تبذلها الدول لحماية تقنيات الرقائق الخاصة بهم.
ظهرت تفاصيل الاتهامات، التي صدرت ، في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة قيودًا شاملة على صادرات الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيع الرقائق إلى الصين، لمنع التكنولوجيا الأميركية من تعزيز القوة العسكرية لبكين.
لطالما تعاملت البلدان مع أشباه الموصلات والشركات التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من سلسلة توريد الرقائق العالمية على أنها مسائل تتعلق بالأمن القومي، واكتسبت الجهود أهمية أكبر حيث تدفع الولايات المتحدة الحلفاء للانضمام إلى جهودها، كما ظهرت مزاعم عن سرقة مؤثرين مهمين في صناعة الرقائق في هولندا وتايوان.
تتخلف الصين عن تايوان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة بسنوات في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة، وقد تركت قيود التصدير الأميركية صناعة الرقائق الصينية دون التقنيات الأجنبية الأساسية والمواهب اللازمة للحاق بالركب، وأنفقت ثاني أكبر اقتصاد في العالم المليارات على بناء شركات أشباه الموصلات الخاصة بها.
في كوريا الجنوبية، موطن أكبر شركتين لتصنيع شرائح الذاكرة في العالم، تعد أشباه الموصلات جزءًا حيويًا من الاقتصاد، حيث تمثل ما يقرب من 20% من صادراتها، وهي محمية باعتبارها "تقنية وطنية أساسية"، مع قيود صارمة مفروضة على عمليات نقل التكنولوجيا وموظفي الصناعة.
يتعلق الحكم الصادر يوم الاثنين بسرقة الأسرار التجارية من قبل موظفين سابقين في شركة SEMES، وهي شركة تابعة لشركة سامسونغ، تنتج المعدات المستخدمة في عملية تصنيع أشباه الموصلات والشاشات منذ عدة سنوات.
لم تستجب SEMES لطلب التعليق، وأحالت متحدثة باسم سامسونغ الأسئلة إلى الشركة الفرعية للتعليق عليها، ولم تكشف المحكمة عن المحامين الذين يمثلون السبعة.
أصدرت محكمة مقاطعة سوون حكمها يوم الاثنين، وحكمت على باحث سابق في SEMES بالسجن لمدة أربع سنوات، لحصوله بشكل غير قانوني على التقنيات المملوكة للشركة المتعلقة بمعدات تنظيف أشباه الموصلات، واستخدام هذه التقنيات لبناء أدوات مماثلة مخصصة للتصدير إلى الصين.
وتم تغريم شركة أسسها الباحث لإنتاج معدات تنظيف أشباه الموصلات باستخدام تقنية SEMES بقيمة مليار وون، أو ما يقرب من 768000 دولار، من قبل المحكمة.
كما أُدين 6 موظفين سابقين آخرين في SEMES بالتورط في سرقة التكنولوجيا، وحُكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى عامين ونصف.
وجاء في حكم المحكمة: "إذا تم معاقبة مثل هذه الجرائم بشكل خفيف، فلن يكون لدى الشركات حافز لتخصيص فترات طويلة من الوقت والموارد لتطوير التكنولوجيا"، "كما ستخلق بيئة تسرق فيها الشركات الأجنبية المتنافسة بسهولة التكنولوجيا التي بنتها الشركات الكورية بجهد كبير تحت ستار توظيف المواهب".
وقالت المحكمة إن المعلومات التي حصل عليها الموظفون السابقون تضمنت مخططات لتصميم المعدات، وقائمة بالمكونات ذات الصلة المستخرجة من خلال الصور والملفات المختلسة من 2018 إلى 2020، تضمنت بعض المعلومات التي تم الحصول عليها تقنيات تغطيها قوانين كوريا الجنوبية التي تحمي "التقنيات الأساسية الوطنية"، وقالت المحكمة إن أفعالهم انتهكت أيضا قوانين كوريا الجنوبية المتعلقة بالمنافسة العادلة وحماية الأسرار التجارية.
بناءً على المعلومات المسروقة، أنشأ الأفراد 24 مخططًا لمعدات تنظيف أشباه الموصلات، وباعوا 14 آلة تنظيف -تقدر قيمتها مجتمعة بحوالي 59.8 مليون دولار- لشركات صينية منافسة ومعهد أبحاث صيني تم حجب أسمائهما، وفقًا لحكم المحكمة.
وقالت المحكمة إن الباحث، الذي تم تحديده فقط باللقب "نام"، شكل أيضًا مشروعًا مشتركًا مع شركة صينية في عام 2020 ونقل التكنولوجيا إلى تلك الشركة أيضًا، في المقابل، حصل كل من الأفراد السبعة على أسهم في المشروع المشترك في الصين.
كما أشارت شركات أخرى إلى إمكانية نقل التكنولوجيا الحساسة المتعلقة بأشباه الموصلات إلى الكيانات الصينية.
كشفت "أيه أس أم أل القابضة" (ASML Holdings NV)، ومقرها هولندا، والتي تنتج آلات الطباعة الحجرية المستخدمة في إنتاج أشباه الموصلات، في تقريرها السنوي الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر أنها كانت "عرضة لاختلاس البيانات المتعلقة بالتكنولوجيا المسجلة الملكية من قبل موظف سابق (الآن) في الصين".
وقالت ASML إن بعض لوائح الرقابة على الصادرات ربما تكون قد انتهكت نتيجة للحادث، على الرغم من أن الشركة قالت إنها تعتقد أن الاختلاس لم يكن جوهريًا لأعمالها، وأضافت أنها أبلغت السلطات المختصة بالحادثة.
ASML هي المنتج الوحيد في العالم لأدوات الطباعة الحجرية ذات الأشعة فوق البنفسجية الشديدة أو EUV المستخدمة لإنتاج أحدث الرقائق في الصناعة.
