لقد وقعنا في الفخ : فخ تحقيق الأهداف

  •  

    مجرد أفكار

     

    بقلم: اسلام محفوظ

     

     

    كثيرا ما نسمع عن كلمه فخ والتي تعني وقوع الانسان في خطر أو شر مفاجئ بأن يحدث انقلاب مفاجئ لشيئا ما كان يظن الإنسان أنه جيد وفيه الخير وسوف يحقق له ما يريد .

     إلا أنه فجأه يجد نفسه يسير نحوه هلاكه أو يسير في الطريق المعاكس تماما لتحقيق ما يتمناه بل قد تحدث له انتكاسه أو يعود به الوضع إلى أسوء مما كان عليه بل قد يفقد عندها الكثير من الأشياء مثل المال أو الوقت أو الجهد .

     

     وأخطر ما يفقد الإنسان في هذه الحالات هو أمله وثقته في نفسه وحماسه ورغبته في القيام والانجاز وإيمانه بنفسه وبقدرته على العبور من هذا الفخ والبدء من جديد في تحقيق الأهداف.

     

    وأخطر أنواع الأفخاخ هو فخ تحقيق الأهداف هذا الفخ للأسف الشديد كلنا وقعنا فيه أعني كل البشر على وجه هذه الأرض قد وقعوا في هذا الفخ حتى الناجحين والعظماء، ولكن الناجحين ادركوا هذا الفخ مبكراً فهم قد وقعوا فيه مرة ولكنهم تعلموا وعرفوا كيف يواجهونه ويقضون عليه ويواصلون نجاحهم أما غيرهم فقد وقعوا فيه واستسلموا له فقضى على كل نواحي الرغبه في الانجاز لديهم .

     

     هذا الفخ موجود دائما ولكنه ماكر تقع فيه دون أن تعرف حتى أنك وقعت فيه فهو يسلبك قدرتك ورغبتك وايمانك دون أن تعرف سبب ذلك والغريب انه فخ واضح وسهل القضاء عليه وسهل ملاحظته ولكن كما قلت أنك إذا وقعت فيه لا تدرك أنك وقعت فيه، بل تبدأ في توجيه اللوم لكثير من الأشياء وكان الأولى والأحرى بك  هو توجيه سهامك نحوه والمضي في طريقك مهما كانت الصعوبات ومهما كان حجم الإنجاز قليل، ولكن ما هو هذا الفخ؟

     

     هذا الفخ هو وضعك لأهداف كبيرة وتحمسك عند وضعها وعند بداية العمل تبذل مجهود ضخم ولكن بعد فترة لا تجد نتائج أو نتائج قليلة وتجد أن الأهداف كبيرة وتحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل عندها تبدأ تصاب بالملل وضعف الرغبة في الاستمرار بعدها تبدأ في اختلاق الأعذار للتوقف عن العمل وعندها تكون قد وقعت في الفخ إنه فخ تحقيق الاهداف والخروج من هذا الفخ سهل وميسور:

     

    أولا ضع أهدافك بعناية

    يجب أن تعرف الفرق بين الأهداف والأماني والأحلام فالحلم قد يكون خياليا يحتاج لإمكانيات هائلة لتحقيقه مثلا تريد بأن لديك ثروة مليار دولار وتريد أن تشتري قصر في أفخم الأماكن في بلدك وتشتري طائرة وسرب سيارات من أفخم الأنواع وتأكل أشهى الأطعمة وتلبس أفخم الملابس وتتزوج أجمل النساء وغيرها كثير من الأشياء التي نتمنى جميعا امتلاكها ولكن هل هذا واقعيا؟

     

    بالطبع لا ،ولكن إن وضعت هدف مثلا أن تمتلك مليون دولار من خلال قيامك بعمل كذا وكذا ثم شراء شقه متوسطة المساحة بها كل ما يحتاج الإنسان وسيارة متاحة لأغلب الناس تريحك من عناء المواصلات وزوجة طيبة وجميلة صالحة هذه كلها أهداف يمكن من خلال عمل منظم ومستمر تحقيقها .

     

    ثانيا احذر الوقوع في الفخ الثاني :الكثيرون حتى وإن كانوا وضعوا أهدافا جيدة ومدروسة وقابلة للتحقيق إلا أنهم يصابوا بالملل وعدم الاستمرار بسبب ضعف النتائج في البدايات وللأسف هذا ما يقع فيه أغلب الناس والخلاص من هذا الفخ سهل جدا وميسور.

     

    ضع هدفك في رأسك ابدأ العمل وابدأ في بناء عاداتك الصغيرة . اهتم بالعادات أكثر من اهتمامك بالهدف واستمر في اتباع هذه العادات واقنع نفسك أن هذا الأمر يحتاج لفترات طويلة حتى تظهر النتائج والتي غالبا ما تكون مدهشة وعظيمة عند تحققها وتقسيم الهدف إلى مجموعة من العادات الصغيرة مع الاستمرارية دون وضع حدا زمنيا فاصلا لتحقيق الهدف وحتى وإن وضعت حدا زمنيا ولم يتحقق عنده الهدف استمر في اتباع عاداتك وضع حدا زمنيا جديدا ولاحظ ما حققته وأنجزته سوف تجد أنك حققت الكثير الذي سوف يشجعك على الإستمرار وبذلك تكون قد نجوت من فخ تحقيق الأهداف.

     

     لتوضيح ما سبق نضرب لك مثال افترض أنك قررت زياده مهاراتك ومعلوماتك في تخصصك وقررت قراءة واستيعاب أحد الكتب المتخصصة والذي يبلغ عدد صفحاتها 1200 صفحة وكان هدفك قراءة  الكتاب البالغ 1200 صفحة في شهر وبدأت في اليوم الأول وقرأت 50 صفحة والثاني مثلها والثالث مثلها ولكنك بدات تشعر بضيق وعدم قدرة على الاستمرار وتنظر للكمية الباقية فتجدها كبيرة فيزداد احباطك وتقل الكمية التي تقرأها يوميا ثم فجأه تنقطع وتختلق لنفسك الكثير من الأعذار الواهية وتفاجئ بأن المدة انتهت ولم تقرأ سوى 20% من الكتاب عندها تكون قد وقعت في فخ تحقيق الأهداف .

     

    فالهدف عظيم والحماس كبير والعمل ضخم كل ذلك في البداية ثم يبدأ الفتور والتراجع بل والتوقف عن العمل والإنجاز، ولعدم الوقوع في هذا الفخ عليك تحديد الهدف كما يلي :

     

    -      قل سأقرأ كل يوم خمس صفحات هذا هو الحد الأدنى فقط كل يوم خمس صفحات ممكن أن أزيد عن ذلك ولكن لن أقل عن هذا المعدل الصغير البسيط .

     

    -      سوف أخصص كل يوم وقتا معينا للقراءة أبدأ فيه وعندما انتهي من قراءة الخمسة صفحات سوف أغلق الكتاب .

     

    -      سوف استمر على ذلك .

    طبعا قراءة خمس صفحات بتركيز وفهم عمل بسيط ولن يستغرق منك غالبا أكثر من 30 دقيقة وهو وقت قصير وعمل صغير وغير مرهق لذلك سوف يشجعك ذلك على الإستمرار لكن لا تنظر للنتائج بعد يوم أو يومين أو أسبوع ولكن انظر لحجم النتائج بعد شهر مثلا ستجد أنك رغم أنك تقوم بعمل بسيط يوميا إلا أن النتائج أصبحت كبيرة ومدهشة كما ان اعتيادك على العمل الصغير (خمس صفحات يوميا) سوف يشجعك على الزيادة في القراءةعندما تجد في نفسك قوه ونشاط أكبر لذا إذا كان من المفترض أن تنتهي من قراءة هذا الكتاب في 240 يوم ( 1200 صفحة ÷ 5 صفحات يوميا) اي حوالي ثمان شهور فتجد نفسك قد حققت الهدف وقت أقل من المتوقع غالبا وبدون إرهاق أو إحباط وتكون قد نجوت من فخ تحقيق الأهداف .

     

    عمل صغير + استمرارية = تحقيق هدف عظيم.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن