كتب : أمير طه – مصطفى ابراهيم
أظهر استطلاع أجرته منصة لينكدإن العالمية، أن 98% من القوة العاملة في الإمارات، أعربت عن تفائلها حيال الإمكانيات التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي، حيث أبدت الغالبية الساحقة حماسها لاستخدام هذه التقنيات في العمل، فيما ذكر 97% أن التقنيات سوف تساعدها على تحقيق التطور المهني وذكر82% أن التقنيات ستحسن من التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
أشار الاستطلاع إلى أن سوق العمل في دولة الإمارات يتبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كونه يحدث أثراً ملموساً في الحياة المهنية، حيث يتوقع 67% من القوة العاملة بالدولة استحداث أساليب جديدة للعمل خلال 2024.
وقال 59 % من عينة الاستطلاع في الإمارات إنهم مهتمين بتعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي، فيما ذكر 54% أنهم بدأوا باستخدام الذكاء الاصطناعي في وظائفهم وأعرب 82 % من المهنيين عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي سيحسن التوازن بين الحياة العملية والشخصية.
وكشف الاستطلاع عن أن القوة العاملة في الإمارات تستعد لتبني أساليب جديدة لأداء الوظائف نتيجة لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وقال أكثر من ثلاثة أرباع المهنيين (81%) إن الذكاء الاصطناعي سيكون «الزميل الخفي» الذي يساعدهم على أداء وظائفهم خلال خمس سنوات القادمة.
ولطالما استثمرت دولة الإمارات في الذكاء الاصطناعي حتى من قبل تطوير برنامج «تشات جي بي تي» والاهتمام الحالي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت الدولة استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 في عام 2017، والتي تهدف إلى جعل الدولة في مقدمة المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي. وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها إقليمياً وكذلك عالمياً.
وينعكس هذا الحماس على سوق العمل في دولة الإمارات، حيث يستخدم بالفعل ما يزيد على نصف الموظفين (54%) الذكاء الاصطناعي في وظائفهم، ويستخدم 41% منهم تطبيقاته مثل برنامج «تشات جي بي تي».
وعلى الرغم من أن 30% من العاملين في الإمارات أقروا بعدم تقديم شركاتهم لأي نوع من أنواع التدريب الرسمي المتعلق بالذكاء الاصطناعي، إلا أن ما يزيد على النصف (59%) أبدوا الرغبة في تعلم المزيد عن هذه التكنولوجيا حتى دون معرفتهم كيفية البدء في ذلك.
ويفكر معظم المهنيين الآن في الطرق المختلفة التي يمكن للذكاء الاصطناعي رفع إنتاجيتهم من خلالها، حيث يخطط أكثر من الثلث (67%) لتوظيف الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام العمل التي وصفت بالمملة أو الرتيبة ومساعدتهم على الإجابة عن الأسئلة التي يشعرون بالحرج من طرحها على زملائهم، بينما يركز 63% منهم على التطور المهني، حيث يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح مهنية.
مزيد من التعلم
وتشير نتائج الاستطلاع إلى ضرورة القيام بالمزيد لتعليم المهنيين كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يشعر 45% أن زملاءهم أكثر إلماماً بالذكاء الاصطناعي، ويقر نحو النصف (48%) بادعائهم معرفة أكثر مما يعرفون فعلاً عن هذه التكنولوجيا أمام زملائهم.
ويظهر الاستطلاع أن هناك ترحيباً عاماً في الإمارات لتبني الذكاء الاصطناعي في العمل، وهي نتيجة طبيعية لريادة الدولة في هذا المجال وبالتزامن مع ذلك، فإن العاملين يظهرون تركيزاً متزايداً على المهارات التي يعتقدون بأنها ستكمل الدور الذي ستلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قالوا إن المهارات الشخصية مثل حل المشكلات (66%)، وإدارة الوقت (69%)، والمرونة والتفكير الاستراتيجي (67%) سوف تتزايد أهميتها مع نمو أهمية الذكاء الاصطناعي.
ومن جهته قال علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الأوروبية الناشئة: «بعد اجتياز مرحلة التغيير التي نتجت عن الوباء العالمي، يجد المهنيون أنفسهم مرة أخرى بحاجة إلى التكيف مع موجة جديدة من التغييرات وذلك مع تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم العمل والوظائف. في الإمارات، حيث أسست الدولة مفاهيم الابتكار التكنولوجي وتبني أحدث التقنيات، نلاحظ أن هذا التوجه نحو الريادة قد انتقل للأفراد أيضاً. والأهم من ذلك أن بياناتنا تكشف بشكل واضح تركيز القوة العاملة في الدولة على المنافع التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفرها للحياة المهنية، بما في ذلك توفير مزيد من الوقت للتركيز على جوانب العمل التي يهتمون بها وتنمية مساراتهم الوظيفية.