بقلم : د . ياسر بهاء
في المقال السابق أشرنا إلى كتاب "العشرون ساعة الأولى – تعلم أي شيء سريعاً". ومؤلفه Josh Kaufman وأوضحنا أن هناك عشر قواعد يجب وضعها في الاعتبار عند بدء تعلم أي مهارة جديدة وفقاً لنظام التعلم المقترح في ذلك الكتاب ويمكن سرد تلك القواعد العشرة في السطور التالية:
ابدأ بمهارة محببة لك
يقترح المؤلف عند بداية تعلم مجموعة من المهارات أن نبدأ بالمهارة المحببة إلينا أو التي تثير الفضول مما يساعد على الاستمرارية والرغبة في التطوير فيها حتى مع وجود بطء في التعلم أو بعض العراقيل حيث أن عدم الرغبة في اكتساب أي مهارة هو بلا شك السبب الرئيسي في الانسحاب من عملية التعلم عند أقرب نقطة إحباط أو بطء أو عدم تحقيق إنجازات فعلية وسريعة. ولكن بعد التعود في اتباع أسلوب التعلم لمدة 20 ساعة يمكن اختيار المهارات الأكثر أهمية وتأثير وستكون العادة في التعلم هي السلاح الأقوى أمام الرغبة في الانسحاب أو الشعور بالفشل.
التركيز على مهارة واحدة فقط
عدم التشتيت في تعلم أكثر من مهارة في نفس الوقت والتركيز على مهارة واحدة فقط يساعد على الوصول لمستوى مقبول في تلك المهارة بدلاً من استنفاذ الكثير من الوقت في تعلم مهارتين أو أكثر في نفس الوقت حتى لو زادت ساعات التعلم.
تحديد المستوى المستهدف قبل البدء
حيث أن المستوى المطلوب إن لم يكن محدداً فلن يكون هناك أي قدرة على قياس مدى التقدم في اكتساب المهارة وأيضاً قد يساعد تحديد المستوى المطلوب في تعديل خطة التعلم بالزيادة أو النقصان في ساعات التعلم بعد المقارنة بين النتائج المرجوة مقابل ما تم تحقيقه.
فكك المهارات لمهارات أصغر
غالباً ما تتكون أي مهارة من مجموعة من الخطوات تمثل مهارات أصغر وبالتالي التعامل مع تلك المهارات الأصغر يجعل مشاعر الإنجاز أكبر بحدوث التعلم السريع المتتالي مما يضمن الاستمرارية بحماس.
جهز الأدوات اللازمة
حتى لا نستنفذ العشرين ساعة بشكل غير سليم، يُفضل تجهيز كافة الأدوات والبيئة المحيطة للبدء في التعلم دون حدوث أي مشتتات أو إيجاد أعذار تمنع من الاستمرار في عملية التعلم.
تخلص من المشتتات
أثناء عملية التدريب لابد من البعد عن كافة المشتتات مثل الهاتف أو الضوضاء الخارجية كالتليفزيون أو تواجد الأطفال أو أي مشتت يمكن أن يؤثر على عملية التدريب حيث أن مقاومة تلك المشتتات – إن لم يتم التخلص منها قبل البدء في التعلم – قد يستنفذ جزء كبير من الطاقة والتركيز الذي يجب توجيهه لساعات التدريب.
وضع جدول محدد للتدريب
ليس من الضروري أن يكون التدريب يومياً أو تنتهي العشرين ساعة في مدة قصيرة ولكن من المهم هو وجود جدول محدد يتم الالتزام به حتى وإن كان مدة التدريب كاملة – العشرين ساعة – يتم الانتهاء منها في مدة قد تصل لشهرين حيث أن ترك عملية التدريب للظروف أو عندما يأتي الوقت المناسب فلا تتوقع أي إنجاز مستدام.
متابعة التقدم والتغذية الراجعة
من المهم التأكد من أن الأمور تمشي في الطريق الصحيح عن طريق الحصول على رأي الآخرين في اكتساب المهارة أو وضع بعض المقاييس التي تساعد على تقييم الأداء والاختبار السريع لتعديل الخطة إن تطلب ذلك.
تدرب على فترات زمنية قصيرة
ليس من الضروري التدريب لمدة ساعة أو ساعتين كاملتين ولكن مدد قصيرة مستمرة هي الطريقة الأفضل ويُفضل أن يتم استخدام ساعة أو منبه أو تطبيق يحتسب وقت التدريب فمن الممكن أن تكون ساعة التدريب مقسمة على ثلاثة جلسات كلٍِ منها عشرون دقيقة وذلك حتى نتجنب الشعور بالملل وأيضاً لإعادة شحن قوة الإرادة والتركيز.
التركيز على الكم والسرعة وليس الإتقان
كما تم الإشارة في المقال السابق أن الهدف من التدريب لمدة 20 ساعة ليس الوصول إلى الإتقان والاحترافية وبالتالي من المهم التركيز على السرعة وإحراز تقدم في تعلم المهارة وليس إتقانها فمثلاً عند الوصول لمستوى مقبول في أحد مراحل التعلم يتم الانتقال إلى المرحلة التالية وذلك للحصول على أكبر قدر من المعلومات وبعد الانتهاء من التعلم بشكل إجمالي يمكن الرجوع والتعمق في أي مرحلة نشعر بالرغبة في الاستزادة مما نحتاجه من معلومات أكثر تفصيلاً.
إجمالاً لن نحتاج لتطبيق تلك القواعد العشرة عند التدريب على كل مهارة ولكن قد نحتاج لمعظمها وقد نبدأ عملية التعلم بالرجوع لتلك القواعد من وقت لآخر حتى نصل – بعد اكتساب عدة مهارات – إلى تذكر تلك القواعد بدون الرجوع إليها ولكن من المهم أخذها في الاعتبار لتسهيل عملية التعلم والتدريب.
وفي النهاية يجب التنويه على أن ما نستغله من أوقاتنا في التعلم واكتساب مهارات جديدة هو ما يساعد على الوصول إلى مكانة أفضل في الحياة حيث أن كل دقيقة تمر علينا في تعلم شيء جديد هي بمثابة لبنة في بناء حياة كل منَّا ولن تضيع هباءاً منثوراً ولا ننسى أن هناك من يتعلم من الأشياء الجديد وهناك من يرى أي حلم بعيد وهناك من هو في تحصيل العلم عنيد فكن في مجالك متميزاً وفريد واستعن دائماً بمن هو أقرب إليك من حبل الوريد.
دُمتم في سعادة.