بدعم " AI" : "إنفيديا" تنضم الى نادى الشركات التريليونية للمرة الاولى

  • كتب : محمد الخولي

     

    أصبحت شركة تكنولوجيا تدعى "إنفيديا" هي الشركة العاشرة في التاريخ التي انضمت الى نادى الشركات " التريلونية " تتجاوز قيمتها تريليون دولار في سوق الأسهم. كان هذا الإنجاز - كما هو الحال في قصص النجاح التكنولوجية الأخرى - مفاجئًا بسبب السرعة التي صعد بها سهم الشركة.

     

    اتبع المستثمرون، الذين يتعرفون على الاتجاهات والمشاريع التجارية الأكثر ربحية، مسار الذكاء الاصطناعي. وقد أدت التغييرات الاقتصادية الكبيرة التي يعد بها الذكاء الاصطناعي إلى رفع توقعات الشركة العالية على مؤشر "اس أند بي  500" ويعد السهم الأفضل أداءً لعام 2023، مع إعادة تقييم بأكثر من 200%، وهو أمر مربح جدًا لأولئك الذين كانوا قادرين على توقع صعوده.

     

    تروي صحيفة "الباييس" الإسبانية من خلال عدة مقابلات مع علماء في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والحوسبة قصة صعود "إنفيديا". فمع هذه القفزة الهائلة في تقييم سوق الأسهم، أصبحت "إنفيديا" الآن من بين أكبر الشركات في العالم. وتحتل حالياً المركز السادس بين الشركات المدرجة، ولا يتفوق عليها سوى شركات أبل، ومايكروسوفت، وأرامكو السعودية، وألفابت (غوغل)، وأمازون. وتم تصنيفها أعلى من منصات ميتا لمارك زوكربيرغ أو بيركشاير هاثاواي لوارن بافيت.

     

    من بين كل هذه الشركات، تعد "إنفيديا" بالتأكيد الشركة الأقل شهرة لعامة الناس. والسبب في ذلك هو أن منتجاتها المميزة تنتقل في أحشاء الأجهزة. يكون تفاعل العملاء أقل وضوحًا مما يحدث مع هاتف آيفون أو محرك بحث جوجل، أو موقع أمازن. لا أحد يرى أشباه الموصلات الصغيرة عالية التقنية التي أنشأتها شركة إنفيديا، والتي تستخدم لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. لا يستطيع المستهلكون العاديون التفاعل مع البرنامج الذي تستخدمه شركة " انفيديا" لتعليم السيارات ذاتية القيادة، والذي يسمح للمركبات بمعالجة كميات كبيرة من بيانات الاستشعار واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي.

    في قطاع تنافسي مثل قطاع رقائق الكمبيوتر، حيث تعمل الشركات الرائدة مثل "إنتل" أو "أي إم دي" منذ عقود، ما الذي جعل "إنفيديا" تتميز عن البقية بهذه الطريقة الواضحة؟ يرد المؤرخ الأميركي كريس ميلر - مؤلف كتاب "حرب الرقائق: الصراع لأجل السيطرة على العالم" على هذا السؤال، ويسلط الضوء عن كيفية تطور هذه الصناعة قائلا: "أدركت إنفيديا قبل أي شركة أخرى أن رقائق أشباه الموصلات، التي تم تصميمها في البداية لمعالجة الرسومات، ستكون أيضًا مناسبة جدًا لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي".

     

    ومنذ أكثر من 15 عامًا، بدأت شركة "إنفيديا" في بناء نظام بيئي برمجي متخصص حول أشباه موصلات وحدة معالجة الرسومات الخاصة بها، للسماح للشركات بتدريبها بكفاءة على أنظمة الذكاء الاصطناعي. لقد كان هذا أمرًا أساسيًا لقدرتها على أن تصبح اللاعب المهيمن في تدريب الذكاء الاصطناعي اليوم.

     

    وهذا يعني أن أصل النجاح اليوم لم يكن معجزة حدثت بين عشية وضحاها. فهي بدأت تتشكل منذ عقد ونصف.. مؤسسها هو المواطن التايواني جين هسون هوانغ، وهو مهندس كهربائي تدرب في جامعة ولاية أوريغون وجامعة ستانفورد ،وكان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمدة 30 عامًا.

     

    ومع وجود العديد من الاحتمالات المدمرة المنسوبة إلى التغير التكنولوجي المتمثل في الذكاء الاصطناعي، تميل الأموال إلى الذهاب إلى الشركات الرائدة في هذا المجال. فليس لدى إنفيديا أي منافسة في الوقت الحالي، على الرغم من أن هذه الهيمنة المبالغ فيها قد يتم التشكيك فيها قريبًا، كما يحذر المؤرخ ميلر: "إنها تمتلك ما يقدر بنحو 90% من حصة السوق في تدريب الذكاء الاصطناعي، لكن الشركات الأخرى ستحاول إنتاج وحدات معالجة تنافسية. فشركتا إنتل و "أي إم دي" تستثمران بكثافة في هذا السوق. بالإضافة إلى ذلك، تقوم شركات الحوسبة السحابية - مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت - ببناء شرائحها المتخصصة للتدريب الداخلي على الذكاء الاصطناعي، والتي ستتنافس أيضًا مع إنفيديا".

    وفي العام المقبل، سيحكم المستثمرون على ما إذا كانت "إنفيديا" لا تزال تمتلك الوقود اللازم لمواصلة النمو. لا أحد يعرف ما إذا كانت ستقترب من موقعها لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم - وهو إنجاز لم يعد بعيد المنال - أو على العكس من ذلك، ما إذا كانت التوقعات المحيطة بالذكاء الاصطناعي مبالغ فيها.

     

    وبطبيعة الحال، لا تعتمد النتيجة النهائية على شركة "إنفيديا" فحسب، فهي تعتمد أيضًا على ما يخرج من مختبرات منافسيها.

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن