كتب صابر محمد
تبلغ نسبة انتشار الاضطرابات النفسيّة نحو 25 % بين سكان العالم ،وعلى الرغم من معدل انتشارها العالي، فإنّ الأطباء لا يعلمون عمومًا ما سبب هذه الاضطرابات ولهذا كانت معالجتها صعبة ولا تتكلل غالبًا بالنجاح.
إلا أن دراسة جديدة تفتح آفاقًا واعدة، إذ حددت أكثر من 100 جين ربما يؤدي وجودها لدى الأشخاص إلى اضطراباتٍ عقليّةٍ مختلفة، ويتيح اكتشاف هذه الأدلة البيولوجيّة تطوير علاجات عالية الفعّالية في المستقبل.
وحلل الباحثون ومن مشفى ماساتشوستس العام والائتلاف الجيني النفسي ومعطيات جينيّة لأكثر من 720,126 شخصًا وُجد لدى نحو ثلثهم نوع من الاضطرابات النفسية الثمانيّة الأشيع. وكانت نتيجة التحليل اكتشاف الباحثين أكثر من 109 جينات مختلفٍة مرتبطٍة بنوع من أنواع الاضطرابات النفسية.
ووجد الباحثون أنّ بعض الاضطرابات تشاركت بعدة جينات مختلفة، مما مكنهم من
تصنيف الاضطرابات وفقًا للجينات المشتركة. فمثلًا تتشارك اضطرابات ثنائي القطب والاكتئاب والفُصام بعدة جينات، وكذلك تتشارك اضطرابات التوحد ونقص الانتباه وفرط النشاط ومتلازمة توريت بجينات أخرى.
وقال جوردون سمولر ـ مدير قسم الطب النفسي ووحدة جينات التطوّر العصبي في مشفى ماساتشوستس العام، يتيح لنا فهم علاقة جينات معيّنة بالاضطرابات النفسيّة تحديد أسباب بيولوجيّة معيّنة. وقد نستطيع تطوير علاجات تستهدف هذه الجينات لمداواة مختلف الاضطرابات النفسية».