بحث الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع مارتون ناجي وزير الاقتصاد الوطني بالمجر والوفد المرافق له; سبل تعزيز التعاون بين مصر والمجر في عدد من مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن أبرزها: التقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات الرقمية، والتعهيد، والبنية التحتية الرقمية الدولية.
وترأس الوزيران اجتماعا موسعا بحضور عدد من قيادات الوزارتين; تم خلاله استعراض محاور عمل استراتيجية مصر الرقمية، ومشروعات التحول الرقمي، بالإضافة إلى جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إطلاق مبادرات متنوعة لبناء القدرات الرقمية لكافة فئات المجمع، ودعم الابتكار الرقمي، وتنفيذ مشروعات لابتكار حلول تكنولوجية باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلا عن تسليط الضوء على دور جامعة مصر للمعلوماتية كمؤسسة أكاديمية رائدة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المتأثرة بها.
وكذلك تم استعراض خطط تطوير البنية التحتية الرقمية المحلية والدولية والجهود المبذولة للتوسع في إنشاء مراكز البيانات، والكابلات البحرية الدولية، وتم الإشارة إلى التعاون المصري المجري في إنشاء كابل ألياف ضوئية بحري.
وناقش الجانب المجري الجهود التي تبذلها وزارة الاقتصاد الوطني لتمكين التكنولوجيات الحديثة داخل قطاعات الحكومة مثل تكنولوجيا الجيل الخامس، والتكنولوجيا المالية، وسلسلة الكتل، وتكنولوجيا الدرون، والتجارة الإلكترونية; كذلك تم الإشارة إلى منصة نيومان للتكنولوجيا المعنية بإقامة تحالفات لتطوير التقنيات الحديثة، وأبرز المشروعات التي يتم تنفيذها باستخدام التقنيات الحديثة; والبرنامج الذي يتم تنفيذه لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما افتتح الدكتور عمرو طلعت ومارتون ناجي فعاليات منتدى الأعمال المصري المجري في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي نظمته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" بمقر الهيئة في القرية الذكية، بمشاركة 19 شركة مصرية متخصصة، و13 شركة ومؤسسة أكاديمية مجرية، وذلك بحضور أندراش كوفاشي سفير المجر لدى مصر.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون والتواصل وتبادل المعرفة والخبرات والتشبيك بين الشركات من البلدين لتطوير مشروعات ثنائية، وتحفيز الاستثمارات المشتركة، مما يعزز النمو الاقتصادي في البلدين.
وفي هذا الإطار; أكد الدكتور عمرو طلعت أن التعاون بين شركات القطاع الخاص المصرية والمجرية المتخصصة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد ركيزة أساسية للتعاون المشترك بين البلدين في هذه المجالات، خاصة وأنه يتم الاعتماد على هذه الشركات في تنفيذ المشروعات بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كلا البلدين; مشيرا إلى أنه يتم التخطيط لتوقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في عدد من المحاور التي تمت مناقشتها، ومنها التعاون في تبني استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأمن السيبراني، وسلسلة الكتل في مختلف القطاعات التنموية بكلا البلدين.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت الجهود التي بذلتها مصر لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تم إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وكذلك الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسئول; مضيفا أن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لها عدة ركائز، تتمثل في بناء القدرات الرقمية، وإيجاد حلول مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والريادة الدولية، بالإضافة إلى وضع إطار حوكمي، وتمكين الموارد الحوسبية; موضحا أنه يتم تنفيذ استراتيجية محورها الأساسي هو المواطن تستهدف تمكين المواطنين من الحصول على خدمات حكومية متميزة في كافة المراحل والأحداث الحياتية منذ الميلاد، وذلك من خلال تقديم خدمات متعددة عبر منصة واحدة; لافتا إلى أنه يتم العمل حاليا على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى الجهود المبذولة لتحفيز الشركات العالمية للاستثمار في مصر، من خلال إقامة مراكز تعهيد تعتمد على الكفاءات المصرية الشابة في تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات; منوها بأنه تم عقد اتفاقيات مع شركات عاملة في مجال التعهيد لتعيين 60 ألف متخصص على مدى 3 سنوات; لافتا إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو الأعلى نموا بين قطاعات الدولة، كما بلغت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي نحو 5%.
من جانبه; أكد مارتون ناجي أهمية التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات; لما يمثله من أهمية في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وخلق وظائف، وتحقيق الرقمنة; مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لها مساهمة كبيرة في الاقتصاد; موضحا أن مجالات التعاون المشترك بين البلدين ستشمل التعاون على مستوى القطاع الخاص بين الشركات المصرية والمجرية، والتعاون الأكاديمي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كذلك سيتم التركيز على التعاون في التقنيات الحديثة مثل تكنولوجيات سلسلة الكتل والذكاء الاصطناعي.
وأشار مارتون ناجي إلى أن هذا المنتدى يمثل فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة، موضحا أن المجر لديها خبرات في مجال البحث، كما أن لديها جامعة للابتكار، مؤكدا أهمية توفير البنية التحتية الرقمية التي تستوعب التكنولوجيات الحديثة وتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية لتمكين القطاع الخاص من التحول نحو الرقمنة، وكذلك إتاحة منظومة الذكاء الاصطناعي ليس فقط للشركات الكبرى ولكن للشركات الصغيرة والمتوسطة أيضا من أجل تمكينها من الاستفادة مما تتيحه هذه التكنولوجيا من إمكانيات.
وأوضح مارتون ناجي استراتيجية المجر للذكاء الاصطناعي التي تم اعتمادها في عام 2020; مشيرا إلى أبرز خطط العمل والمؤشرات المستهدف تحقيقها في 2030 والتي تتمثل في زيادة مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 15%، وزيادة إنتاجية الشركات الصغيرة والمتوسطة المجرية بنسبة 26%، وخلق مليون فرصة عمل جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي; مستعرضا قصص نجاح لعدد من الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي وجهود الدولة لدعم المشروعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى الجهود المبذولة في تنفيذ برامج للتوعية وتمكين المواطنين وقطاع الأعمال والصناعة للاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في دفع الابتكار وتعزيز التنافسية.
وشهدت فعاليات المنتدى استعراض المزايا التنافسية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، وعلى رأسها الكوادر البشرية المؤهلة والماهرة في مختلف تخصصات التكنولوجيا، والتكاليف التنافسية للأعمال، والبنية التحتية المتطورة التي تدعم الابتكار والنمو، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المستمر، حيث تسهم هذه المزايا في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في مجال تكنولوجيا المعلومات وكمقصد جاذب لمراكز الخدمات العالمية والمشتركة.
كما تم تسليط الضوء على دور هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" في دعم الشركات المحلية وخاصة الصغيرة منها والمتوسطة، من خلال خلق فرص استثنائية لها للتواصل والشراكة، بما يمكنها من التوسع في الأسواق الخارجية.
وتضمنت فعاليات المنتدى استعراض الشركات المجرية أعمالها ومنتجاتها وخدماتها، بالإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية بين الشركات المصرية والمجرية لبحث فرص بناء علاقات شراكة مثمرة.
واستعرض المهندس خالد العطار نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية الإدارية والتحول الرقمي والميكنة أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها لتحقيق التحول الرقمي; موضحا فرص التعاون المشترك بين البلدين في هذا المجال.
وقال المهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا": "إن تنظيم هذا المنتدى يأتي في إطار استراتيجيتنا لخلق آفاق جديدة للنمو وفتح أسواق جديدة للشركات المصرية ودفع عجلة الابتكار في قطاع تكنولوجيا المعلومات; حيث نسعى من خلال هذه الفعالية إلى استكشاف فرص جديدة للتعاون وتشجيع الشركات على الاستثمار في هذا القطاع بما يخدم تطلعاتنا نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام"; مؤكدا أن المنتدى يمثل منصة مثالية لعرض القدرات والإمكانات المصرية في مجال تصدير خدمات التعهيد أمام الشركاء المجريين، موضحا أن الشركات المصرية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات تتمتع بخبرات تصديرية متميزة للسوق الأوروبية في مختلف مجالات تكنولوجيا المعلومات، ومنها خدمات تطوير ودعم البرمجيات وتطبيقات الهاتف المحمول، وخدمات التصميم وهندسة الإلكترونيات، وخدمات تعهيد العمليات التجارية.
ومن المقرر تنظيم جولة غدا لوفد الشركات المجرية لزيارة مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة; للاطلاع على النظام الإيكولوجي الذي توفره وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير التكنولوجيات البازغة وبناء القدرات الرقمية.
جدير بالذكر أن وزير الاقتصاد الوطني المجري يزور مصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددا من المسئولين الحكوميين، وشركات ومؤسسات أكاديمية; وذلك لبحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتبادل الخبرات في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك استكمالا للمباحثات التي بدأت خلال زيارة الدكتور عمرو طلعت للمجر في يناير الماضي، حيث التقى خلالها عددا من الوزراء والمسئولين الحكوميين ومسئولي شركات مجرية; لبحث فرص التعاون والاستثمار بين البلدين في المجالات ذات الصلة.