بقلم : د/ غادة عامر
كم عدد المرات التي كنت مع شخص ويقول لك، "هذه فكرة عظيمة، يجب أن تأخذ زمام المبادرة وجعلها حقيقة واقعة".و كم مره فكرت في أفكار و شعرت أنها قابله للتطبيق؟، هل استطعت أن تنفذ ايا منها ؟ في الواقع ما يحدث في معظم الاوقات أنك لا تنفذ ايا من أفكارك، لاسباب كثيره. وللاسف تبقى معظم الأفكار العظيمة مجرد افكار تمر علينا، لأن معظمنا ليس لديهالشجاعة أوالموارد أوالوقت أو المال لتنفيذ افكاره.أذن ماذا يجب أن تفعل مع أفكارك او اختراعاتك التي تري انها عظيمة و انها قابله للتنفيذ؟ ماذا يجب ان تفعل قبل أن يخدعك شخص أخر و يطبق هو الفكره (لانه يعلمالاجراءات الصحيحه لتنفيذ الافكار)، كما كان يفعل أديسون مع الافكار الجديده التي كان يسمعها من اي شخص.
أن تحويل فكرة إلى واقع (بغض النظر عن الاستثمار المطلوب سواء وقت أو مال) ليس بالامر السهل، بل في الواقع، إنه أمر صعب للغاية ، خاصة اول تجربه، و هذا ينطبق علي الشركات كما ينطبق علي الافراد. أن تحي فكره بتنفيذها، هو اقرب ما يكون لعمليه ولادة طفل، يجب عليك أن تتحمل مسؤوليته بغض النظر عن الظروف من حولك. كذلك يجب ان تعي انها رحلة تقوم بها بمفردك، و هذه الرحله تحتاج منك ان تعرف المزيد من قدراتك و امكانياتك الحقيقية ، و ليس امكانياتك التي تعلمتها خلال حياتك المهنه. و كما قالوا قديما "لو كان الامر سهل لاستطاع الجميع القيام به".
أن عمليه نقل الفكرة إلى واقع في الحقيقية هي دورة لا تنتهي أبدا، إذا كنت ترغب في الحفاظ على فكرة حية لاوقات طويله و في ظل الظروف المتغيره التي تمر بها انت او هي. لقد رأينا شركات قامت علي أساس فكره عظيمة و بعد ذلك اختفت او لم تحافظ علي قيادتها للسوق، لانها لم تبقي مبتكره او منافسة كما حدث مع نوكيا و كوداك. و للعلم هذا ما يحدث معنا كأشخاص في اي عمل نعمله، و هذا ايضا ما أكدته دراسة حديثة أجرتها منظمة العمل الدوليه، أن معظم العاملين يفقدوا قدرتهم علي الابتكارلانه يربطون أنفسهم مع نظام بروقراطي لتنفيذ ما يطلب منهم القيام به دون اي تفكيرو بأقل مجهود. فالانسان العادي (وليس رائد الاعمال) يكون أكثر كفاءه في انجاز المهام قصيرة الاجل او الفوريه, أما المهام طويله الاجل التي تحتاج الي رؤيه يستصعبون القيام بها، لذلك لو كان هدف أي الفرد او اي منظمه النجاح، عليهم العمل علي تطوير أدائهم و قدراتهم بشكل مبتكر.
إن التحديات التي نمر بها اليوم سواء أفراد او منظمات أو حتي دولتتطلب منا جميعا تحويل أفكارنا - أو أن نكون جزءا من تحويل أفكار شخص آخر - إلى حقيقة واقعة. و إذا كنت لا تشارك في تنفيذ افكارك او حتي مساعدة غيرك في تحقيق أفكاره، عليك إعادة تقييم حياتك و سبب وجودك في هذة الحياه. لانه من يريد ان يحي حياة مفيدة و بالتالي سعيده، يجب أن يكون بشكل ما فعال في دعم الابتكارات. لانه لم تعد ريادة الأعمال مجرد مصطلح تجاري، انها طريقة للحياة.
لذلك سوف استعرض بعض الاجراءات التي يجب عليك القيام بها - في جميع الأوقات - من أجل تحويل الأفكار إلى واقع ملموس:اولا أمر أن تثق بنفسك ، لانه لا يمكنك اتخاذ أي إجراء حتى تؤمن بنفسك بما فيه الكفاية،لتستطيعالتعامل مع عواقب قراراتك و تصبح مسؤولا عن أفعالك.معظم الناس يفشلون في تنفيذ فكرة تؤتي ثمارها لأن التحديات غير المتوقعة تصبح أكثر مما يعتقدون أنهم قادرون على التعامل معها وبالتالي يقنعون أنفسهم انهم غير قادرين و انهم يحتاجون لاحد ليأخذ بيدهم او يبحثون عن اسباب في المجتمع المحيط بهم ليقنعوا اتفسهم انهم غير قادرين ، ليس بسببهم و انما بسبب الظروف!
ثانيا يجب عليك أن تخلق مجموعه مستشارين لك، سواء اشخاص نجحوا من حولك او بقراءة قصص من نجح في اي مجال، حتي تتعلم من أولئك الذين فعلوا ذلك من قبلك،تابع اي شخص او برنامج او حتي فيلم يحكي قصص نجاح من بعد فشل. ولا تعتقد أبدا أن لديك كل المعلومات، لمجرد انها فكرتك، في الحقيقة أن المعلوماتتختلف بشكل واضح عند التنفيذ. يقول ريتش ميلكومب، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ريشميل للإعلام والإنتاج: "إذا كنت تريد أن تكون رجل أعمال ناجح، يجب عليك الاستماع إلى الجميع، لأنك لا تعرف متى ستسمع فكرة جيدة". كما أن المشوره عندما تأتي ممن سوف يستفيد من أفكارك يمكن ان تسهل عليك التفيذ. لذلك جمع كلالتعليقات و الاراءوقوم بأعادة صياغتها حتي تكون مفيده لتنفيذ فكرتك، كذلك يجب عليك فهم و تحليل أي تعليقات سلبية بدون حساسية.
ثالثا لابد ان تتعامل مع المخاطرعلي انها أفضل أصدقاءك، لانه الخطر سوف يصبح أفضل صديق لك عندما تولد الفكرة, وإذا كنت تستطيع قبول هذه الحقيقة، سوف تقترب منعملية التنفيذ التي تحافظ على أحلامك وطموحات في المنظور و المسار الصحيح. لان المخاطر أمر طبيعي ،و انسي من قال لك أن "العمل الجاد" هو حتمية لتحويل الأفكار إلى واقع، لانه في الواقع، هو الالتزام الأساسي بالفكره و الاصرار عليها مع القدره علي إدارة المخاطر.
