أسواق النفط في حالة من الترقب لشكل التصعيد المقبل في الشرق الأوسط

  • بقلم : سامر حسن

    محلل أول لأسواق المال في XS.com

    خففت أسعار النفط صباح من حدة تقلباتها التي شهدناها منذ مطلع هذا الأسبوع فيما تميل إلى تحقيق خسائر بحوالي 1% بعد الظهر.

    حالة عدم اليقين تجاه طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني والرد المضاد وتبعاتهما هي أهم ما يربك أسواق الطاقة. كما أن الأسواق تنتظر وصول الاعصار من الدرجة الخامسة، ميلتون، إلى سواحل فلوريدا فجر الغد لتقييم مدى الضرر الذي قد يحدثه لمرافق الطاقة.

    في الولايات المتحدة، يتوقع أن يصل الاعصار ميلتون إلى فلوريدا عند حوالي الساعة الثانية من فجر يوم الخميس. ومع ترقب وصول أقوى إعصار قد يضرب Tamba Bay منذ مئة عام، فقد تمت أكبر عملية اجلاء للسكان منذ العام 2017.كما أن مسار الاعصار قد يتقاطع مع مرافق وخطوط نقل النفط والغاز الطبيعي وهذا ما أدى إلى إغلاق واسع لها، وفق S&P Global.

    في الشرق الأوسط، يتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث الخطة حول الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق من الأسبوع الفائت، وفق ما قاله مسؤولون لـ Axios. كما تحدث مسؤولون عن اجتماعات مكثفة عقدها نتنياهو الأمس لبحث توقيت ونطاق الرد. عليه، فأعتقد أن هذا الهجوم قد لن يكون بعيداً.

    في حين أن إسرائيل تمتنع إلى الأن عن مشاركة الإدارة الامريكية لتفاصيل الهجوم وهذا ما يثير احباط المسؤولين هناك، وفق Wall street Journal. فيما أن الولايات المتحدة تحث على عدم استهداف المنشآت النووية أو النفطية لتجنب تصعيد الحرب الإقليمية.

    فيما أعتقد أن ضعف التنسيق المتعمد من إسرائيل قد يعكس نيتها لضرب الأهداف التي لا تريدها الولايات المتحدة. ذلك أن التصعيد العسكري الإقليمي المتزايد من شأنها أن يعيد الارتفاع إلى أسعار الطاقة قبل أيام فقط من بداية الانتخابات في الولايات المتحدة

    ضعف التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي من شأنه أن يثير قلك الأسواق ذلك أنه يعزز من فرضية ضرب الأهداف سابقة الذكر. وفي حين لا تستطيع إسرائيل استهداف المنشآت النووية المحصنة داخل الجبال على نحو فعال للغاية، فإن ضرب مرافق النفط يبدو أكثر ترجيحاً. ومع حالة الحرج التي يقع بها نتنياهو نتيجة ضرب تل أبيب بشكل مباشر بالصواريخ الإيرانية والتعثر في جبهة جنوب البنان، فإن قد يلجئ إلى خطوات أكثر تصعيدية للحرب الاقليمية. على هذا الحرج أيضاً، فإن الهجمات التي من شأنها أن توصل رسالة فقط للطرف الإيراني باتت مستعبدة، حيث يقولرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن "زمن الرسائل قد انتهى" وعليه فإن المزيد من التصعيد هو الأرجح الأن.

     

    كما أعتقد أن احتمالية وقف لإطلاق النار بما يقود إلى لتهدئة سواء في لبنان أم غزة هي غير واردة الأن، فحتى ما قبل العوامل المحرجة السابقة، كان تحالف اليمين المتطرف الضامن لبقاء نتنياهو في الحكم يهدد بإسقاط الحكومة في حال إيقاف الحرب، أما الأن فسيكونون أكثر تمسكاً بمواقفهم مهما كانت العواقب.

     

    أما على الجانب الاقتصادي، تترقب أيضاً الأسواق أرقام مخزونات النفط للأسبوع الفائت في الولايات المتحدة ومحضر الاجتماع السابق للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. إضافة إلى ترقب قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر في الولايات المتحدة مع التوقعات بتباطؤ التضخم السنوي إلى 2.3%. في حين أن القراءة الأعلى من المتوقع لأرقام التضخم من شأنها أن تعظي المزيد من الراحة للفيدرالي لخفض أسعار الفائدة هذا العام بوتيرة أبطأ مما كانت قد توقعته الأسواق بعد الخفض الأخير. في حين من غير المرجح أن يتم تحقيق خفض بأكثر من نصف نقطة مؤية حتى نهاية هذا العام، وفق أرقام CME FedWatch Tool.

     

    ذلك أن ارقام سوق العمل الإيجابية للغاية الأسبوع الفائت وإمكانية عودة أسعار الطاقة للارتفاع من شأنها أن تحبط الامل بتسريع وتيرة خفض المعدلات، وهذا من شانه أن يبقي الضغط على أسعار النفط.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن