بقلم : محمد حنفي
استكمال معكم ، ما تناولته هنا الاسبوع الماضى ، من سيناريو المكالمة الهاتفية مع صديقى ،منذ أيام الدراسة ، المهندس الخلوق الذكى المجتهد حسن اسماعيل الذى دائما يقدم يد العون للجميع .
- أنا: طب وفين الإدارة.
- حسن: الموضوع فى فنيات كتير وهو عارف النظام كويس وبيعرف يلعب به وبيا وفى النهايه بتكون كلمتى قصاد كلمته، بالاضافة انه علاقته قويه مع رئيس الشركة من خلال كمية الخدمات اللى بيقدمهاله، فباقى فريق الادارة بتعمله حساب.
- أنا: وبعدين ايه اللى حصل.
- حسن: فى النهاية قدر يلبسنى تهمة رشوه بالاتفاق مع واحد من الموردين.
لا توجد كلمات ممكن ان تصف مقدار القهر الذى احتل وجه حسن، والدموع التى يجهاد لكبحها،كان الاختناق الذى سيطر على صوت حسن فقط كفيل باستثارة حماسى لاقاتل معه مهما كان المطلوب
-أنا: لا حول ولا قوة الا بالله
- حسن: امبارح جه المورد لمكتبى وقال انه جاب لى هدية مصحف من مكة، واول ما خرج لقيت عماد فوزى ومدير الامن ونائب رئيس الشركة وافراد من الامن داخلين مكتبى بيفتحوا شنطة الهدية وبيفتحوا العلبه اللى جواها وكان جواها مبلغ كبير من الفلوس.
انا: يا ولاد الكلب.
حسن: النهاردة كنت فى تحقيق داخلى فى الشركة، المحقق شاب محترم جدا وعارف كويس عماد فوزى، وقال لى فى النهاية خلى بالك التحقيق مش فى صفك الموضوع ده لبسك لبسك، كمان مدير الأمن خدنى الى مكتبة وهدئنى وقال لى ان الموضوع حيتلم ومش حيوصل الى النيابة، قدم استقالتك وامشى فى هدوء.
- أنا: أزى اكيد فى حل تانى؟
- حسن: المحقق قالى حاول تثبت ان المورد اتهمك بالرشوة بالاتفاق مع عماد فوزى.
- انا: طب وده حيتم ازاى.
- حسن: ما انا علشان كده جى لك يا باشمهندس، انت الى عامل شبكة ونظام الشركة والموقع الالكترونى وتقدر تدخل على الايميل بتاع عماد فوزى وتشوف كل حاجه على جهازه، وممكن نستخدم الايميل فى الدخول على حساباته على السوشيال ميديا، هو بيستخدم فيها ايميل الشركة.
حاولت ابدو هادئا وامنع ظهور عاصفة الحوار الذى اجتاح عقلى، واستدعيت ثباتى الانفعالى حتى لا تزوغ عيناى يمين وشمال، محاولا تثبتها على حسن، وليشتعل حوارى مع نفسى فى مخباه.
- فلا دينى ولا اخلاقى ولا مبادئى تسمح لى بفعل ذلك.
- أنت عارف عماد فوزى ده مطلع عينك.
- ده ظن انا معنديش يقين انه فاسد.
- انت عارف كويس انه مرتشى.
- دى امانه انا مقدرش اخون الامانه، ثم ازاى حسن يطلب منى حاجة زى دى.
- حسن ربنا يكون فى عونه انت المفروض تقف جنبه مش تهاجمه، انت ديما بتقف جنب الناس مش حتقف جنب حسن. طب سؤال انت شاكك فى كلام حسن؟
- حسن عشرة عمر، وعندى يقين انه مظلوم.
- تمام يبقى تساعده.
- طبعا حساعده بس مش ممكن اخون الامانه، حساعده بكل الطرق اللى اخلاقى المهنية تسمحلى بيها.