أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، الرفض التام لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مطالبا بوقف كافة الممارسات الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف عبدالعاطي – في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان بالعاصمة أنقرة، أن المباحثات مع نظيره التركي تناولت العديد من الملفات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ولا سيما الأوضاع في قطاع غزة عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث وما يتضمنه من تبادل للرهائن والأسرى في غزة بعد جهود مضنية بذلتها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لقرابة 15 شهرا.
وأوضح أنه ونظيره التركي أكدا على الرفض التام لأي مساس لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، مطالبين بوقف كافة الممارسات الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية والاقتحامات العسكرية بالضفة الغربية وانتهاك الوضع القانون والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشرقية المحتلة.
وأعرب وزير الخارجية عن خالص سعادته بزيارته لدولة تركيا الصديقة وتشرفه بمقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم، فضلا عن مشاورته المعمقة مع نظيره التركي حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
ولفت إلى أن زيارته الأول إلى تركيا تتزامن مع احتفال البلدين بهذا العام على مرور مائة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا حيث يجمعهما تاريخ مشترك وأواصر من الأخوة والعمل المشترك منذ وقت طويل، مدللا على ذلك بتوقيع البلدين معاهدات كثيرة وفي مقدمتها معاهدة قادش عام 1269 قبل الميلاد في أول معاهدة تاريخية للسلام وترسيخ مفهوم التعايش السلمي.
وأشار وزير الخارجية إلى أن هذا الامتداد التاريخي الطويل بين البلدين يسهم في دفع تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا والتفاهم حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وهو ما تبلور مؤخرا في تدشين المجلس الاستراتيجي المشترك رفيع المستوى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، إنه “عقد مع نظيره التركي مباحثات ايجابية تناولنا خلالها ملفات التعاون الثنائي بين البلدين” معربين عن سعادتهما بما يشهده هذا التعاون من تنامي مطرد منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر من العام الماضي.
وبين عبد العاطي أن المناقشات تناولت أيضًا سبل تعزيز التبادل التجاري المتنامي والذي وصل إلى 8.8 مليار دولار عام 2024، مشيرا إلى أنه تم التأكيد على ضرورة استمرار العمل للوصول إلى هدف 15 مليار دولار، كما اتفق عليه الرئيسان خلال لقائهما في انقرة في سبتمبر، كما تم الاتفاق على ضرورة وضع إطار زمني لبلوغ هذا الهدف والعمل سويا على إزالة أي معوقات قد تحول دون تحقيق ذلك، فضلا عن الجهود لتعزيز الاستمرار ومواصلة دعم كافة أوجه التعاون الثنائي.
وأضاف أنه تم الحديث عن تطوير التعاون في مجال الطاقة وفي قطاع السياحة؛ حيث تتزايد أعداد السياحة المتبادلة بين البلدين وتصادف زيارته مع زيارة وزير السياحة شريف فتحي إلى أنقرة؛ حيث تسلم عددا من قطع الآثار المصرية والتي نجحت السلطات التركية في ضبطها بعد تهريبها، مجددا شكره للجانب التركي على إعادة تلك الآثار المسروقة إلى مصر.
وأعرب عن سعادته لما ستشهده زيارة وزير السياحة شريف فتحي من التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال السياحة.
وأكد عبد العاطي أن المباحثات شملت العديد من الملفات الثنائية التي تهم البلدين، مشيرا إلى أن هناك خططًا لتطوير العلاقات بشكل أكبر، لافتا إلى أنه سيتم عقد اجتماع على المستوى الوزاري في القاهرة هذا العام تمهيدًا للاجتماع المقبل للمجلس الاستشاري المشترك برئاسة رئيسي البلدين.
وأوضح أن المباحثات تناولت العديد من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، حيث تم مناقشة الأوضاع في غزة عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث وما يتضمنه من تبادل الرهائن والأسرى بعد جهود مضنية بذلتها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لقرابة 15 شهرا.
وتابع عبد العاطي أنه أطلع نظيره التركي على التطورات الحالية الخاصة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتحديات التي يمر بها ذلك، حيث تم الاتفاق على العمل المشترك للتأكيد على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتم إعادة التاكيد على الرؤية المصرية التركية المشتركة حول ضرورة تحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينينية على خطوط 4 من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأوضح وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي أن المباحثات شهدت أيضا التأكيد على الرفض التام لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، فضلا عن المطالبة بوقف كافة الممارسات الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية والاقتحامات العسكرية بالضفة الغربية وانتهاك الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشرقية المحتلة.
وأشار إلى أهمية الدعم التركي لكل الجهود التي ستبذل خلال الفترة القادمة اتصالا بمشروعات التعافي والانعاش المبكر والعمل على إزالة الركام وإعادة إعمار قطاع غزة، لافتا إلى أنه أحاط وزير الخارجية التركي فيدان علما باعتزام مصر استضافة مؤتمر لحشد الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة والحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وحقه في تنمية البنية التحتية التي دمرت بالقطاع عقب معاناة سكان القطاع من أزمة إنسانية حالكة.
وتابع أن المباحثات شهدت الاتفاق على الأهمية البالغة لبقاء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على أرضه ورفض أي محالاوت لاقتلاع هذا الشعب العظيم من أرضه، وضرورة العمل على تلبية حقوقه المشروعة.
وحول مستجدات الأوضاع في سوريا، أوضح أنه تم التأكيد على أن استقرار وأمن وسيادة ووحدة سوريا ورخاء ووحدة شعبها الشقيق هي أولويات مصر الأساسية في دولة شقيقة مثل سوريا وأنها تقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتطلعاته في الأمن والاستقرار والرخاء.
وأعرب عبد العاطي عن التطلع لأن تعود سوريا إلى دورها الفاعل في إطار الأمة العربية والمنطقة والمجتمع الدولي وهو ما سيتحقق وبشكل فعال من خلال إطلاق عملية سياسية حقيقة شاملة تشمل الجميع فضلا عن نبذ الإرهاب ومحاربته وبما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري، مؤكدا أهمية ألا تكون سوريا مركزا للتحريض أو التهديد لأي دولة من دول الجوار أو المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية أنه تباحث مع نظيره التركي حول كيفية العمل المشترك بين القاهرة وأنقرة لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا وأهمية دعم الجهود الوطنية الليبية في إطار تعزيز الحل الليبي واحترام دور المؤسسات الوطنية الليبية وأهمية إنهاء الانقسام الحالي في السلطة التنفيذية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.
وأكد أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد بما يحفظ لليبيا وحدتها وسيادتها، ويحقق أمنها ومصالح شعبها الشقيق، مبينا أنه اتفق مع نظيره التركي على العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا من واقع التعاون بين البلدين.
وأشار وزير الخارجية إلى أن المباحثات تطرقت إلى الأوضاع في لبنان وتم الترحيب بانتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وتكليف نواف سلام لرئاسة الحكومة، معربا عن تطلعه لأن تكون هذه الخطوات انطلاقة لعودة الاستقرار إلى لبنان بما يحقق تطلعات شعبه الشقيق.
وأكد وزيرا خارجية مصر وتركيا خلال المباحثات على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام بتنفيذه بما في ذلك انسحاب إسرائيل الكامل وغير المنقوص من لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701.
لفت عبد العاطي، إلى أنه تم التباحث حول السودان الشقيق، وتم الاتفاق على ضرورة وقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي والحفاظ على المؤسسات الوطنية، دعما لاستعادة الاستقرار والسلام.
وأوضح أنه أطلع وزير الخارجية التركي على الاتصالات والزيارتين اللتين قام بهما إلى بور سودان والجهود المبذولة للحفاظ على وحدة وسلامة السودان الشقيق.
وعلى صعيد آخر أكد وزير الخارجية أنه تم تناول الأوضاع في الصومال وفي منطقة القرن الإفريقي، حيث تطابقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، وتم الإشارة إلى جهود الوساطة التي تبذلها تركيا، معربا عن أمله أن تجري المفاوضات خلال هذا الشهر بين الجانبين الصومالي والإثيوبي بما يصب في صالح استقرار الصومال ووحدة أراضيه.
ونوه بأن المباحثات تطرقت إلى العديد من الملفات المهمة بما في ذلك الأمن المائي، مشددا على أن مسألة الأمن المائي بالنسبة لمصر هي قضية وجودية.
وفي ختام كلمته، أكد وزير الخارجية حرص مصر على مواصلة العمل من أجل تعميق التعاون بين مصر وتركيا لدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وترسيخ السلام والاستقرار في منطقتنا، منوها بأن العمل سوف يستمر في التعامل والتعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين الصديقين ومصالح الأمن والاستقرار في منطقتنا وفي القارة الإفريقية.