كتب : وائل الجعفري
أصبحت "سبيس إكس" مقدمة خدمات الإطلاق الرئيسية لـ"ناسا"، كما أن الشركة طورت صاروخ "فالكون 9" (Falcon 9) وكبسولة "دراغون" (Dragon) بمساعدة تمويلية من الوكالة لنقل الإمدادات، والأفراد أيضاً في الفترة الحالية، إلى محطة الفضاء الدولية. كذلك تعمل "سبيس إكس" على صنع مركبة تُخرج المحطة من مدارها بعد إخراجها المتوقع من الخدمة بنهاية 2030.
كما تعاقدت "ناسا" مع الشركة لتحويل صاروخ "ستارشيب" (Starship) العملاق إلى مركبة للهبوط على القمر، بوسعها نقل رواد الفضاء إلى القمر ضمن برنامج "أرتميس" التابع للوكالة. علاوةً على ذلك، تُعد "سبيس إكس" طرفاً رئيسياً في العديد من بعثات "ناسا" إلى الفضاء العميق؛ حيث استخدمت الوكالة صاروخ "فالكون هيفي" (Falcon Heavy) في أكتوبر لإطلاق مركبة فضاء مصممة لاستكشاف قابلية الحياة على قمر أوروبا المغطى بالثلوج الذي يدور حول كوكب المشتري.
أرست وزارة الدفاع على "سبيس إكس" عقوداً غير مصنفة سرية لا تقل قيمتها عن 6.2 مليار دولار منذ 2003 مقابل خدمات الإطلاق وتكنولوجيا الأقمار الصناعية. ويُعد "فالكون هيفي" و"فالكون 9" ضمن مجموعة نخبة الصواريخ القادرة على إطلاق أقمار صناعية مخصصة للأمن القومي لصالح قوات الفضاء الأميركية.
كما يستخدم البنتاجون شبكة "ستار شيلد" التي طورتها "سبيس إكس"، وهي نسخة عسكرية من شبكة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التي طورتها الشركة، وتوفر إشارات سرية مشفرة، ما يجعل اختراقها أو التشويش عليها أكثر صعوبة.
يربط الناس في الأغلب بين "ناسا" والصواريخ التي تنطلق من كيب كانافيرال، وهذا أمر مفهوم، إذ أدارت الوكالة خلال أغلب تاريخها كل أوجه بعثاتها إلى الفضاء، ما يشمل تصميم وتصنيع وتشغيل المعدات اللازمة للوصول إلى الوجهة.
لكن الوكالة غيرت وضعها خلال العقدين الماضيين من مُشرفة ومشغّلة لمعدات الصواريخ الجديدة إلى عميل يشتري من الشركات الخاصة ما يحتاجه من خدمات، سعياً لتوفير الوقت والمال.
بدأت الوكالة في عهد إدارة جورج بوش تدرس إسناد مزيد من الأعمال إلى القطاع الخاص، وتضمنت خطة "رؤية استكشاف الفضاء" (Vision for Space Exploration)، التي أعلن عنها الرئيس بوش في 2004، التخلي التدريجي عن المكوك الفضائي دون توفير بديل في الوكالة.
بدلاً منذ ذلك، وجهت "ناسا" دعوة لشركات الصواريخ التجارية لتطوير مركبات بمقدورها نقل الشحنات إلى محطة الفضاء الدولية، على غرار ما كان يفعله المكوك. وعبر هذا البرنامج، طورت "سبيس إكس" صاروخ "فالكون 9"، وكبسولة "دراغون" لنقل الإمدادات إلى محطة الفضاء لصالح "ناسا".
كثّف الرئيس باراك أوباما وتيرة استعانة "ناسا" بمقدمي الخدمات التجاريين، كما دعا الشركات إلى تطوير وسائل لنقل الأفراد إلى محطة الفضاء الدولية. واستجابت "سبيس إكس" للدعوة، وحولت كبسولة "دراغون" إلى مركبة بوسعها نقل البشر أيضاً.
انخفضت حصة "ناسا" من الميزانية التقديرية الفيدرالية المخصصة للوكالات خلال العقود الثلاثة الماضية، ما دفع إدارتها إلى دراسة سبل لخفض التكاليف. وكشفت الوكالة في 2020 أنه يُتوقع أن يؤدي "برنامج الطاقم التجاري" (Commercial Crew Program)، وهي مبادرة تهدف إلى مواصلة نقل الأطقم إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام مركبات الفضاء التي تصنعها وتشغلها شركات مثل "سبيس إكس"، إلى توفير ما بين 20 و30 مليار دولار تقريباً.