البيتكوين تتماسك بعد موجة تصفية ضخمة للمراكز الممولة بالرافعة

  • بقلم : سامر حسن

     محلل أسواق أول في XS.com

     

    تماسكت البيتكوين اليوم مع ميل طفيف للصعود بعد الهبوط المفاجئ الذي دفع الأسعار إلى ما يقارب 111,000 دولار يوم أمس. ويعكس هذا الارتداد المحدود محاولات المشترين استعادة التوازن بعد موجة تصفيات ثقيلة هزّت أسواق العملات المشفّرة الأوسع.

    قد جاءت هذه الهزة بشكل أساسي نتيجة موجة من محو المراكز المموّلة بالرافعة. فالموجة الصعودية الأخيرة الأسبوع الماضي، التي غذّاها خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي للفائدة، فقدت زخمها سريعاً بعدما عجز المشترون عن مواصلة الدفع بالصعود، لتترك الأسواق مكشوفة أمام ضغط البائعين وسط سيولة ضعيفة في الساعات المبكرة من يوم الاثنين.

    ووفقاً لبيانات CoinGlass، بلغت قيمة تصفيات المراكز الشرائية في العقود الآجلة أكثر من 1.65 مليار دولار يوم الأربعاء، منها 285 مليون دولار في البيتكوين و490 مليون دولار في الايثريوم. كما تراجع حجم المركز المفتوحة للبيتكوين من ذروة يوم الجمعة البالغة 85.8 مليار دولار إلى 82 مليار دولار، في دلالة على سرعة انهيار المراكز الممولة بالرافعة. وزاد من حدة الضغوط تسجيل صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة تدفقات خارجة بقيمة 363 مليون دولار، وهي الأكبر منذ أكثر من شهر.

    وامتد الضغط إلى ما هو أبعد من البيتكوين. إذ أظهرت بيانات CoinGlass أن العقود المفتوحة للايثيريوم تراجعت بوتيرة أسرع، من 64.7 مليار دولار يوم السبت إلى 58 مليار دولار اليوم. وكان حجم المراكز الممولة بالرافعة في الايثريوم قد ارتفع بشكل حاد من نحو 17 مليار دولار في أبريل إلى أكثر من 70 مليار دولار في أغسطس، ما جعل السوق عرضة بشكل كبير لتصفيات متسلسلة. كما تحولت معدلات التمويل المرجحة بالعقود المفتوحة للايثيريوم إلى السلبية اليوم، في إشارة إلى أن ميزان المعنويات قد انقلب بشكل حاد نحو الهبوط بعد هزة الأمس.

    تعيد مثل هذه الأحداث طرح التساؤلات بشأن مستقبل تقلبات البيتكوين. ووفقاً لبيانات BitcoinTreasuries، فإن أكثر من 17% من إجمالي البيتكوين باتت محتفظاً بها من قبل كيانات تشمل شركات وصناديق والصناديق المتداولة والحكومات، بإجمالي يزيد على 330 كياناً. وتكتسب زيادة حضور هذه الأطراف أهمية خاصة، إذ أن تداولها يتميز بقدر أكبر من الانضباط والبنية المؤسسية مقارنة بالمستثمرين الأفراد، ما قد يسهم تدريجياً في كبح مستويات التقلب.

    وتبرز بالفعل دلائل واضحة على هذا التحول الهيكلي. فقد تراجعت التقلبات التاريخية للبيتكوين، حتى بعد سلسلة الهزات الأخيرة، إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2019. كما تقلّصت شدة أقصى التراجعات من ذروة إلى قاع، بعد أن كانت تتجاوز 80% في الدورات السابقة، لتقترب اليوم من نحو 35% فقط في التصحيحات الهبوطية الأخيرة. ويشير ذلك إلى أنه رغم أن الاضطرابات قصيرة الأجل الناجمة عن المراكز المموّلة بالرافعة ستظل تولّد تقلبات عنيفة بين الحين والآخر، فإن الصورة طويلة الأجل للبيتكوين باتت تتشكل بشكل متزايد من قبل حاملي الطابع المؤسسي، ما قد يرسّخ مستويات أدنى من التقلب بمرور الوقت.

    أما بالنسبة للايثيريوم، فإن تقليص تقلباتها يتطلب تبنياً أوسع من قبل الخزائن المؤسسية والحكومية. غير أن هذه الكيانات لا تزال تحتفظ حالياً سوى بنسبة 3.1% من إجمالي المعروض من العملة المشفرة، بحسب بيانات CoinGecko.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن