كتب : عادل فريج
تصدرت هجمات اختراق بريد الأعمال قائمة أكبر المخاطر الأمنية التي تواجه المستخدمين وأكثرها ربحية لصالح مرتكبيها، حيث وصلت الخسائر الناجمة عن هجمات اختراق بريد الأعمال إلى 1.77 مليار دولار في العام الماضي، وفقًا لما أورده مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي نشر تقريره السنوي مؤخرًا. وتتضاءل أمام هذا الرقم الكبير كافة الخسائر مجتمعة جراء عمليات الاحتيال العاطفي وسرقة الهوية وبطاقات الائتمان والتصيد الاحتيالي وبرمجيات طلب الفدية خلال الفترة ذاتها.
ومع ورود تقارير عن هجمات في 117 دولة حول العالم، نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي بيانا صحفيا معلنًا تجاوز الخسائر الناجمة عن هجمات اختراق بريد الأعمال 26 مليار دولار على مستوى العالم خلال السنوات الثلاث الماضية. ولوضعها في سياق المقارنة، تبين أن الخسائر المعروفة والمسجلة حتى اليوم نتيجة هذا التهديد قد تجاوزت مجموع الخسائر العالمية الناجمة عن كل من برمجية طلب الفدية "وانا كراي" (4 مليارات دولار) وبرمجية "نوت بيتيا" (10 مليارات دولار) مجتمعتين.
وإدراكا لخطورة هذا التهديد وأثره على المستخدمين، يواصل باحثو شركة «بالو ألتو نتوركس» التركيز على محور أساسي في أبحاثهم عن الجريمة الإلكترونية النيجيرية، نظرًا للمعدل الكبير والكم الهائل من هجمات اختراق بريد الأعمال الواردة من تلك المنطقة. حيث أفرزت تلك الجهات المعادية مجتمعة، والتي أطلق عليها تسمية "سيلفر تيرير"، حتى يومنا ما يزيد عن 31,300 من نماذج البرمجيات الضارة التي دخلت في شن 2.1 مليون هجوم إلكتروني. ومنذ البدايات المتواضعة لتلك الجماعات في عام 2014، والتي تكونت من بضعة أفراد يعبثون ببرمجيات تجارية ضارة، تُظهر البيانات نموّ عددها بشكل كبير ليشمل أكثر من 480 جهة وجماعة مختلفة نقوم بتتبعها في الوقت الراهن.
من جهته قال بيت رينالز، محلل للتهديدات الأمنية لدى بالو ألتو نتوركس: "شهد عام 2019 اختراقات لبريد الأعمال بمعدل 92,739 هجمة شهريًا، بلغت ذروتها في شهر يونيو 2019 بواقع 245,637 هجمة، لتمثل بذلك زيادة بنسبة 172 بالمئة مقارنة مع 2018 واستُغلت في تلك الهجمات بروتكولات البريد الإلكتروني للوصول إلى الشبكات المستهدفة بنسبة 97.8%.