المدفوعات اللاتلامسية .. بين الثقة والأمان

  •        المدفوعات اللاتلامسية .. بين الثقة والأمان

           بقلم : خالد حسن

    وبالطبع تعد بطاقات الائتمان بكافة صورها " ممعنطة – ذكية " بمثابة الشرط الضرورى لتحقيق مفهوم مجتمع الاقتصاد الرقمى لكونها آلية الدفع الإلكترونى المقبولة حتى الآن من كافة الجهات ومؤسسات الأعمال التى تعلن عن تقديم خدمات الإلكترونية عبر الإنترنت بجانب كروت الدفع المقدم والدفع عند الاستلام .

    وإذا كان من المتوقع أن يشهد قطاع التسويق الالكترونى والتجارة الالكترونية في مصر تطوراً كبيراً في ظل الانتشار المتزايد لاستخدام التليفون المحمول والإنترنت ،والذي يقدر حالياً بـ 90 مليون مستخدم للهواتف المحمول اكثر من 60 % يعتمدون على الهواتف الذكية وعدد مستخدمي الإنترنت الذي يقدر حالياً بـ 55 مليون ، فان السؤال الذى يطرح نفسه هو كيف يمكن زيادة قاعدة مستخدمى اليات الدفع الالكترونى  ؟

    فى ظل وجود نقص كبير فى الوعى المجتمعى باهمية الدفع الالكترونى ودور كل من البطاقات الائتمانية او المحافظة الالكترونية عبر مشغلى شبكات الهواتف المحمولة ، رغم ما شهدته من نمو ايجابي ملموس خلال العام الاخرة وتجاوزها 16.3 مليون محفظة الكترونية ،  بجانب تخوف الكثير من مستخدمى تلك البطاقات عن تداولها عبر المواقع الالكترونية على الانترنت وكيف نشجع المستخدمين على الاستفادة في الوقت ذاته من المزايا والراحة التي توفرها التجارة الإلكترونية والمدفوعات اللاتلامسية سواء فى ضورة عروض  للدفع بالتقسيط أو تخفيضات وخصومات سعرية ناهيك عن قرب دخول خدمة " اشترى الان وادفع لاجقا " .

    ومؤخرا كشفت دراسة " أبق آمنا لعام 2021 "  ،التي أصدرتها شركة فيزا العالمية المتخصصة في مجال المدفوعات الرقمية، عن استعداد ما يزيد عن ربع المستهلكين المصريين (28%) استبدال بائعي التجزئة الذين يتعاملون معهم أو اللجوء للتسوق من المتاجر في حال تأخر إتمام مشترياتهم عبر الانترنت  حيث بات المستهلك المصري واسع الاطلاع والمعرفة بشأن المدفوعات الإلكترونية ورفع من سقف توقعاته بشأن تجارب مدفوعات التجارة الإلكترونية والمدفوعات عند التسوق في المتاجر. وقال مستهلك واحد من بين كل اثنين مستهلكلين أنه لا يعتزم إتمام عمليات الشراء في المتاجر التي لا توفر خيارات الدفع اللاتلامسي. وفيما يخص التسوق عبر الإنترنت، قال ما يزيد عن ثلث المستهلكين (37%) الذين استطلعت آراؤهم إنهم لن يفكروا في شراء المنتجات في حال وجود تأخر في التسليم أو حدوث خطأ في عملية المصادقة. أما بالنسبة لمواقع التجارة الإلكترونية التي أتاحت للعملاء مزايا وخواص المراجعات (55%)، واسترداد أموال المشتريات (49%)، وخيارات الدفع بالعملة المحلية (39%)، والمساعد الآلي (36%) وباقة متنوعة من خيارات الدفع (30%) فقد نجحت في كسب ثقة العملاء.

    ولعل من أهم ما اشارت اليه الدراسة انه مع تزايد وعي المستهلكين بتكنولوجيا حماية المدفوعات الرقمية وشعورهم بمدى تأمين هذه التكنولوجيا للمعلومات الشخصية، فان 4 من بين كل 5 مستهلكين (84%) اكدوا إنهم لا يمانعون تخزين معلومات بطاقات الدفع الخاصة بهم على مواقع التجار إذا كان ذلك سيحسن أو يسرع من تجارب التسوق. كما أظهرت الدارسة أن غالبية المستهلكين (76%) مستمرون في التسوق الإلكتروني من دون أي إشارات للتراجع عن ذلك، بينما قال 34% إن معدل تسوقهم من المتاجر قد انخفض على الرغم من تخفيف القيود المفروضة على التحرك.

     

     

    ومن المهم التاكيد عن ما اسفرا اليه الدراسة من أن المستهلكون ، المستطلع آراؤهم ، باتوا يشعرون بالآمان عند التسوق من خلال مواقع التجار التي توفر مراجعات العملاء، وتجربة استرداد أموال الشراء بسهولة وتوفر باقة من خيارات الدفع المتنوعة. كما أن هناك عوامل أخرى تمنح المستهلكين انطباعا بأن مواقع التجار آمنة، مثل وجود شعارات مزودي خدمات المدفوعات، وخواص أمنية مرئية كرمز القفل وشهادة طبقة المقابس الآمنة (SSL).

    أما بالنسبة للتجار الذين يتطلعون لتعزيز تجارب العملاء عبر الانترنت فيمكنهم الاستعانة ببرنامج "Visa secure" وتوظيفه بالشكل الأمثل لجعل المدفوعات عبر الانترنت أكثر سهولة وأمانا فضلًا عن تسريع عملية المصادقة والتوثيق. ويعتمد البرنامج على خصائص برتوكول "EMV 3-D Secure" التي تستخدم معلومات كشف الاحتيال للتحقق من هوية حامل البطاقة ومنع تنفيذ المعاملات غير المصرح بها.

    نتفق أن هناك اتجاها عالميا قويا نحو مزيد من الاعتماد على التقنيات المحمولة والأدوات والأجهزة التكنولوجية المحمولة لضمان تحسين أداء الأفراد والمؤسسات بشكل عام وتحسين العلاقة التفاعلية بين المؤسسة وعملائها من جانب ، ومورديها من جانب آخر ، ولعل الدفع النقدي يعد واحدا من أهم الخدمات التي يمكن تطويرها بصورة كبيرة عبر التليفون المحمول .

    وبالطبع تعتبر خدمات التسوق والتجاة الالكترونية والدفع عبر التليفون المحمول أحد أهم سمات تزايد قاعدة مستخدمي التقنيات المحمولة في حياتنا إذ نتصور أن المستقبل القريب ، خاصة بعد تفعيل خدمة التوقيع الالكترونى ، سيحمل الكثير من التطورات في مجال استخدام التليفون المحمول ، وهو ما يتطلب الاستعداد لكيفية تلبية متطلبات نقل الاموال والدفع عبر تطبقات والمحافظ الالكترونية عبر التليفون المحمول ، خاصة اذا اخذنا فى الاعتبار انه تم اجراء نحو 81 مليون معاملة مالية الكترونية خلال العام الماضي ،  وفى نفس الوقت العمل على توعية وتقديم النصائح للمستهلكين بشأن تفادي الاحتيال بالإضافة إلى معلومات تشرح المميزات الأمنية للمدفوعات الرقمية.

     

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن