بقلم خالد حسن
صدق الله العظيم
بصرف النظر عن الاسباب الحقيقة للارتفاع المالع فيه فى اسعار اداء فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام على غالبية الشعب المصري الذى تطوق أنفسهم الى زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة الا اننا سنقتصر حديثنا فى السطور التالية دور الحلول التكنولوجية وحلول الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الأجهزة المحمول فى تسهيل رحلة العمر من خلال رقمنة كافة اجراءات السفر بهدف التيسير على قاصدي بيت الله الحرام وتخفيف المشقة و الاعباء ، الغير المالية ، وتسهيل تقديم كافة الخدمات والمعلومات التى يحتاج اليه الحجاج فى مختلف مراحل رحلتهم المباركة .
وبالطبع قامت الجهات الحكومية فى كل من مصر والسعودية بالعديد من الخطوات التى تستهدف رقمنة اجراءات السفر بداية من اصدار الحكمة المصرية لقانون تنظيم الحج يهدف تنظيم توزيع التأشيرات الممنوحة من السلطات السعودية على الجهات المنظمة للحج، وحماية المواطنين المصريين من أي تلاعب في التأشيرات أو تعرضهم للغش بجانب اطلاق البوابة الإلكترونية " البوابة المصرية الموحدة للحج " كآلية رسمية اساسية ووحيدة لتنظيم سفر المصريين من وإلي السعودية لأداء فريض الحج من خلال تنظيم وإحكام الرقابة وتحديد اختصاصات الجهات القائمة على تنظيم أداء تلك الفريضة بأنواعها المختلفة بالاضافة لربط «البوابة المصرية الموحدة للحج»، تتولى الجهة المختصة «الجهة المعنية بشئون الحج بالسعودية»إدارتها والإشراف عليها وتطويرها للحفاظ على حقوق الحجاج المصريين ومنع تعرضهم للنصب أو التلاعب بالإعلانات الوهمية، وذلك عند توجههم للمملكة العربية السعودية في مواسم الحج.
كما حرصت بعثت الحج المصرية الرسمية على تعظيم الاستفادة من الحلول التكنولوجية وتطبق نظام الترقيم " الباركود " لكل حاج ،والذى تم تطبيقه للعام الثالث،حيث يحمل كل حاج من حجاج بعثة القرعة رقم "باركود" مسجل عليه جميع بياناته وموجود فى بطاقة التعريف الخاصة ومعرفة بيانات الحاج كاملة من خلال أجهزة قارئة البيانات الموجودة مع ضباط بعثة الحج الامر الذى يسهل عملية تسكين الحجاج بفنادق مكة بعد قدومهم من المدينة بدون أى تكدس والزحام فى الفنادق وخلال عمليات التفويج واستقلال الحافلات.
ومنذ جائحة " كوفيد – 19 " تسعى السعودية لوضع خطة تشغيلية تعتمد على تعظيم الاستفادة من الحلول التكنولوجية تهدف إلى تسهيل إجراءات الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم وفقًا لعدد من البرامج التقنية والتجهيزات المخطط لها لاستقبال رحلات الحجاج وفق معايير خدمية عالية وتطبيق شامل لجميع الأنظمة التقنية والبرامج الإلكترونية لتسهيل الإجراءات فلم يعد أداء مناسك فريضة كما كان قديماً، إذ ساهم توظيف المملكة العربية السعودية للتقنيات الحديثة في التيسير على قاصدي الحرمين الشريفين بشكل غير مسبوق، مما ادى الى التقليل من الكثير من مظاهر العناء والمشقّة والمخاطرة، حتى أصبح الحج منسكاً آمناً، يؤدي فيها الحجيج شعيرتهم بكل سهولة واطمئنان.
ومع توقع قيام مليون مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام ، كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات (CITC) ، الجهة التنظيمية الرقمية في السعودية ، عن مضاعفة جهود تحسين البنية التحتية الرقمية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وما حولها جاهزة لربط الحجاج بملايين أحبائهم في جميع أنحاء العالم من خلال عمل أكثر من 5900 برج وأكثر من 11000 نقطة وصول واي فاي في المدينتين المقدستين. كما أشرفت على زيادة بنسبة 41٪ في أبراج بتقينات الجيل الخامس لتصل إلى أكثر من 2600 برج بتقنيات " 5G " ليتاح لحجاج بيت الله الحرام تجربة اسرع انترنت عبر الهواتف المحمولة فى العالم أسرع سرعات (203 ميجابت / ثانية في مكة و 223 ميحابت / ثانية في المدينة) .
وفى نفس الاطار أكدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنها ستقدم للمستفتين عن شعيرة الحج والأمور الشرعية الأخرى خدماتها من خلال توزيع المشايخ في المواقع وعلى مداخل ومخارج بيت الله الحرام للإجابة على أسئلة ضيوف الرحمن وقاصدي المسجد الحرام عبر(10) مواقعٍ داخل المسجد الحرام كما يوجد (23) كابينة هاتف و (7) مواقع للرد على السائلين يقوم عليها 100 من أصحاب الفضيلة والقضاة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات على مدار (24) ساعة.
إضافةً إلى التوعية الرقمية التي تسّهل على القاصدين تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وفق الهدي النبوي الشريف، وهي عبارة عن طاولات رقمية متوفر بها أجهزة لوحية تفاعلية هذا بالاضافة الى منصة " منارة الحرمين" وهي منصة رقمية لغرض إثراء التجربة الروحانية التعبدية افتراضياً، عبر تفعيل التواصل مع أئمة وشيوخ الحرمين الشريفين وذلك عن طريق نقل الدروس العلمية والتوجيهية والإرشادية من الحرمين إلى شتى المسلمين في بقاع العالم وتقوم المنصة بنقل وترجمة خطبة عرفة مترجمة بـ10 لغات عن طريق التطبيق والموقع الإلكتروني، لإيصالها للمسلمين في شتى بقاع العالم.
ولتحسين مستوى الخدمات في الحرمين الشريفين، وضمان بيئة آمنة صحياً، سيقابل الحجاج العديد من الروبوتات التى تستخدم للتعقيم والوقاية البيئية في الأماكن المغلقة حيث يعمل بنظام تحكم آلي مبرمج على خارطة مسبقة عالي الدقة، يسهم في العمل على الحد من انتشار الأمراض والأوبئة كما يحتوي الروبوت على خاصية الإنذار المبكر مع البث الصوتي في الوقت المطلوب، ويعمل من 5 إلى 8 ساعات بدون تدخل بشري، كما أنه مزود بكاميرا تحتوي على رادار عالي الجودة لرسم الخرائط كما يستخدم "الروبوت الذكي" في توزيع عبوات مياه زمزم دون تلامس أو إعاقة للحركة في ظل تفشي جائحة كورونا، إذ تعمل هذه التقنية الحديثة على سلامة قاصدي الحرمين الشريفين وتقوم بتوزيع 450 عبوة يومياً.
وستستمر السعودية فى اصدار بطاقة الحج الذكية ، التى اطلقها العام الماضي ، اذ تحتوي البطاقة التي سيحملها جميع الحجاج على المعلومات الشخصية والطبية والسكنية للحاج وتسهم في إرشاده إلى سكنه في المشاعر والتحكم بالدخول إليه وإلى المرافق المختلفة، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي كما تعمل البطاقة عن طريق تقنية اتصال المجال القريب (NFC) التي تمكِّن من قراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية (KIOSK) المنتشرة في المشاعر المقدسة، كما تحتوي على رمز شريطي (Barcode) يتم قراءته عن طريق العاملين في الحج لمعرفة معلومات الحاج، بالإضافة إلى رمز الاستجابة السريعة (QR code) لتحميل التطبيق.
ولتسهيل أداء المناسك وتعريف الحجاج على المشاعر المقدسة، كانت وزارة الحج والعمرة أطلقت الاصدار الجديد من تطبيق " مناسكنا الذي يقدم حزمة من الخدمات على الأجهزة الذكية التي يحتاجها الحجاج خلال رحلتهم في المشاعر المقدسة حيث يدعم التطبيق 7 لغات، هي اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والأردو، والتركية، والملايو، والبنغالية كما يتيح خصائص عدّة، كخرائط مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، التي تحتوي بدورها على مجموعة كبيرة من المواقع المهمة للحاج خلال رحلته، مصنفةً وسهلة الاستخدام اذ يعمل أكثر من 60 % من خصائص تطبيق "مناسكنا" دون الحاجة للإنترنت باستخدام الـ"Offline Maps" وذلك بمجرد تحميل الخرائط .
ويوفر التطبيق خدمة تتبع مواقع الحاج من قبل الأهل والأصدقاء على نظام الخرائط، التي يمكن من خلالها معرفة أماكن وجود الحاج وسيره في أداء مراحل النسك المختلفة كما يتضمن التطبيق الأرقام المهمة، وأرقام الطوارئ التي قد يحتاجها الحجاج، إضافةً إلى العديد من الخدمات الأخرى مثل معرفة أوقات الصلاة، وتحديد اتجاه القبلة، وتحديد المساجد القريبة وحالة الطقس وتحويل العملات.
ومن ثمة فان هذه التسهيلات ، عبر الاعتماد على الحلول التكنولوجية ، تسمح للحجاج بيت الله الحرام بالتفرغ التام لاداء مناسك اجمل رحلة روحانيه فى حياتهم والاستمتاع بفوائد التواجد فى الاراضى المقدسة وبجوار نبينا الحبيب والمصطفى صلى الله عليه وسلم .
وبالتأكيد فان المنافع من وراء فريضة الحج يصعب حصرها لو احسن المسلمون الاستفادة من هذه العبادة السنوية وأدعو الله الا يحرمنا من زيارة بيته الحرام فى المستقبل وأختم بقولة ربنا فى كتابه العزيز
" وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاًوَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاًوَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ . ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ"
صدق الله العظيم