النفايات البلاستيكية الدقيقة تتراكم بتراكيز عالية في قاع المحيطات والبحار

  • على الرغم من استنفار أنصار البيئة والمبتكرين والباحثين لإيجاد طرق ناجعة للقضاء على كتلة نفايات بلاستيكية ضخمة بحجم ولاية تكساس في المحيط الهادئ، ولم تثمر جهودهم حتى الآن، أظهرت دراسة حديثة أن تلك ليست أكبر مصائب بيئتنا التي تسببها النفايات البلاستيكية، إذ تبين أن اللدائن الدقيقة تتراكم بتراكيز عالية في قاع محيطاتنا وبحارنا.

    وأظهرت دراسة حديثة أن نحو 10 ملايين طن من النفايات البلاستيكية تلقى كل عام في المحيطات والبحار؛ لا نرى منها طافيًا سوى 1%، في حين يبقى مصير 99% منها مجهولًا؛ وفقًا لموقع ساينس أليرت الأمريكي.

    وذكرت الدراسة إن المخلفات البلاستيكية تتحطم تدريجيًا إلى قطع صغيرة، ثم تتحطم لتصبح جزيئات أصغر من 5 ميليمترات؛ يسميها الباحثون اللدائن الدقيقة، التي تنجرف مع التيارات البحرية القوية على طول القاع، ثم تتجمع بكميات كبيرة وتراكيز عالية.

    وأحصى العلماء 1.9 مليون قطعة من اللدائن الدقيقة، كل ذلك في مجرد طبقة ضئيلة لا تتجاوز سماكتها 5 سنتيمترات، ومساحتها متر مربع واحد فقط، ما يجعلها أكبر تركيز مُسجل للدائن في القاع على الإطلاق.

    وعلى الرغم من أن اللدائن توجد في قاع المحيطات والبحار على امتداد الكوكب إلا أن العلماء يقفون حائرين أمام تفسير كيفية وصولها وانتشارها، إذ ظنوا سابقًا أنها ستتجمع وفقًا لأحجامها وكثافتها؛ على غرار باقي الرواسب الطبيعية، ولكنها كانت مختلفة فبعضها يغرق بعد أن تغطيه الطحالب أو إن ارتبط ببعض المعادن أو المواد العضوية.

    ويبدو أن شبكة التيارات العالمية في المياه العميقة تنقل هذه اللدائن الدقيقة ضمن انجرافات الرواسب الكبيرة، مراكمة إياها في نقاط تجمع في أعماق البحار، في نظم بيئية زاخرة بالحياة؛ مثل الشعاب المرجانية المُعتمِدة على التيارات لتحصل على الماء المؤكسج والمغذيات، فإذا بها أصبحت تتلقى بدلًا عنها كميات هائلة من اللدائن الدقيقة، محولة القاع إلى مستودعات تؤذي مخلوقاته الفريدة.

    ويستهلك البشر نحو 78 مليون طن من المواد البلاستيكية، وتنتهي نسبة 32% منها في مياهنا، بما يعادل شاحنة نفايات كاملة خلال كل دقيقة، ووفقًا لدراسة علمية نُشِرت عام 2017 في مجلة ساينس، فإن كمية البلاستيك المُستهلك في الهند، التي يتم التخلص منها برميها في مياه المحيطات، جعلت البلاد في المرتبة 12 من بين 192 بلدًا شملته الدراسة في العام 2010. وحازت الصين على المرتبة الأولى في القائمة ذاتها، بينما صُنِّفت الولايات المتحدة في المرتبة العشرين. وذكرت دراسة أخرى، نُشِرت في العام ذاته، إن 75% من شواطئ بريطانيا ملوثة بنفايات بلاستيكية قاتلة.

    وتسبب البشر في العقود الأخيرة بأضرار كبيرة على الحياة البحرية، يتعذر إصلاحها بسبب فقدانها السيطرة على النفايات البلاستيكية. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي صعب لكن يمكن مواجهته؛ وفقًا لما ذكرته ليزا سيفنسون، مدير شؤون المحيطات في الأمم المتحدة، التي تؤمن أن تعاون الحكومات والشركات والأفراد على مستوى العالم لتقليل التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية سيحافظ على حياة الكائنات في المحيطات.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن