بقلم : د. حسام رفاعي
حين حضرت الوفاة الصحابي الجليل #عمرو_بن_العاص رضي الله عنه ومرض مرض الموت،
دخل عليه ابنه عبد الله، فوجده يبكي، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟ أما بشرك رسول الله ﷺ بكذا؟
فأقبل بوجهه فقال يابني: أني كنت على أحوال ثلاث:
لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله ﷺ مني، ، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ﷺ فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، فقبضت يدي،
فقال: "مالك يا عمرو؟"
قلت: أردت أن أشترط.
قال: "تشترط بماذا؟"
قلت: أن يُغفر لي،
قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟"، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ﷺ ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
ثم وُلينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها
فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور (الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويُقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي
وكانت آخر كلماته: «اللهم أنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت وظل يرددها حتي لقي ربه»
قال عنه النبي ﷺ حين إسلامه "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"
رضي الله عنه وأرضاه ورضي عن صحابة رسول الله ﷺ جميعاً.