1.
بقلم : اسلام محفوظ
علم الإدارة من أهم العلوم التي ترتبط بحياة البشر سواء على المستوى الشخصي أو مستوى المنشآت او حتى على مستوى الدول ، حيث تسعى المنظومة الإدارية إلى توفير كافة السبل المُناسبة لتسيير العمليات وفقًا لمنهجية وأهداف الإدارة ورؤيتها، وجاء علم الإدارة في بداياته مُحاوِلًا إيجاد حلول للمشكلات الإدارية، وتطوير العمليات الإدارية ذاتها، ويشمل هذا العلم العديد من الفروع مثل بحوث العمليات، وتحليل النظم الإدارية، ونظم إدارة المعلومات، ويعتبر تعلم علم الإدارة من الأساسيات التي يجب ان يلم بها كل رائد أعمال حتى يستطيع تحديد الأهداف ووضع السياسات والبرامج التي تساعده وتمكنه من تحقيق أهدافه، وأيضا معرفة كيفية التغلب على المشكلات التي تواجهه، ويرتبط بعلم إدارة الأعمال العديد من المهارات التي يجب على رائد الأعمال أن يتعلمها ويكتسبها.
مفهوم إدارة الأعمال
مفهوم إدارة الأعمال يتضح من خلال التعرف على مفهوم العملية الإدارية في مجال الأعمال، فهي مجموعة مُنظَّمة ومتتابعة من الإجراءات التي يتم تنفيذها في المنظمات من أجل ضبط عملياتها وأنشطتها الحيوية ومساعدتها على الوصول إلى الأهداف التي تسعى هذه المنظمات إلى تحقيقها، وبناءً عليه تشمل إدارة الأعمال عمليات التوجيه والتنظيم والتخطيط والرقابة ،ومن أهم المتطلبات والمهارات التي يجب توافرها على من يقوم على إدارة أعمال الشركات أن يكون على معرفة واسعة بالعديد من العلوم المرتبطة بإدارة الأعمال ، ومن أبرزها معرفته بعلم الإقتصاد وعلم التسويق، وعلم المحاسبة، والعلوم السلوكية وقدرته على ضبط العمليات اللوجستية بحيث تخدم أهداف المنظمة.
نشأة وتاريخ علم إدارة الأعمال
على الرغم من أن الإدارة بشكل عام كانت تمارس منذ بدء الحياة البشرية على الأرض إلا أنها كانت تمارس من خلال مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف ولكن مع بداية الثورة الصناعية وظهور الشركات الكبرى كان لابد من الكتابة والتدوين والتأسيس لعلم إدارة الأعمال فظهر العديد من العلماء الذين اهتموا بالكتابة والتأصيل لهذا العلم وكان هناك العديد من المؤسسين لمفهوم الإدارة في الأعمال والذي وضعوا حجر الأساس له، وكان من أبرزهم الإنجليزي توماس مور في القرن السادس عشر الميلادي، والذي بيَّن أن عملية إدارة المهام في المنظمات تؤثر بشكل كبير على ارتفاع أو انخفاض كفاءة المنظمات في أداء عملها، كما أكّد على أن إدارة الأعمال بشيء سيء قد تقود إلى حدوث بعض الإخفاقات في بيئة المُنظَّمة كما أن هناك أهمية كبرى لوجود التخطيط والتنظيم والرقابة الفعالة على جميع الموارد التي تُتاح في المنظمات ضمن سياسات إدارية محددة تُؤدِّي في النهاية إلى تحقيق الأهداف ، أما بيتر دراكر فقد كانت له إسهامات فعالة في إدارة أعمال المنظمات في القرن العشرين، حتى انه لُقِّب بمدير الإدارة، و بيَّنَ أن المهمة الأساسية لإدارة الأعمال تتمثل في عمليتين أساسيتين هما التسويق والابتكار، ومن الناحية التنظيمية فقد تحتوي المنظمة على مدير واحد تكون في يديه معظم السلطات خاصة فى المنظمات صغيرة الحجم والتي يمتلكها فرد واحد غالباً، كما يمكن أن يوجد العديد من مدراء الأعمال في المنظمة ذاتها خاصة المنظمات متعددة الجنسيات، والذين قد يتوزعون على جنسيات متعددة لتُناط بهم أدوار متكاملة، فقد يصل عدد مدراء بعض منظمات الأعمال إلى المئات في مثل هذه الشركات..
مهام إدارة الأعمال
تتنوع المهام الإدارية التي تقع على عاتق المدراء في منظمات الأعمال، والتي من خلالها يتم تحقيق أهداف المنظمات بتنفيذ المهام الوظيفية للأقسام الإدارية في تلك المنظمات ومن ثمّ تحقيق أهداف المنظمة ككل ومن أهم المهام الإدارية لإدارة الأعمال ما يأتي:
1- الإدارة المالية: تقع مسؤولية إدارة الشأن المالي على مدراء الأعمال من خلال ضبط الأموال الصادرة من المنظمة والواردة إليها، وتحديد أسس النفقات وفقًا لمتطلبات المراحل المختلفة التي تمر بها المنظمات. ومحاولة المدراء الحصول على الفرص الاقتصادية وبحثهم عن سبل تمويلها واستثمارها بالشكل الذي يحقق أكبر عائد ممكن للمنظمة.
2- إدارة العمليات والإنتاج: يتم في قسم إدارة العمليات مراقبة العمليات اليومية التي تتم في المنظمات، كما يتم دراسة السبل التي تساهم في زيادة الكفاءة ورفع الإنتاجية وتحسين الأداء، ومراقبة العملية الإنتاجية خاصة في الشركات الصناعية.
3- إدارة الموارد البشرية: إدارة الموارد البشرية من أهم الإدارات في منظمات الأعمال، فمن خلالها يتم تعيين الموظفين المؤهلين لشغل المناصب، والذين تتوفر فيهم بعض الصفات، ليكونوا قادرين على تطوير الأقسام، وإحداث نقلة نوعية في الأداء الوظيفي بما يمتلكون من خبرات ومهارات عملية أو معرفة علميَّة، كما يُعنى قسم الموارد البشرية بتقديم التدريب اللازم للموظفين من أجل تحسين قدراتهم الوظيفية في مختلف الأقسام التي يعملون فيها وتطوير قدراتهم ومساعدتهم على الإبداع والابتكار.
4- إدارة التسويق: يعتبر التسويق هو الهدف الأكبر والأهم لكل المنظمات الهادفة للربح وتعمل إدارة التسويق على إيصال المنتجات أو الخدمات التي تقدمها المنظمة إلى أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة، وهذا يؤدي إلى نمو المنظمات وزيادة أرباحها وإستمراريتها، ويتم ذلك من خلال الترويج والإعلان وإيجاد الطريقة المُثلى في إيصال الأفكار المرتبطة بما يتم إنتاجه من سلع أو خدمات إلى المستهلكين، ومحاولة إقناع الفئة المستهدفة بتفضيل السلعة أو الخدمة التي تقدمها المنظمة بإبراز أهم ما يميّز سلعتها عن منافسيها، وتقديم خدمات إضافية تجعل كفة المنتجات الخاصة بهذه المنظمة راجحة على غيرها من المنظمات الأخرى.
هذه بعض من أهم الإدارات التي تقوم بالوظائف والمهام الأساسية في منظمات الأعمال ولكن يمكن أن يكون هناك إدارات ووظائف أخرى كما يمكن تقسيم بعض الإدارات أو دمج البعض الآخر على حسب أحوال كل منشأة.
القيادة وإدارة الأعمال
قد يرى البعض أن القيادة هي إدارة الأعمال ولكنهما وإن كانتا مختلفتين نوعاً ما إلا أنهما متكاملتين فالقيادة تعني القدرة على إلهام التابعين لتحقيق أهداف القائد وكأنها أهدافهم هم، لذلك يجب على مدير الأعمال أن يكون قادرًا على استقطاب أفضل الكوادر المؤهلة لخدمة المصلحة العامة للمنظمة وتحقيقها أهدافها الرئيسية، وأن يمنح هذه الكوادر الدافع لتحقيق الأفضل، وذلك من خلال رفع حافز الموظفين للإنجاز، وإخراج أفضل ما لدى كادر المنظمات، وهذا يُساهم في زيادة إنتاجية المنظمات، ويجعلها أكثر قدرة على الدخول بقوة في المنافسة على الحصص السوقية المُتاحة من الزبائن المُحتملين، كما تسعى إدارات الأعمال إلى تخفيض التكاليف الإنتاجية إلى أكبر قدر ممكن، والحد من عمليات إهدار المال في المنظمة ومحاسبة المتسببين فيها ويتم ذلك من خلال تشجيع العاملين على الابداع والابتكار لأفضل الطرق للانتاج، كما يجب على رائد الاعمال القائد أن يهتم بالحياة الشخصية لموظفيه ويراعي أحوالهم.