كتب : مصطفى ابراهيم

سيستضيف مركز دبي التجاري العالمي معرض سوق السفر العربي، الحدث الإقليمي الرائد في قطاع السفر والسياحة. وسيكون هذا المعرض مناسبة لتسليط الضوء على مشاركة سبع شركات فرنسية بارزة في قطاع السياحة والسفر، حيث ستعرض أحدث منتجاتها وخدماتها ضمن جناح "اختاروا فرنسا"، الذي يتواجد في منصة تكنولوجيا السفر، بالرقم 4355. وتأتي هذه المبادرة كجزء من الجهود الاستراتيجية الفرنسية لتعزيز نفوذها في سوق السياحة العالمية خلال النسخة الـ 31 من معرض سوق السفر العربي.

تماشيا مع موضوعه "تمكين الابتكار: تحول قطاع السفر من خلال ريادة الأعمال" يهدف معرض هذا العام إلى تنشيط قطاع السفر من خلال تعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار، وزيادة الإيرادات، وتحسين الاستدامة. وباعتباره تجمعًا محوريًا لمحترفي السفر، سيسلط المعرض الضوء على الدور المهم الذي تلعبه فرنسا، حيث سيعرض خبراتها في مجال السياحة، والتي تشمل أكثر من 400,000 منشأة ذات صلة وتساهم بنسبة 7٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، وفقًا لتقرير اتجاهات وسياسات السياحة الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

هذا، وسيقوم الوفد الفرنسي المشارك في معرض سوق السفر العربي 2024 باستعراض الابتكارات الفرنسية المتنوعة في مجال السياحة والضيافة، حيث ستقدم شركة Cabanonخيامًا مخصصة وبيوت متنقلة قابلة للطي، بينما تعمل منصة FeelCity's  من Coq-trotteur على تخصيص مسارات الرحلات السياحية. ومن جانبها، توفر منصة LaCollection حلول العرض الفني الرقمي من المتاحف والفنانين المشهورين عالميًا. وستعرض Luniwave ممارسات مستدامة في مجال الفنادق، مما يقلل من استهلاك المياه والطاقة. أما mTrip فتُمثل ثورة حقيقية في مجال تكنولوجيا السفر للوكالات والمشغلين من خلال منصة إدارة مسارات الرحلات الديناميكية. وتعمل Optionizr على تعزيز مشاركة العملاء من خلال حلول الدفع المبتكرة. وتعيد شركة L’Escale Royale تعريف الفخامة من خلال أماكن الإقامة العائمة الفريدة من نوعها، والتي تمزج بين الحرفية والفخامة الحديثة.

تتبوأ فرنسا موقع الريادة في صناعة السياحة العالمية، حيث تضع الابتكار في صلب استراتيجيتها، مما يمنح الشركات الفرنسية القدرة على التفوق والتميز على الساحة العالمية. تتجلى هذه الريادة في العديد من المجالات، بما في ذلك نظم حجز السفر المتقدمة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأمين وتخصيص تجارب السفر، وتطوير الإقامات البيئية الصديقة، وتبني تقنيات السفر الحديثة. ويبرز التزام فرنسا بالاستدامة من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة وتطبيق ممارسات خضراء في عملياتها. ولا يقتصر هذا النهج الاستباقي على تلبية احتياجات السوق الحالية فقط، بل يتجاوز ذلك ليحدد ويشكل اتجاهات المستقبل في صناعة السياحة.

من جهته قال أكسل بارو، المفوض التجاري والاستثماري الفرنسي، عن حماسه للمشاركة في معرض سوق السفر العربي 2024، حيث قال: "نحن متحمسون للانضمام إلى معرض سوق السفر العربي هذا العام، ليس فقط لتعزيز التعاون السياحي الدولي ولكن أيضًا لعرض تقنياتنا الرائدة وممارساتنا المستدامة التي تضع معايير جديدة في مجال السياحة.

 ويمثل هذا الحدث فرصة ممتازة بالنسبة لنا لتعميق علاقاتنا مع الأسواق الديناميكية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة على نطاق أوسع، مما يدفع النمو المتبادل ويعزز التجارب السياحية في جميع أنحاء العالم."

في العام 2023، شهدت سوق السياحة الفرنسية زيادة كبيرة في الإيرادات، حيث بلغ إجمالي إيرادات السياحة الدولية 63.5 مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12% عن العام السابق. تظل فرنسا لاعباً حيوياً في قطاع السياحة والسفر العالمي، حيث تضم كل شيء بدءًا من الشركات الناشئة المبتكرة في مجال تكنولوجيا السفر إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة المتطورة التي تساهم في نشر الخبرة الفرنسية في جميع أنحاء العالم.

يستمر قطاع السياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة في التطور، حيث يُسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي الوطني. فقد أضاف القطاع، في عام 2022، ما يقارب 167 مليار درهم، أي ما يعادل حوالي 9% من إجمالي الناتج المحلي، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 264.5 مليار درهم بحلول عام 2027. ويتزامن هذا النمو مع زيادة في معدلات التوظيف، حيث من المتوقع أن تصل إلى حوالي 770 ألف وظيفة بحلول نفس العام.

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بجد على توسيع عروضها السياحية، وتستفيد من المشاركة النشطة لفرنسا في المنطقة من خلال عدد من الشركات والشراكات الاستراتيجية، مما يؤكد العلاقة القوية والمفيدة التي تعزز النمو الاقتصادي وتطوير القطاع السياحي. ويُعزز هذا التعاون الفعّال، الذي يتميز بالأهداف والمشاريع المشتركة، مكانة دولة الإمارات كوجهة رئيسية للاستثمار والابتكار الفرنسي في مجال السياحة. وتواصل دولة الإمارات جذب الشركات والمستثمرين الفرنسيين، خاصة من خلال المبادرات المرتبطة بالتنمية السياحية، والتي تُدعم بالسياسات والحوافز التي تهدف إلى تعزيز النمو، مثل إنشاء قواعد بيانات سياحية واسعة النطاق ودعم المؤسسات السياحية الصغيرة والمتوسطة الحجم.