كتب : باكينام خالد
يعد ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بالشركاء والعملاء والمرشدين المحتملين في الخارج أمراً حيوياً. وتساهم التحالفات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة التي تدعمها هذه الشبكات إلى حد كبير في تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على اختراق أسواق جديدة بسرعة وسهولة أكبر.
تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة حوالي 90٪ من الشركات وتساهم بأكثر من 50٪ من العمالة على مستوى العالم، وفقاً للبنك الدولي. وإدراكاً لدور هذه الشركات الحيوي في الاقتصاد، من الضروري التعمّق في سبل وكيفية توسّعها على الصعيد العالمي.
تعمل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة المتواجدة في الأسواق الناشئة على ترسيخ وجودها العالمي من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر في الأسواق الخارجية. وتُظهر تلك الشركات التي تركز على البحث والتطوير تحديداً قدرة فريدة في التعامل مع تعقيدات الأسواق العالمية.
فما هي التقنيات والقدرات العملية التي تعتمد عليها الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تركز على البحث والتطوير من أجل تحقيق النجاح في الأسواق الخارجية؟ وما هي التدابير التي من شأنها تعزيز آفاق هذه الشركات في الاستثمار الأجنبي المباشر في الخارج؟
تمتع الشركات الصغيرة والمتوسطة المنتشرة في الأسواق الناشئة بإمكانات متميزة تؤهلها للنجاح وتعدها للتنافسية على الساحة العالمية.
أحد نقاط قوة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تركز على البحث والتطوير هي قدرتها على الابتكار. تقوم هذه الشركات بتطوير منتجات وتقنيات جديدة باستمرار، مما يمنحها مزايا خاصة لا يمكن تقليدها بسهولة من قبل المنافسين. على سبيل المثال، غالباً ما تمتلك الشركات الصغيرة والمتوسطة معرفة متخصصة في التكنولوجيا المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة، التي تلقى اهتماماً واسعاً في الأسواق العالمية. وفقاً لتوقعات “الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال لعام 2023” الصادرة عن “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ” (23OECD SME and Entrepreneurship Outlook 20)، تضاعفت نسبة استخدام الشركات الصغيرة والمتوسطة لخدمات الحوسبة السحابية في أقل من ست سنوات، مما يعكس اعتماد هذه الشركات المتزايد على التكنولوجيا الحديثة لدفع عجلة الابتكار.
إلى جانب الابتكار، تتميز هذه الشركات بمرونتها العالية التي تمكنها من التكيّف بسرعة مع بيئة العمل الجديدة ومتطلبات الأسواق المتجددة. وعلى عكس الشركات الكبيرة، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة اتخاذ قرارات سريعة وتغيير مسارها دون الحاجة إلى الغوص في إجراءات روتينية مكثفة. تعتبر هذه المرونة في غاية الضرورة لغرض الاستجابة لمتطلبات الأسواق العالمية المتغيرة وتصميم منتجات فريدة تلبي الاحتياجات المحلية والمتطلبات التنظيمية في آن واحد.
ويكشف أحدث تقرير لرصد سياسات الاستثمار من قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد (UNCTAD) “أن 14% من البلدان النامية تدعم جهود الشركات القائمة فيها والتي تقوم بالاستثمار في الخارج. وتهدف هذه السياسات إلى مساعدة الشركات المحلية على التوسع دولياً والوصول إلى أسواق وموارد وتقنيات جديدة.
وتكتسب الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تركز على البحث والتطوير رؤى متعمقة في الأسواق الصغيرة والمتخصصة التي غالباً ما تتجاهلها الشركات الكبرى، مما يتيح لها فرصة لترسيخ حضورها وبالتالي تحقيق فرص نمو استثنائية. إن قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تلبية احتياجات الأسواق المتخصصة من خلال حلول محددة تساهم بتعزيز تنافسيتها على مستوى العالم.