بقلم : فادي الكردي
مؤسس و رئيس مجلس الإدارة FFA Kings
شهد الذهب تراجعًا طفيفًا وسط ترقب الأسواق لمزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية. ورغم تراجعه الطفيف، لا يزال المعدن الثمين قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية، مدعومًا بزخم قوي ساهم في دفع السوق إلى مستويات قياسية غير مسبوقة. وبحسب البيانات التي صدرت مؤخرا، سجل الاقتصاد الأميركي نموًا خلال الربع المالي الثالث، بالرغم من أن مؤشرات هذا النمو جاءت دون التوقعات، مع ارتفاع ملحوظ في الاستهلاك الشخصي والمبيعات، إلا أنه يعكس مرونة لدى المستهلكين الأميركيين ويؤكد تصاعد مخاطر التضخم. ويعزز هذا التوجه الارتفاع غير المتوقع في أرقام نفقات الاستهلاك الأساسي خلال الربع المالي الأخير.
من المتوقع أن تدفع تلك البيانات الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني نهج أكثر حذرًا بشأن أي تخفيضات محتملة في معدلات الفائدة، مما قد يسهم في تعزيز عوائد سندات الخزانة ودعم قوة الدولار، وبالتالي الحد من مكاسب الذهب. في غضون ذلك، تترقب الأسواق أرقام الإنفاق الاستهلاكي الأساسي وبيانات الرواتب غير الزراعية المقبلة، وفي حال استمرت هذه الأرقام في قوتها، فقد تزيد من الضغوط الهبوطية على الذهب.
وفي المقابل، قد تلعب حالة عدم اليقين المرتبطة بالانتخابات الأميركية دورًا في دعم الذهب، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي تسهم في تعزيز جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن. ومع ذلك، فإن أي بوادر لتهدئة هذه التوترات قد تؤدي إلى تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن.