لدورها فى خفض معدل البطالة وتجاوزها 1.1 تريليون دولار في عام 2024 : التكنولوجيا تعيد تشكل قطاع الحرف التراثية واليدوية بمصر والذى يستوعب 2 مليون شخص حتى يناير 2024

  • التحول الرقمي ..التسويق الاليكتروني..التخصيص ..إحياء التراث ..التعاون والشراكات أهم فرص النمو

    361 مليون جنيه إجمالي مبيعات المعارض الداخلية للحرف اليدوية والتراثية وتبلغ 37 معرض

     

    كتب : باسل خالد

    أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا من سلسلة "تقارير معلوماتية" والتي تهدف إلى تناول القضايا المهمة بالنسبة للمجتمع وصانع القرار وتستند إلى باقة متنوعة من المصادر المحلية والتقارير الدولية، كما تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة المحيطة بموضوع التقرير على نحو يستند إلى القرائن والمعلومات الموثقة، ويأتي التقرير الجديد بعنوان "الحرف اليدوية..هوية تراثية داعمة للتنمية المستدامة"، والذي تناول واقع الحرف اليدوية على المستوى العالمي من حيث المفهوم والتنوع النوعي والجغرافي وأهمية وواقع قطاع الحرف التراثية واليدوية في مصر، والجهات الفاعلة فيه، والمبادرات المصرية المختلفة للنهوض به، وآفاق القطاع المستقبلية من حيث الفرص ونقاط القوة. مع عرض لأبرز التجارب الدولية في هذا المجال.

    ولعل من أبرز مؤشرات الحرف اليدوية عالميًا، أن حجم سوق الحرف اليدوية العالمية وصل إلى 1.007 تريليون دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن يصل إلى 1.108 تريليون دولار في عام 2024، وإلى نحو 2.394 تريليون دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.11% خلال الفترة المتوقعة (2024 -2032) وذلك وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، وقد هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الحرف اليدوية بحصة سوقية بلغت 36.3% في عام 2023، وتحتل أوروبا المرتبة الثانية من حيث حجم سوق الحرف اليدوية، ومن المتوقع أن تصبح أمريكا الشمالية ثاني أكبر منطقة في السوق بسبب حجم وارداتها المتزايدة.

    وارتباطًا، تعرف دول الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وتركيا ومصر ولبنان بأنها من الدول المصدرة الرئيسة للحرف اليدوية في الأسواق العالمية حيث تشتهر دول الشرق الأوسط بحرف نسج السجاد والفخار والمجوهرات والأعمال المعدنية، وتشهد تلك الحرف ارتفاعًا في الطلب والشعبية في الأسواق الدولية؛ إذ تعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد أكبر مستهلكي الحرف اليدوية المصنعة في دول الشرق الأوسط وكذلك تعتبر الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا من المستهلكين الرئيسين للحرف اليدوية للمنطقة، وفي عام 2023 شكلت المنتجات الخشبية المصنوعة يدويًا نحو 37.2% من إجمالي المنتجات اليدوية عالميًا وفقًا لموقع (Fortune Business Insights)، ومن المتوقع أن يهيمن قطاع الأعمال الخشبية على السوق العالمية بسبب الميزات الجمالية وطويلة الأمد للمنتجات الخشبية مما يدفع المستهلكين إلى شراء المصنوعات اليدوية الخشبية، كما من المتوقع أن يستحوذ القطاع السكاني على حصة كبيرة من الطلب في السوق العالمية للحرف اليدوية بسبب الاتجاهات المتزايدة لتجديد ديكور المنازل في السنوات الأخيرة.

    أما عن كبار اللاعبين في السوق العالمية لمنتجات الحرف اليدوية، فقد أشار المركز إلى أن أمريكا الشمالية تعد هي المنطقة الأكثر طلبًا في سوق الحرف اليدوية العالمية، وقد اكتسبت أنشطة الأعمال اليدوية الحرفية شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن أمثلة كبار الدول المصدرة لمنتجات الحرف اليدوية (الصين: ويقدر حجم صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بأكثر من 5 مليارات دولار في عام 2023، والهند: والتي تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للحرف اليدوية، حيث بلغت صادراتها من منتجات الحرف اليدوية بمختلف قطاعاتها نحو 3.3 مليارات دولار خلال العام المالي 2023 /2024 مقابل نحو 3.6 مليارات دولار خلال العام المالي 2022 /2023، وتعتبر الهند الدولة الرائدة في السوق بشكل واضح عندما يتعلق الأمر بقطاع السجاد محلي الصنع حيث تمثل 40% من إجمالي الصادرات العالمية للسجاد اليدوي.

    وتناول مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الحرف اليدوية والتنمية المستدامة، فرص وتحديات سوق الحرف اليدوية عالميًا، وتمثلت فرص النمو في "زيادة المبادرات الحكومية"، و"الممارسات المستدامة والأخلاقية"، و"التحول الرقمي والتسويق الاليكتروني"، و"التخصيص"، و"إحياء التراث"، و"التعاون والشراكات"، و"التوسع الجغرافي" و"نمو حركة السياحة" حيث يوفر تزايد عدد الوافدين السياح حول العالم الذي تجاوز 1.3 مليار وافد عام 2023 فرصًا لشركات الحرف اليدوية للتسويق والنمو بالإضافة إلى جذب السياح الباحثين عن المنتجات التراثية إذ بلغت قيمة سوق السياحة التراثية العالمية 595.27 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى 727.51 مليار دولار بحلول عام 2029".

    سلَّط التقرير الضوء على الحرف التراثية واليدوية في مصر وأنواعها والتي تشمل 11 نوعًا وهي (الخيامية، صناعة الخزف والفخار، التلِّي، التطريز السيناوي، المشغولات النحاسية، الدباغة والمصنوعات الجلدية، النسيج اليدوي، السجاد اليدوي، الخوص والجريد، ورق البدري، صناعة الزجاج)، حيث استعرض التقرير واقع قطاع الحرف التراثية واليدوية في مصر مشيراً إلى أنه  يعمل أكثر من 2 مليون شخص بهذا القطاع حتى يناير 2024، مما جعل للقطاع أهمية اقتصادية كبيرة، في ضوء استيعابه عدداً كبيراً من العمالية بما يسهم في خفض معدل البطالة، وقام جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر خلال عام 2017 بإعداد أول حصر للتجمعات الإنتاجية ورصد البيانات الديمغرافية لها وأظهرت النتائج أنه يوجد نحو 145 تجمعًا إنتاجيًا طبيعيًا بمختلف المحافظات تضم نحو 77.7 ألف منشأة وتتبع 79% من تلك المنشآت القطاع غير الرسمي وتوظف ما يزيد على 580 ألف عامل ونحو 30% منهم على الأقل من النساء، وتركز 63% من تلك التجمعات على أنشطة الصناعات اليدوية والحرفية والتي تعتمد بشكل رئيس على المواد الأولية لإتمام عمليات الإنتاج، وتركزت 24% من تجمعات الصناعات الحرفية في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية عام 2023، وتركز نحو 21% من تلك الصناعات في محافظات الصعيد ونحو 15% في سيناء والمحافظات الحدودية.

    واتصالًا، وصل حجم التمويل الموجَّه لنشاط الحرف اليدوية والتراثية في مصر 40 مليون جنيه عام 2023 وفقًا لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مقابل 73.4 مليون جنيه عام 2022 بنسبة انخفاض 45.5%، وبلغ عدد معارض الحرف اليدوية والتراثية الداخلية نحو 8 معارض بإجمالي مبيعات بلغت 126.6 مليون جنيه عام 2023، كما بلغت إجمالي مبيعات المعارض الداخلية للحرف اليدوية والتراثية والبالغ عددها نحو 37 معرض قيمة 360.8 مليون جنيه خلال الفترة (2019-2023)، فيما بلغت عدد المعارض الخارجية نحو 22 معرضًا خلال الفترة (2019-2023) وبلغ إجمالي مبيعات هذه المعارض نحو 19.3 مليون جنيه خلال الفترة نفسها، وخلال عام 2023 بلغ عدد المعارض الخارجية نحو 6 معارض وسجلت مبيعاتها نحو 8.2 ملايين جنيه، أما فيما يتعلق بقيمة الصادرات المصرية من المنتجات الحرفية فقد وصلت 250 مليون دولار خلال عام 2022 وذلك وفقًا لبيانات غرفة صناعة الحرف اليدوية مقارنًة بنحو 254 مليون دولار عام 2021 منخفضة بنسبة 1.6%.

    واستعرض التقرير مبادرات الدولة المصرية للنهوض بالحرف التراثية واليدوية والتي تمثلت في  برنامج "حرفي" لدعم صغار صناع المنتجات اليدوية والتراثية،  منصة أيادي مصر، مبادرة جهاز تنمية المشروعات لإحياء الحرف التراثية في مصر،  المبادرة الرئاسية "تتلف في حرير"،  المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "النداء" لإحياء الحرف التراثية واليدوية،  مبادرة إبداع من مصر،  مبادرة صنايعية مصر، برنمج كريتيف إيجيبت).

    كما تناول التقرير التحديات التي تواجه الصناعات الحرفية واليدوية في مصر ومن أبرزها ضعف حجم التمويل المقدم للقطاع وسرعة خروج العمال المهرة منه، هيمنة القطاع غير الرسمي على الصناعات الحرفية، معاناة الحرفيين من النظرة الاجتماعية لهم، ضعف البنية التحتية والبنية التكنولوجية، غياب التنسيق بين الإنتاج ومتطلبات السوق، غياب الإطار المؤسسي لأعمال التعليم والتدريب على الحرف اليدوية، بالاضافة الى سلسلة توريد محلية غير مكتملة الأركان.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن