بقلم : سامر حسن
محلل أول لأسواق المال في XS.com
يواصل سعر الذهب ارتفاعه اليوم ويستعيد مستوى 2945 دولاراً للأونصة ويتقرب بذلك من أعلى مستوى قياسي كان قد سجله الأسبوع الفائت بالقرب من 2955.
استمرار الاتجاه العام الصاعد للذهب تزامن مؤخراً مع تدفق جملة من العلامات السلبية حول مستقبل الأنشطة الاقتصادية وسوق العمل في الولايات المتحدة. مصادر عدم اليقين تلك تضاف إلى تلك السائدة عالمياً مع ترقب تطورات الحرب التجارية ما بين الولايات المتحدة والعالم.
في يوم الجمعة، كنا قد شهدنا التقرير الأولي لمديري المشتريات لشهر فبراير من S&P Global. حيث انكمشت أنشطة الخدمات على نحو غير متوقع وانخفض تفاؤل الأعمال إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر من العام 2022 وذلك وسط حالة عدم اليقين السائدة منذ تولي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض. في حين أن المعنويات المتراجعة هذه تأتي مع المخاوف حول مصير الحكومة الفيدرالي والإنفاق والتعرفات الجمركية علاوة على المخاوف على ارتفاع الأسعار والتوتر الجيوسياسي، وفق التقرير.
في ذات اليوم أيضاً شهدنا النتيجة النهائية لمسح معنويات المستهلك من قبل جامعة ميشيغان وفيه كانت قراءة المؤشر أقل مما ابلغ عنه سابقاً هذا الشهر. في حين تشير نتائج المسح إلى تدهور في توقعات المستهلكين حول الاقتصاد على المدى القصير والطويل والمالية الشخصية وهبوط الشراء من السلع المعمرة. من جانب آخر، فإن توقعات التضخم للعام القادم لا تزال عند 4.3% على أساس سنوي بما يتوافق مع القراءة الأولية وصعوداً من 3.3% في مسح يناير.
أضف إلى ذلك، فقد تراجع مبيعات المنازل القائمة على نحو غير متوقع يناير لتعمق المخاوف حول واقع السوق العقاري في الولايات المتحدة والذي يمثل أحد أبرز نقاط الضعف في الاقتصاد ولا يزال يتأثر سلبياً ببقاء تكاليف التمويل مرتفعة للغاية نسبياً.
كما أن الضرر الذي قد يلحق بسوق العمل نتيجة لتقليص القوة العاملة في الهيئات الحكومية في الولايات المتحدة سيكون مطرح تركيز متزايد وقد تساهم في تغذية عدم اليقين بما يشكل عاملاً إضافياً لدعم مكاسب الذهب.
حيث من المتوقع فقد أن يصل عدد الوظائف المفقودة نتيجة لخفض حجم الحكومة الفيدرالي إلى 475 ألف وظيفة بما يمثل 20% من إجمالي القوة العاملة الفيدراليةـ، وفق مسح وول ستريت جورنال. في حين أن فقدان الوظائف بهذا الرقم سيكون ضئيلاً إذا ما تمت مقارنته مع إجمالي التوظيف غير الزراعي البالغ 159 مليوناً، إلا أنه قد يكون ذو آثار مباشرة غير معلومة إلى الأن، وفق الصحيفة.
أما هذا الأسبوع، فقد تساعد أرقام ثقة المستهلك من Conference Board توضيح أعمق لجوانب عدم اليقين لدى الأفراد والأسر.
كما أن أرقام المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، الإنفاق الشخصي الاستهلاك (PCE)، ستساعد في تعزيز التوقعات حول مسار السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي لبقية هذا العام. في حين أن المفاجئات الإيجابية للتضخم والعلامات المتزايدة للتشديد النقدي لم تعد سوا عامل ضغط مؤقت على الذهب، ذلك أنها تتيح المجال للشراء عند التصحيح الذي يتلوه الارتفاع المدعوم بالطلب على الملاذ الآمن على ضوء العوامل السابقة الذكر.