يحذر خبراء الأمن السيبراني، المنظمات من تهديدات وشيكة منذ مدة، ويتطلب بعضها أعوامًا من الخبرة لفهم اتجاهات الجهات الفاعلة ومسارات البرامج الضارة، ويرجع الفضل في نجاح المخترقين إلى قدرتهم على الاستغلال الناجح لتوسع المساحة المعرضة للهجمات والثغرات الأمنية الباقية إلى الآن والناتجة عن التحول الرقمي.
ويصعب التنبؤ بأفعال المخترقين، في حين يتمتع الهاكرز بالقدرة على توقع المستقبل، وغالبًا ما تكون تنبؤاتهم محاطة بدرجة يقين كبيرة، في حين تهمل المنظمات التدابير الأمنية المناسبة، خلال بحثها الدؤوب عن اكتساب قيمة تنافسية وزيادة قيمة شبكاتها.
وتشير تقارير إلى أن الاقتصاد العالمي تعرض لخسائر وصلت إلى نحو 1.5 تريليون دولار في العام 2019، ومن المرجح استمرار معدل نمو الجرائم الإلكترونية لفترة، ما لم تتخذ المنظمات خطوات لتحول نموذجي بما يتعلق بكيفية تفكيرها وتطبيق الأمن
وتحتاج المنظمات إلى استخدام التقنيات والاستراتيجيات ذاتها التي يستخدمها الهاكرز، للخروج من الدائرة التقليدية المتمثلة بشراء حلول الأمن السيبراني الجديدة، بمجاراة أحدث التهديدات، ما يعني اعتماد نهج متكامل يعزز قوة مشاريع اليوم ومواردها.
وأشار تقرير التوقعات الأمنية لشركة فورتينت الأمريكية لعام 2020 إلى احتمال تطوير المخترقين لتقنيات وتكتيكات جديدة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ووضع التقرير استراتيجية ركزت على تطوير ونشر حلول مبنية على التعلم العميق للآلات والذكاء الاصطناعي، والتحول إلى استراتيجية الشبكات المعتمدة على الأمن، الآخذة بمبدأ تحرى قبل أن تقفز إلى مستوى جديد.
ويتمثل أحد أهداف الاستراتيجية في تطوير نظام مناعة متكيف للشبكة، يشبه نظام مناعة جسم الإنسان، إذ أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يؤدي مهمة الكريات البيضاء في جسم الإنسان، للتصدي للفيروسات الضارة في الشبكة، من خلال تحديد التهديدات وبدء وتنسيق الاستجابة المناسبة. ومع مراجعة سريعة لتاريخ الذكاء الاصطناعي يصبح التنبؤ بمسارها القادم أسهل.