هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية تنظم مؤتمر الابتكار في التحول الرقمي

  • -       محمد الكتبي: المتغيرات الهائلة التي يشهدها العالم تتطلب أساليب تفكير غير مسبوقة، ونحن نعمل لجعل الابتكار ثقافة للحياة وأسلوباً للعمل.

     

    كتب " وائل الحسينيى

     

    نظمت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية " تدرا "، مؤتمر الابتكار في التحول الرقمي، بمشاركة مجموعة واسعة من الخبراء والمتحدثين، وذلك ضمن فعاليات وبرامج الهيئة خلال شهر الإمارات للابتكار للعام 2022.

    وسلط المؤتمر، الذي عقد افتراضياً، الضوء على المستجدات والتوجهات التكنولوجية في قطاع الاتصالات والتحول الرقمي، وإبراز الدور المحوري الذي يلعبه الابتكار في المجال التقني، والسياسات المتبعة لتحفيز تبني الابتكارات في القطاع الحكومي.

    افتتح المؤتمر بكلمة ألقاها سعادة محمد الكتبي نائب مدير عام الهيئة لقطاع الخدمات المساندة شدد فيها على أهمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم الابتكار والتطور في مختلف القطاعات، وجهود الهيئة في تحويل الابتكار إلى ثقافة وأسلوب حياة، وقال: "يأتي تنظيم المؤتمر خلال فعاليات شهر الإمارات للابتكار، في إطار حرصنا على تبادل الآراء ومناقشة الموضوعات ذات الصلة ضمن فعاليات هذه المناسبة السنوية التي تجسد رؤية قيادتنا الحكيمة نحو ترسيخ الابتكار باعتباره ثقافة للحياة وأسلوباً للعمل، حيث حققت دولة الإمارات إنجازات مشهودة في مجالات عديدة ذات صلة بالابتكار في العمل الحكومي، وبقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكل ذلك بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة التي كانت على الدوام مصدر إلهام لأبناء الإمارات، وحافزاً على العمل والتفكير الخلاق".

    وأضاف سعادته: "ندرك في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أهمية ترسيخ ثقافة الابتكار في نماذج أعمالنا المختلفة، انطلاقاً من أن المتغيرات الهائلة التي شهدها العالم، بما في ذلك التقنيات الجديدة والمتلاحقة، تتطلب أساليب تفكير غير مسبوقة. كما نحرص بشكل مستمر على أن نكون مساهمين أساسيين في مسيرة الإمارات نحو المستقبل من خلال المشاركة في تطوير منظومة الابتكار في الدولة، لذلك نعمل دوماً على التعاون مع كافة الأطراف الحكومية، وتوثيق عملنا المشترك مع شبكة شركائنا من القطاع الخاص والمؤسسات الدولية وفق أفضل المعايير والممارسات، انطلاقاً من قناعتنا بأن التفاعل الإنساني يمثل بيئة خصبة لنشوء الأفكار الجديدة والمشاريع المبتكرة التي تضيف قيمة حقيقية لحياة الإنسان".

    وأكد الكتبي أن الهيئة تعمل على تعزيز ثقافة الابتكار في المجتمع من خلال طرح العديد من المبادرات الداعمة للمواهب الشابة والطلاب والموظفين ورواد الأعمال والشركات الناشئة، ويأتي في مقدمة هذه المبادرات "هاكاثون الإمارات" الذي يمثل أحد أكبر الأحداث التنافسية المشجعة للابتكار في الدولة.

    وناقش المؤتمر 4 موضوعات رئيسة تمثلت في دور الابتكار في قطاع الاتصالات، وتسريع عملية الابتكار في عصر التحول الرقمي، ودور تقنية البلوك تشين في حماية الملكية الفكرية، ورحلة التحول الرقمي الناجحة (الاستفادة من البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للحكومة الاتحادية). كما شهد استعراض مشاريع ابتكارية رقمية ناجحة من هاكاثون الإمارات.

    وتحدث الدكتور بلال جاموسي رئيس قسم لجان الدراسات للاتحاد الدولي للاتصالات، خلال جلسة بعنوان "دور الابتكار في قطاع الاتصالات" عن النظام الإيكولوجي الإبداعي، قائلاً: "إنه النظام الذي تعمل فيه الجهات والقطاعات المتعدّدة والمختلفة معًا وبشكل مترابط لتحقيق النتائج المستدامة، وتشمل كلًا من الحكومات والمجتمعات المدنيّة والقطاعات الخاصة والجامعات والمنشآت الفردية وغيرها الكثير، بحيث تتعاون كل جهة من هذه الجهات معًا وتعمل وفقًا لنهج محدّد للتوصّل إلى الأهداف المرغوبة. وتعمل عناصر هذا النظام معًا على كافة الأصعدة المحلية أو الإقليمية أو العالمية ضمن قطاعات متعددة تشمل القطاع الزراعي والصحي والتعليمي والمالي وغيرها الكثير لمعالجة المسائل أو القضايا الناشئة، مع النظر في بعض العوامل المهمّة والقيود التي قد تعرقل سير أعمالها".

    وأشار جاموسي إلى أن التحول الرقمي أصبح ضرورة مهمة لجميع القطاعات، والتي من شأنها أن تحسن حياة الناس وتحقق النمو والتنمية المستدامة، مؤكداً أن الابتكار هو جزء لا يتجزأ من عملية التحول الرقمي.

    وقدّم مراد قطقط رئيس قسم الابتكار بمؤسسة هيوليت باكارد، في جلسة "تسريع عملية الابتكار في عصر التحول الرقمي"، عرضاً حول تأثير التحول الرقمي على المجتمع، وأشار قطقط إلى أن الناس اليوم يمضون معظم وقتهم افتراضياً، الأمر الذي فتح الباب لأنواع جديدة من الخدمات، وقال: "هذه الخدمات الرقمية الجديدة أتاحت لنا جمع بيانات أكثر عن المستهلكين، وبالتالي استطعنا توقع المتطلبات الجديدة قبل طلبها، وهذا ما سيجعل عملنا أكثر كفاءة وفعالية، ففي ظل هذا التحول نستطيع اليوم أن نلاحظ أن الشركات ورواد الأعمال الذين اتخذوا خطة التحول الرقمي وكيف انعكس هذا على أعمالهم خلال وباء كوفيد-19 حيث استطاعت تحويل أعمالها بسهولة".

    وذكر قطقط أن هناك أربع محاور رئيسة لعملية التحول الرقمي، وهي؛ السرعة، تجربة العملاء، تقديم خدمات جديدة، وقيمة البيانات الناتجة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لطالما تصدرت قائمة الدول الأكثر ابتكاراً في العالم العربي خلال السنوات العديد الماضية، واعتادت على تشجيع الابتكار في جميع المجالات، كما تبنّت العديد من الاستراتيجيات الهامة التي تعزز الابتكار.

    وفي جلسة "دور تقنية البلوك تشين في حماية الملكية الفكرية"، تحدث معتصم أبو غزالة نائب رئيس مجلس المديرين بمجموعة طلال أبو غزالة العالمية، عن الأنواع السبعة للملكية الفكرية، والإجراءات المعمول بها عالمياً في الوقت الراهن لتسجيل حقوق الملكية الفكرية بين الدول، واصفاً إياها بالمتعبة والصعبة نظراً إلى عدم تطورها بالشكل المطلوب.

    وسلط أبو غزالة الضوء على أهمية استخدام تقنية "البلوك تشين" في عمليات تسجيل حقوق الملكية الفكرية بين الدول، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمتلك إنجازات كبيرة في مجال تقنية "البلوك تشين"، ولديها العديد من المنجزات الحكومية في تطبيقات تلك التقنية، قائلاً: "إن دولة الإمارات تحتل مكانة بارزة عالمياً على مستوى استخدام تقنية "البلوك تشين"، وذلك بفضل تبني تلك التقنية في قطاعات مختلفة كما هي الحال في شركة طيران الإمارات، وموانئ دبي العالمية، وبنك الإمارات دبي الوطني، وفي القطاع الحكومي من خلال هيئة أبوظبي الرقمية، وهيئة دبي الرقمية".

    وأكد أبو غزالة أن دولة الإمارات لديها الإمكانات الهائلة التي تمكنها من إنشاء أول منظومة لتسجيل شهادات حماية الملكية الفكرية على مستوى المنطقة والعالم استناداً إلى تقنية "البلوك تشين"، مشيراً إلى أن العالم في حاجة إلى استحداث آليات عمل بين البلدان تعتمد على التقنيات الحديثة ما يوفر ذلك من الوقت والجهد.

    من جانبه، استعرض محمد الخميس مدير إدارة التطوير بالهيئة خلال جلسة "رحلة التحول الرقمي الناجحة" خطة الحكومة الرقمية الرامية إلى إقامة حكومة رقمية 100%.

    ولخص الخميس الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات فيما يخص التحول الرقمي في دولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد عام 1971، وبداية التحديث والتطوير لتسهيل حياة الناس، وتوفير الخدمات لهم على مدار الساعة.

    واستعرض الخميس الإطار العام لخطة الحكومة الرقمية التي تقـوم علـى 6 محاور ذات أولوية، يتضمن كل منها عـدداً من المبادرات التي تصب جميعها في خدمة الهدف الاستراتيجي نحو حكومة رقمية 100%، وتضم هذه المحاور توفير بنية تحتية رقمية عالمية المستوى، وتوفير منصات رقمية موحدة وممكنات رقمية مشتركة، وتكامل الأنظمة الحكومية وأتمتة الخدمات، ورفع مستوى القدرات والمهارات الرقمية، وجهوزية التشريعات لضمان تحول رقمي سلس وشامل، ورفع كفاءة العمل الحكومي.

    كما سلط الخميس الضوء على الإنجازات التي حققتها الحكومة الرقمية من خلال الهوية الرقمية؛ والتي تعد أول هوية وطنية رقمية تسمح بوصول المستخدمين إلى خدمات الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية، ومزودي الخدمات الآخرين.

    واستعرض الخميس في حديثه الأكاديمية الافتراضية لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية؛ وهي منصة تدريبية مجانية، لتقديم برامج تدريبية للموظفين الحكوميين وأفراد المجتمع، بغية تطوير وتنمية القدرات، ودعم تحقيق رؤية حكومة الإمارات الرقمية. ودليل واجهات البرمجة أولاً الذي أطلقته هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، بالتعاون مع هيئة أبوظبي الرقمية، وهيئة دبي الرقمية، وتم تعميمه على الجهات المعنية بهدف تطبيقه في المرحلة المقبلة من التحول الرقمي الشامل، والتي تعد الوسيلة المثلى لربط مختلف الجهات المزودة للخدمات، وتمكينها من توفير خدماتها لجمهور المتعاملين على مدار الساعة، ومن أي مكان.

    وفي ختام المؤتمر، تم عرض قصص نجاح من هاكاثون الإمارات، حيث تحدّث عبدالله محمد عبدالله عن قصة نجاحه عبر مشروع المدينة الذكية عبر تطبيق (راصد) وهو نظام ذكي تفاعلي مخصص للمجتمع من أجل التفاعل من خلال المشاركة المجتمعية مع نظام بلدية أبوظبي في رصد الظواهر السلبية والسلوكيات غير الإيجابية. ويستهدف النظام رصد المخالفات والمشوهات بشكل تلقائي وإرسال البلاغات إلى الجهات الحكومية لإحالتها إلى جهات الاختصاص بهدف تحقيق نسب التعافي المستهدفة وتصحيح الأوضاع الخاطئة بالنسبة لجميع المرافق ومكونات المدينة.

    كما استعرضت فاطمة الحمادي قصة نجاحها في الفوز بالمركز الأول في هاكاثون الإمارات 2020 من خلال مشروع "الحافلة الذكية"، حيث تتكون فكرة المشروع في ابتكار حافلة مهنية ذكية تنقل موظفي الجهات الحكومية من منازلهم إلى مقر عملهم بحيث يمكنهم تسجيل بصمة دخولهم في الحافلة وبدء العمل من الحافلة بكل أريحية وفعالية وإنتاجية، ما يساعد على تقليل الكثافة المرورية، وتقليل مساحة المواقف المخصصة لهذه الفئة في الدولة، والتي تشكّل جزءًا كبيرًا من المساحة التي يُمكن أن تستغل في استثمارات كثيرة واستدامة كبرى؛ مثل البناء، المزارع، المصانع، وغيره الكثير. كما أن هذه الحافلة تساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة كبيرة وتساهم في تحقيق مدن أكثر استدامة ومرونة وشمولية. وأشارت الحمادي إلى دور فترة كورونا في تحويل الفكرة إلى تطبيق "بالجوار" الذي يوفر ميزة استئجار مساحات للعمل وفق منهجية الاقتصاد التشاركي.

    الجدير بالذكر أن هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، تشارك بمجموعة واسعة من الفعاليات والبرامج خلال شهر الإمارات للابتكار للعام 2022، تتضمن عقد ورش عمل لعدد من الجهات الحكومية لتعزيز ثقافة الابتكار في بيئة العمل وتحفيز الأفكار الابتكارية بين الموظفين استناداً إلى الممارسات التكنولوجية الناشئة، وإطلاق النسخة الخامسة من "هاكاثون الإمارات" الذي يمثل أحد أكبر الأحداث التنافسية المشجعة على الابتكار في دولة الإمارات، فضلاً عن المشاركة في جلسات نقاشية وفعاليات تعقدها الهيئات والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن