-       الدورة للمعرض تستضيف المؤتمر العالمي للأمن السيبراني للمرة الأولى في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا

كتب : وائل الحسيني

انطلقت يوم 21 مارس فعاليات الدورة العاشرة من معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات (جيسيك جلوبال)، الفعالية الأكبر والأكثر تأثيراً في قطاع الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا، في مركز دبي التجاري العالمي. وشهدت فعاليات اليوم الثاني توقيع شراكات هامة، بمشاركة مجموعة من أبرز الخبراء المختصين الذين يجتمعون لتسليط الضوء على أهم توجهات الأمن السيبراني العالمية والتباحث بشأن التحديات الرقمية الآخذة بالتزايد بوتيرة متسارعة.

شراكات جديدة لدفع عجلة التعاون الدولي

شهد اليوم الثاني من المعرض الرائد توقيع عددٍ من مذكرات التفاهم رفيعة المستوى تشمل حلول الأمن السيبراني المتعلقة بالأعمال الهامة وخططاً لتعزيز التعاون في المستقبل.

ووقع مجلس الأمن السيبراني في الإمارات شراكةً مع هواوي وأمازون ويب سيرفسز وديلويت الاستشارية لرفع مستوى الاعتماد على السحابة ومشاركة المعلومات والتبادل المعرفي.

ويرتكز التعاون بين المجلس وهواوي على تعزيز التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن السيبراني بالاستناد إلى نموذج الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، مما يثمر عن دعم جهود الابتكار في هذا القطاع والارتقاء بإمكاناته وبناء منظومة سيبرانية قوية للغاية. وتهدف اتفاقية التعاون إلى تأسيس بيئة تتسم بالانفتاح والموثوقية والشفافية بين الحكومة الإماراتية وهواوي وغيرها من مزودي الخدمات التكنولوجية.

ويهدف تعاون مجلس الأمن السيبراني في الإمارات وأمازون ويب سيرفسز إلى تسريع اعتماد القطاع العام والقطاعات الخاضعة للتنظيم في الإمارات لخدمات أمازون السحابية، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية والتمويل، مستفيدين من البنية التحتية السحابية التي تتمتع بها أمازون على مستوى العالم. ويفتح هذا التعاون فرصاً جديدة للهيئات الحكومية والقطاعات الاستراتيجية الأخرى لتسريع جهود الابتكار والتحول الرقمي انسجاماً مع الأجندة الاقتصادية والوطنية لدولة الإمارات.

وتسهم مذكرة التفاهم مع شركة ديلويت في تمكين الطرفين للاستفادة من خبرة ديلويت في مجال الأمن السيبراني عموماً وفي الإمارات خصوصاً، فضلاً عن اعتماد أفضل الممارسات العالمية في القطاع والتي تندرج ضمن أجندة الدولة المتعلقة بالأمن السيبراني.

فاعليات المؤتمر العالمي للأمن السيبراني

ويستضيف جيسيك 2022 المؤتمر العالمي للأمن السيبراني الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني في الإمارات، حيث يُعتبر الاجتماع السنوي الذي يهدف إلى توحيد الجهود على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي في مختلف القطاعات ويساهم بتشكيل استراتيجيات الأمن والدفاع الوطنية لمواجهة التهديدات المتصاعدة.

وافتتح المؤتمر الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، حيث تحدث خلاله عن أهمية الفضاء السيبراني لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، كما تطرق إلى أمن السحابة والامتثال، والتهديدات والدفاع السيبراني للجيش وإنفاذ القانون.

من جهته قال الدكتور الكويتي: "نحرص من خلال هذه المشاركة على التعاون وبناء العلاقات والشراكات مع القطاعين العام والخاص للحصول على آراء ووجهات نظر مختلفة ومتنوعة تسهم في إثراء المعارف ومشاركتها. وهذا ما حققناه من خلال مذكرات التفاهم التي وقعناها في اليومين الماضيين مع مختلف الهيئات الدولية.

أضاف نعتزم الاعتماد على التكنولوجيا أكثر من السابق ونشر ثقافة الأمن السيبراني وتعزيزها لمواصلة جهود التوعية".

تسليط الضوء على الأمن الإلكتروني بالسعودية

يستضيف جيسيك جلوبال على مدار أيامه الثلاثة عدداً من جلسات المحتوى التي تهدف إلى إلقاء الضوء على أفضل الممارسات في مجال الأمن السيبراني في المنطقة مع التركيز على أفريقيا وإسرائيل وقطر والمملكة العربية السعودية.

ويتضمن اليوم الثاني من الفعالية مناقشات حول المنهجية المتبعة في المدينة الذكية نيوم، بوصفها مشروعاً عملاقاً، في تطوير برامج أمن سيبراني مدمجة لتعزيز قدراتها في مكافحة الهجمات الإلكترونية؛ حيث أكد مسفر المسفر، كبير مسؤولي أمن المعلومات في مدينة نيوم، عدم وجود حلول جاهزة ودائمة والحل الوحيد هو في توفير منهجية واضحة لمنصات الأمن الإلكتروني المدمجة خلال مرحلة تصميم المشروع.

وقال المسفر يوفر البدء في إنشاء بيئة آمنة جديدة فرصة مثالية لنا كجهة حكومية ولباقي الجهات المعنية لبناء المشروع من مراحله الأولى حيث لا توجد أنظمة سابقة مشابهة للاعتماد عليها أو تعديلها بما يناسبنا. ويمكن بالطبع أن تترافق هذه الخطوة مع بعض المشاكل، لذا يتعين دوماً إبقاء الأمن السيبراني خياراً أساسياً منذ اليوم الأول والتعاون مع المهندسين والمخططين لضمان العمل على تزويد السكان بأفضل تجارب الإقامة منذ بداية المشروع".

وأشار إبراهيم محمد الشمراني، الرئيس التنفيذي للأمن السيبراني ومسؤول شؤون الخصوصية في شركة هواوي السعودية، إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث نقلة نوعية في جميع القطاعات والشركات، حيث قال "بدأ القطاع باعتماد الذكاء الاصطناعي الآمن المدمج بلا شك، غير أنه ما يزال مفتقراً إلى مشاركة محترفي الأمن الإلكتروني لناحية استخدام الذكاء الاصطناعي كتقنية وبنية تحتية".

وتستضيف الفعالية التي تستمر لغاية 23 مارس الجاري أكثر من 200 متحدّث رفيعي المستوى، بمن فيهم قادة الأمن السيبراني الوطني ورواد التكنولوجيا وواضعو السياسات والباحثين والمسؤولين في المجال الأمني.