المعامله الطيبه تحفز هرمون الحب

  • عند النظر الى عمل الهورمونات في الجسم ووظائفها، يتراءى لك أن الجسم هو بمثابة مصنع والهورمونات عمّال يتولّى كل واحد منها مهمة معينة. اذ ان هذه المواد الكيميائية مسؤولة عن أغلب المشاعر والتصرفات والسلوكيات التي نظهرها في حياتنا اليومية. فعلى سبيل المثال، الأدرينالين هو الهورمون المسؤول عن الانفعالات والحركة، والسيراتونين مسؤول عن الاحساس بالفرح والسعادة، أمّا الكورتيزول فهو الهورمون الذي يصدره الجسم ويرفع من احساس التوتر.

     

    من الهورمونات الأخرى التي يفرزها الجسم، هورمون الحب أو ما يعرف علميا بالـ “الأوكسيتوسين” ويفرز منذ الولادة وتستمر علاقتنا معه مدى الحياة؛ فهو ناقل كيميائي مهم في الدماغ، ويؤثر على معظم العمليات الحيوية والمشاعر البشرية، والأوكسيتوسين هو مادة كيميائية عصبية معروفة على نطاق واسع بدورها مثلًا في تشكيل الروابط الاجتماعية والثقة الشخصية والكرم، لكن إلى أيّ حد يتأثر إفراز هذا الهرمون مع التقدم في العمر؟ وهل يُمكن أن تؤثر مستويات إفرازه على السلوكيات الشخصية؟

     

    في هذا السياق، أشارت دراسة أميركية الى أن الأشخاص الذين تطلق أدمغتهم مزيدًا من تلك المادة الكيميائية يكونون أكثر لطفًا مع الآخرين، وأكثر رضى عن حياتهم، كما اكتشف الباحثون أيضًا أن إطلاق الأوكسيتوسين يزداد مع تقدم العمر، وهو أمرٌ يُفسر السبب وراء تزايُد الرضى مع زيادة العمر.

     

    ويقول الرائد في مجال الاتصالات العصبية “باول زاك”، وهو المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة: إن العلاقة بين الأوكسيتوسين والرضى عن الحياة “ثنائية الاتجاه”، موضحًا في تصريحات خاصة لـ”للعلم” أن الأشخاص الذين ينخرطون في سلوكيات رعاية أكثر زادت قدرتهم على إطلاق الأوكسيتوسين عبر “تدريب أدمغتهم”.

     

    يقول “زاك”: أظهر كثيرٌ من الأبحاث أن أولئك الذين يساعدون الآخرين يكونون أكثر رضى، والدليل على ذلك هو أن الورقة تُظهر أن الإطلاق الحاد لهرمون الأوكسيتوسين يحفز السلوكيات المساعدة في عينات التجربة.

     

    في هذا الإطار، درست التجربة أكثر من 100 شخص من المشاركين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و99 عامًا، ووجدت أنه بعد فترة قضاها المتطوعون في أنشطة اجتماعية، يزداد إفراز هرمون الأوكسيتوسين خاصةً مع تقدم العمر، علاوةً على ذلك، فقد أثر التغيير في هرمون الأوكسيتوسين بشكل إيجابي على أربعة مقاييس للسلوكيات الاجتماعية الإيجابية التي زادت أيضًا مع تقدم العمر، “ولعل الأمر الأكثر إثارةً للاهتمام هو أن التدرج العمري للتغير في الأوكسيتوسين كان مرتبطًا بقدر أكبر من الرضى عن الحياة والامتنان والقلق التعاطفي الذي يزداد مع تقدم الناس في العمر”، يقول “زاك”.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن