أوقفت تويتر حساب قيس سعيّد الرئيس التونسي المنتخب حديثا الذي اكتسح منافسه نبيل القروي في انتخابات الرئاسة التونسية بعد أن كان أستاذ القانون الدستوريّ المتقاعد، شخصا غير معروف قبل شهور قليلة
يظهر حساب الرئيس التونسي على تويتر بإشعار يفيد بأن الحساب تعرض للإيقاف ولا يمكن معرفة السبب في الوقت الراهن نظرا لرفض تويتر التعليق على سياسة إيقاف الحسابات.
وكانت بعض التقارير قد ربطت توقف حساب بما غرد به نيابة عن الرئيس التونسي قيس سعيد قبل غلق الحساب حول النموذج الذي يجب أن يحتذى به في القانون عهو " عدل الفاروق عمر".
يأتي ذلك رغم استثناء تويتر لقادة الدول من شروط صارمة في محتوى النشر وأصبح يباح لبعض قادة الدول نشر أي شيء دون قيود من تويتر، فيما يوجه اتهام لـ تويتر بتعيين مسؤول رقابة وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني كان مسؤولا عن الحرب النفسية أو حرب المعلومات بحسب صحيفة الاندبندنت.
ونشرت تويتر مؤخرا (هنا) تعليماتها الجديدة حول السماح بتغريدات قادة الدول التي تنتهك شروط الخدمة.
وكان وصف الحساب الذي كان له 148 ألف متابع بأنه : " الحساب الرسمي الوحيد لأستاذ القانون الدستوري والمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية التونسية. #قيس_سعيد #تونس "
سعيّد كان قد فاز هذا الأسبوع في انتخابات الرئاسة بنسبة 72.71% من الأصوات - حوالي ثلاثة ملايين صوت لصالحه، لم يأخذ أحدٌ أمر ترشحه بجديّة قبل أن يصل إلى المنافسة الأخيرة ويفوز بها ليمثل أحجية أمام التحليلات التي تحاول تفسير سر فوزه علما أنه أتقن الاختيارات الراجحة من خلال تحقيق توازن بين تدينه ومواكبة العصر واحترام الثوابت العربيّة والإسلاميّة، والتواضع والبساطة مع الاعتزاز باللغة العربية ودعمه لقضية فلسطين. أصبح سعيّد تلقائيا خيارا مقنعا لشريحة واسعة من الشباب الذين قدموا له الدعم دون أن يطلبه بل دون وجود علاقة مباشرة لأغلب الشباب به، بل خاضت فئة الشباب تطوعا في حملة دعاية ميدانية وعلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، ولم يكن هو غائبا كليا بل شارك بأنشطة مدنية مكثفة في الاعوام الماضية وظهر في مداخلات ينتقد فيها النخب السياسية على شاشات التلفاز..
يرى البعض أنه شخص قابل للاحتواء كونه خيار الضرورة ، كما أن الرئاسة في تونس تأتي بصلاحيات ضيقة وحيز ضيقة للتغيير.
وحين وجد التونسيون أنفسهم أمام الاختيار بين شخصية تدور حولها شبهات فساد قوية، كانت كاريزما سعيّد كافية لجعله لا يسعَى لنيل دعم أحد، بل تجعل الناس هم من يتبرعون بمساندته بحماس، بعد نجاحه في تسوية التناقضات في رؤية تونس الناجحة والمتوازنة بين التدين والحداثة والعروبة والإسلام وفلسطين.