كتب : سماح سعيد
تخطت شركة " إكسون موبيل" "، أكبر شركة نفط أميركية، القيمة السوقية لصناعة السيارات الكهربائية "تسلا" للمرة الأولى منذ 2020، مع بيع المستثمرين الأسهم مرتفعة النمو، لشراء الأسهم القيّمة في قطاع الطاقة.
صعدت أسهم "إكسون" 75% منذ بداية العام، وهو أفضل أداء سنوي للشركة على الإطلاق، بالتزامن مع هبوط أسهم "تسلا" 60% تقريباً خلال الفترة ذاتها، في أسوأ تراجع سنوي لها.
عموماً، يوضح التغيير في الثروات كيف يتهافت المستثمرون على الشركات ذات التدفقات النقدية القوية هذا العام، بمواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي المتنامية، إذ يتخلصون من الأصول عالية المخاطر التي ترتبط تقييماتها بآفاق النمو المستقبلية.
ساهمت مشكلات "تسلا" الخاصة بصورة كبيرة في التراجع أيضاً، إذ يتخوف المستثمرون من انشغال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بصفقة استحواذه على شركة " تويتر "، ونزوعه لكتابة تغريدات مثيرة للجدل، والضرر المحتمل على العلامة التجارية "تسلا".
ما زالت سيارات "تسلا" أكثر كلفة نوعاً ما مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري. ويُتوقع أن يتراجع الطلب على سيارات الشركة في ظل تباطؤ الاقتصاد، وتزايد معدلات التضخم، والارتفاع بأسعار الفائدة، ما يدفع المستهلكين إلى تأجيل أو إلغاء مشترياتهم الضخمة.
من جهتها قالت إيفانا ديليفسكا، كبيرة مسؤولي الاستثمار بشركة "سبير إنفيست"( SPEAR Invest)، إنه "خلال الجزء الأول من السنة الحالية أدى التحول بعيداً عن الأسهم المرتبطة بالنمو إلى الأسهم القيّمة إلى هذا التباين. حالياً هناك مشكلة بنيوية، إذ لا تتحول تفضيلات المستهلكين نحو المركبات الكهربائية بالوتيرة التي كانت متوقعة سابقاً".
أضافت صعدت قيمة أسهم "إكسون" بصورة مطردة، منذ أن بلغت أدنى مستوى لها منذ عقدين في أوائل 2020، عندما أدى تفشي وباء كوفيد-19 إلى انهيار أسعار النفط.
منذ ذلك الوقت، ساهم ارتفاع أشعار النفط في صعود منتِجة النفط الأميركية إلى مصافّ الشركات الأكثر قيمة على مؤشر " ستاندرد أند بورز 500 " " ، لتتخطى ميتا بلاتفورمز" الشركة الأم لـ"فيسبوك" في سبتمبر الماضي، وتتجاوز "تسلا" حالياً. ارتفعت أسهم "إكسون" بشكل قياسي، تزامناً مع شرائها أسهمها بشكل مكثف.
استردت "إكسون" لقبها بصفتها "نموذجاً لعمليات إعادة شراء الاسهم "، إذ أنفقت 10.6 مليار دولار لإعادة شراء أسهمها خلال الأشهُر الـ12 المنتهية في سبتمبر 2022، ارتفاعاً من 100 مليون دولار فقط السنة السابقة، حسب هوارد سيلفربلات من شركة "ستاندرد أند بورز داو جونز إنديسيس" (S&P Dow Jones Indices). كما تعتزم شركة النفط العملاقة إنفاق 50 مليار دولار لشراء أسهمها حتى 2024، مقارنة بخطط سابقة لإنفاق 30 مليار دولار على هذه العملية.
تمثل عمليات إعادة شراء الأسهم تناقضاً جديداً مع "تسلا"، إذ أصدرت الشركة أسهماً إضافية، وأقدمت على عملية توسع طموحة خلال الأعوام الأخيرة.
ورغم هبوط قيمة "تسلا" فإن حظ الأصول المرتبطة بأسواق الطاقة في محافظ المستثمرين بقي محدوداً وسط ظروف تميل أكثر إلى استخدام الطاقة النظيفة، إذ تسعى الحكومات للحد من الانبعاثات، وتشجيع التحول إلى الكهرباء في قطاع السيارات.
تبادلت "إكسون" و"تسلا" أيضاً المواقع على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500 إي إس جي" في مايو الماضي، وهو الحدث الذي أدى إلى "شراء بعض المستثمرين الذين يتتبعون المؤشرات أسهماً في شركة النفط، وبيع أسهم الشركة العملاقة المصنعة للسيارات الكهربائية"، وفقاً لما قاله لويس نافيليير، كبير مسؤولي الاستثمار بشركة "نافيليير أند أسوشيتس" (Navellier & Associates).
وكتب في رسالة بتاريخ 19 ديسمبر الجاري: "نمرّ حالياً بصحوة في مجال الطاقة، إذ اكتشف العالم مجدداً أهمية الوقود الأحفوري، في وقت تسعى فيه مجموعة السبع جاهدة للاستغناء عن الطاقة الروسية".