كتب : باكينام خالد
كشفت الصين عن نيتها لدعم الشركات الكبرى في خلق نماذج كبيرة على نهج "تشات جي بي تي" سعيا لتحقيق اختراقات جديدة في تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي، وفقا للتقرير.
وفي نفس الاتجاه أوضح تقرير صادر عن مكتب بلدية بكين للاقتصاد والمعلومات ، أنه سيتم توجيه المؤسسات ومعاهد البحوث والمجتمعات المفتوحة المصادر وغيرها خلال العالم الحالي، للتعاون من أجل تحقيق الابتكار الأساسي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكشف تقرير رسمي أن عدد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى في بكين قد بلغ 1048 شركة حتى أكتوبر 2022، وهو ما يمثل 29% من الإجمالي الوطني مشيرا إلى أن بكين تتمتع بأعلى قدرة على التكتل الصناعي في الصين ولديها سلسلة صناعة ذكاء اصطناعي متطورة، بحسب وكالة شينخوا.
وقال التقرير إنه يوجد في بكين أكثر من 40 ألف محترف في تقنيات الذكاء الاصطناعي الأساسية، وأنها نشرت أكثر الأوراق البحثية حول الذكاء الاصطناعي في البلاد كما بلغ عدد المصانع الذكية وورشات العمل الرقمية في بكين 36 و47 على التوالي في عام 2022.
وتسعى شركات التكنولوجيا الصينية للانضمام إلى سباق تطوير خدمات الذكاء الصناعي على غرار ChatGPT في ظل الزخم العالمي لروبوتات الدردشة.
و من المتوقع أن تُحدث ChatGPT التي طوّرتها شركة OpenAI الأميركية، ثورة في عمليات البحث على الإنترنت من خلال تقديم معلومات للمستخدمين عبر محادثات كأنها إنسان.
من ناحية اخرى أعلنت خمس شركات تكنولوجيا صينية على الأقل خلال الأسابيع القليلة الماضية، أنها تعمل على أداة مشابهة لـ ChatGPT وعلى رأسهم شركة Alibaba "علي بابا" للتجارة الإلكترونية، ومشغل محرك البحث Baidu "بايدو".
وتجري شركة علي بابا اختبارات داخلية على روبوت يشبه ChatGPT، في حين أعلنت بايدو إنها في طريقها إلى طرح ما تسميه Ernie Bot رسميًا في مارس المقبل.
أوضحت على بابا إنها ظلت تركز لأعوام على النماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي التوليدي. بينما قالت بايدو أن Ernie، نموذج لغوي مدعوم بالذكاء الصناعي تم تأسيسه عام 2019، ونما تدريجيًا ليكون قادرًا على أداء المهام بما في ذلك فهم اللغة وتوليدها، وتحويل النص إلى صورة.
تعتبر بايدو هي المحرك الأول في الصين في مجال التكنولوجيا الحديثة، حيث أطلقت في أواخر عام 2021 "XiRang" التي وصفتها بأنها أول منصة metaverse في الصين، ومع ذلك تم انتقاد المنصة على نطاق واسع لعدم تقديمها تجربة عالية المستوى، وقالت بايدو إنه عمل قيد التنفيذ.
ورغم تمكن OpenAI من جذب استثمار قيمته 10 مليارات دولار من مايكروسوفت الشهر الماضي، لتندمج في محرك البحث Bing، إلا أنها لاتزال غير متوفرة في الصين.
يرى خبراء أن القوانين الصينية لا تزال "غامضة للغاية" فيما يتعلق بحماية البيانات والخصوصية، ما قد يشكك في كيفية استخدام البوتات للبيانات من مصادر محمية بحقوق الطبع والنشر في الإجابة عن أسئلة المستخدمين.
فضلًا عن ذلك، يتخوف مستثمرون من أن المشاريع على غرار ChatGPT ربما لن تؤدي إلى مكاسب في الإيرادات في وقت قريب. فالذكاء الصناعي هو تقنية تتطلب استثمارًا طويل الأجل، وهذه التكنولوجيا لن تحقق بسرعة تغييرات جوهرية في أداء الأعمال.
ورغم ذلك، فإن العديد من الصينيين يميلوا إلى المخاطرة ويستمرون في مطاردة أسهم العديد من الشركات ذات الصلة بالذكاء الصناعي بما في ذلك شركة Security Technology 360 المدرجة في شنغهاي، التي صعد سهمها إلى حد التداول اليومي البالغ 10% بعد أن أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها تعمل على روبوت يشبه ChatGPT.
ويشير مصطلح "الذكاء العام الاصطناعي" إلى ذكاء صناعي افتراضي لديه الوعي ولا يحتاج نظريًا إلى التحكم البشري، وهو ما أثار قلق الكثير، مثل إيلون ماسك، أحد المتبرعين الأوائل لشركة OpenAI، الذي قطع العلاقات مع الشركة منذ ذلك الحين.
بينما يرى آخرون أن التكنولوجيا الجديدة سيتسع نطاق استخدامها في وقت قصير نظرًا لما تمتلكه من أدوات وقدرات ضرورية لغالبية الأعمال والخدمات.
قال أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، في وقت سابق لوكالة فوربس، "سيكون الذكاء الاصطناعي أكثر المواضيع انتشارًا وأكثرها إثارة للجدل في عام 2023".