كتب : وائل الحسينى

منذ أن أثار تطبيق " تشات جي بي تي "   التابع لشركة "أوبن إيه آي" ضجة في عالم الانترنت في نوفمبر الماضي، لم تتوقف الشركات عن الحديث عن الذكاء الاصطناعي .

ففي موسم الإعلان عن النتائج المالية حتى الآن، زادت الإشارات إلى الذكاء الاصطناعي والمصطلحات المرتبطة به في أثناء مناقشة الأرباح مع المستثمرين، بنسبة 77% مقارنة بالعام الماضي.

لا عجب في ذلك. فقد دفع المستثمرون التواقون إلى الذكاء الاصطناعي أسهم شركة " أنفيديا  "" (Nvidia Corp)، المصنّعة للرقائق الإلكترونية الضرورية لمهام الحوسبة المعقدة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إلى منزلة الأفضل أداء بين الشركات الضخمة خلال العام الجاري.

كما صعدت بقوة أسهم الشركات غير المشهورة إلى حد ما، التي يمثل الذكاء الاصطناعي جزءاً من أسمائها، إذ ارتفع سهم شركة "بيغ بير" (BigBear.ai) بما يفوق 300%، وارتفعت أسهم شركتي " سي3 دوت ايه آي  "" (C3.ai)، و " بازفيد " "" (BuzzFeed) بما يتجاوز الضعف، فيما قفز سهم شركة  " جارد فورس " بنسبة 51%.

تستفيد شركات كثيرة تربطها علاقة محدودة فقط بحقيقة مصطلح الذكاء الاصطناعي من الضجة الحاصلة. بدأ البعض يتكلم بطموح عن الطريقة التي يتوقعون أن يغير بها الذكاء الاصطناعي طبيعة شركاتهم ذات يوم. ثم إنّ هناك حالات الاستفادة الحقيقية والعملية للذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات التي كانت الشركات تستثمر فيها بقوة وتطورها وتستخدمها، حتى قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحاً رناناً، وأثبتت قوة هذه الخوارزميات قدرتها على الوصول حقاً إلى ما هو أبعد من روبوتات الدردشة وتغيير كل الأشياء، بداية من الطريقة التي تدير بها الشركات مخزونات قطع الغيار، وصولاً إلى طريقة توظيفها للمتقدمين للوظائف.

من جهته قال روس مولد، مدير الاستثمار في شركة  " إيه جيه بيل " " (AJ Bell Plc): "من المستحيل تقييم التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي، ومن المحتمل أن تتسبب نوبة من الحماس في رفع قيمة أسهم الشركات ذات الخبرة في الذكاء الاصطناعي أو المنكشفة عليه، بغض النظر عن مدى هشاشتها.. وجل ما بإمكان المستثمرين فعله هو التزام مجالات تخصصهم، والتركيز على تنافسية مراكزهم وإدارتهم وتقييماتهم، مع التأكد من تفهمهم جيداً لطبيعة العمل، قُبيل تعريض أي رأسمال لهم للخطر".