كتب : باسل خالد
ساعدت الرقمنة والانتعاشة التي تشهدها السيارات الكهربائية في تحسين أوضاع بعض مصنعي الرقائق حيث لا تزال مبيعات الرقائق تلقى طلباً متزايداً من قطاع صناعة السيارات.
وأدى تزايد مبيعات السيارات الكهربائية إلى جانب زيادة التشغيل الآلي لجميع المركبات إلى استمرار انشغال منتجي رقائق السيارات، وأبدت شركة تسلا هذا الأسبوع تفاؤلها في أن تكون التوقعات طويلة الأجل للسوق قوية، حيث قام الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بتفصيل خطط لشركته تهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 20 مليون سيارة سنويًا بحلول عام 2030، من حوالي 1.3 مليون في عام 2022.
وذكر كارن بوديراج، نائب رئيس سلسلة التوريد في تسلا، يوم الأربعاء، في إشارة إلى المواد التي تُصنع منها الرقائق: "إننا نستهلك حوالي 700 ألف وحدة مقاس 12 بوصة" .
أضاف نحتاج إلى 8 ملايين رقاقة"، بمجرد أن تصل الشركة إلى هدفها بإنتاج 20 مليون سيارة. كما أوضحت تسلا أيضاً أنها تعمل على إيجاد طرق لاستخدام عدد أقل من الرقائق لكل مركبة ولم تتوقع أن تشكل صناعة الرقائق عائقاً، بالنظر إلى كيفية توسع هذه الصناعة.
وأكد المسؤولون التنفيذيون في شركات تصنيع الرقائق أن النمو في عدد الرقائق التي تدخل في صناعة السيارات كان مذهلاً. واعتبارًا من عام 2021، كانت السيارة المتوسطة تحتوي حوالي 1200 رقاقة، أي ضعف العدد في عام 2010، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم، وفقًا للمديرين التنفيذيين.
أعلنت شركات مثل شركة رقائق السيارات الهولندية "إن إكس بي" NXP، وشركة "إنفنيون تكنولوجيز" Infineon Technologies الألمانية، وشركة "رينيسانس إلكرتونيكس" Renesas Electronics اليابانية، وشركة "انالوغ ديفاسيس" Analog Devices في أميركا، مؤخرًا عن ارتفاع المبيعات في أقسام السيارات لديها ووضعت توقعات قوية لهذا العام.
من جهته قال ماثيو ميرفي الرئيس التنفيذي لشركة مارفل تكنولوجي يوم الخميس بأن الإيرادات المتعلقة بالسيارات في الربع الحالي يجب أن تنمو لأكثر من 30%، حتى مع توقع تراجع الخط العام للشركة.
أوضح أن مبيعات الشركة من رقائق السيارات قد تصل إلى 500 مليون دولار في السنوات المقبلة، من حوالي 100 مليون دولار اليوم.
وارتفعت مبيعات رقائق السيارات في شركة NXP لأشباه الموصلات بنسبة 25% العام الماضي، وقالت الشركة إنها تتوقع نموًا يقارب 15% في الربع الأول من هذا العام. كما ارتفعت مبيعات شركة رينيسانس اليابانية نحو 40 بالمئة العام الماضي ويتوقع المحللون مزيدا من النمو هذا الربع. أما شركة انالوغ، التي تحصّل على ما يقرب من ربع مبيعاتها من صناعة السيارات، فقد حققت نموًا بنسبة 29% لهذا القطاع في العام الماضي.
ولم تكن السيارات وحدها التي أصبحت أكثر استخداماً للرقائق؛ بل دخلت عمليات الإنتاج بقوة أيضاً حيث يتبنى المصنعون عمليات أتمتة أكبر لمواجهة نقص العمالة وخفض التكاليف، كما قال المسؤولون التنفيذيون في شركات أشباه الموصلات.
وأفادت شركة إنتل، أكبر صانع للرقائق في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات، عن خسارة في الربع الرابع وتتوقع خسارة أخرى هذا الربع نتيجة تراجع الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تتميز باحتوائها على رقائقها. ومن المتوقع أن تتراجع الشحنات على مستوى صناعة الكمبيوترات الشخصية بنسبة 12.5% هذا العام، وفقًا لتقديرات مورغان ستانلي الأخيرة.
وسجلت شركة كوالكوم المعروفة بصناعة رقائق الهواتف المحمولة انخفاضًا بنسبة 18% في إيرادات الهواتف في الربع المالي الأخير، في حين ارتفعت مبيعات رقائق السيارات بنسبة 58% لتصل إلى 456 مليون دولار. وتمثل رقائق السيارات حوالي 5% من إجمالي إيرادات الشركة.
وظهرت هذا العام تساؤلات بشأن الطلب على الرقائق في ظلّ إحجام المستهلكين عن قبول الأسعار المرتفعة لدى الوكلاء.
وقال كيرت سيفرز، الرئيس التنفيذي لشركة NXP، أحد أكبر موردي الرقائق لسوق السيارات، إن زيادة رقمنة السيارات تعني أن تراجع مبيعات السيارات لا يؤثر على الطلب على رقائق السيارات. وقال إن مكاسب الحصة السوقية والتحول إلى السيارات الكهربائية كانت كافية لتعويض الضعف الاقتصادي وقضايا سلسلة التوريد التي حدت من إنتاج السيارات.
ومع ذلك، ثمة دلائل على أن هذه الضغوط بدأت في التراجع.
ووفقًا للمحللين في مجموعة سوسكيهانا الدولية Susquehanna International Group، فإن المهل الزمنية، التي تقيس المدة التي يستغرقها الوفاء بالطلبات، انخفضت لمدة سبعة أشهر متتالية، على الرغم من أن متوسط المهلة في الصناعة لا يزال ما يقرب من ستة أشهر.
وأوضح سيفرز أن مشاكل النقص تتراجع مع نمو الإنتاج، ولم يتوقع حلّ مشكلة اختلال التوازن بين العرض والطلب حتى وقت لاحق من هذا العام أو أوائل العام المقبل.
وذكرت شركة تكساس إنسترومنتس Texas Instruments الشهر الماضي أنها تنوي بناء مصنع للرقائق بقيمة 11 مليار دولار في ليهي بولاية يوتا وأيضاً ذكرت شركة NXP أنها تدرس التوسع في تكساس.