يعمل علماء صينيون على مخطط لتلسكوب عملاق لرصد النيوترينوات، أحد أكثر الجسيمات وفرة في الكون، في أعماق البحار أو البحيرات حيث يبلغ حجمه نحو 30 كيلومترا مكعبا، وسيتم غمره على عمق يزيد على كيلومتر.
وقال كبير باحثي المشروع في معهد فيزياء الطاقة العالية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم تشن مينج جيون، وفقا لوكالة الأنباء الصينية، إن الهدف من بناء مثل هذا التلسكوب تحت الماء هو رصد النيوترينوات العالية الطاقة، حيث يعتقد أن هذه الجسيمات تنتج خارج النظام الشمسي، لذا فإن رصد النيوترينوات التي تمر عبر التلسكوب سيسهم في حل لغز علمي عمره قرن من الزمان لأصل الآشعة الكونية.
وأضافت أن في أوائل القرن العشرين، اكتشف العلماء أن الأرض تتعرض لقصف مستمر من جسيمات نشطة من الفضاء الخارجي، والتي تسمى الآشعة الكونية، ورصد مرصد التيار الهوائي المرتفع الكبير في جبال هضبة تشينغهاي - التبت بالصين 12 مصدرا لآشعة غاما في عام 2021، ويعتقد أنها تأتي من نفس مصادر الآشعة الكونية.
وفي هذا السياق، قال تشن إن إحدى الفرضيات الشائعة هي أنه من المحتمل أن تكون النيوترينوات العالية الطاقة وآشعة جاما تنتج في وقت واحد عندما تنشأ الآشعة الكونية العالية الطاقة، مضيفا أنه إذا تمكنا من رصد الجسيمين معا، فسنتمكن من تحديد أصل الآشعة الكونية".
وأضاف أنه عند المرور عبر الماء، تصطدم النيوترينوات بالنواة الذرية وتنتج جسيمات ثانوية، تنبعث منها إشارات ضوئية يمكن التقاطها بواسطة أجهزة الرصد تحت الماء.
وقد ألمحت بعض الدراسات إلى هذا الاحتمال بالفعل، ويعتقد "تشن" أن رصد النيوترينوات يمكن أن يتتبع أصل هذا الإشعاع الفضائي الغامض.
وقضى معظم أعضاء فريق تشن سنوات عديدة في دراسة الآشعة الكونية وقد شاركوا في مشروع مرصد التيار الهوائي المرتفع الكبير في جبال هضبة تشينغهاي-التبت في الصين، وهو مرصد عملاق للآشعة الكونية يقع على ارتفاع 4.41 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين.