بقلم : أشرف سراج
المدير العام لدى تريند مايكرو في مصر وشمال أفريقيا
بدأت مصر تجني ثمار جهودها الحثيثة في التوعية بأهمية التحول الرقمي وأثره الكبير على الحكومة والمجتمع، وقد كشف تقرير حديث أن مصر تأتي في صدارة قائمة أول 10 دول في القارة الإفريقية في خدمات المعلومات الرقمية والإنترنت، كما أصدرت مؤسسة «داتا ريبورتال» الرقمية تقريراً أفاد بأن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بلغ 80.75 مليون في شهر يناير من العام الجاري(2023). وأوضح التقرير أن معدل انتشار الإنترنت تجاوز 72 في المئة من تعداد المصريين وبلغ عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي 46.25 مليون، ما يمثّل قرابة 41.4 في المئة من إجمالي تعداد البلاد.
وأود في حديثي أيضاً أن أسلط الضوء على العمل البارز الذي تقوم به وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إطلاق مبادرات لبرامج التدريب على أحدث التكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي و انترنت الاشياء و البلوك تشين، الأمر الذي كان حجز الأساس لتعزيز تفعيل دور الشباب في قطاع الأعمال وبالأخص القطاع التكنولوجي، ولكن في نفس الوقت الانفتاح الكبير على البيانات والتحول الرقمي فتح من شهية مجرمي الانترنت الذين يتربصون بالدولة وببياناتها الحساسة، ولا عجب في أن تكون مصر من أكثر 20 دولة معرضة للهجمات الإلكترونية، والقطاع المالي على رأس القطاعات التي تواجه الجانب الأكبر من الهجمات.
وتشير توقعات إلى ارتفاع قيمة الخسائر الناتجة عن الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم بحلول عام 2025 لتبلغ نحو 10.5 تريليون دولار. العلاقة بين سوق الأمن السيبراني والهجمات الإلكترونية علاقة طردية، لذلك ارتفع سوق الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يظهر نموًا كبيرًا في معدل النمو السنوي المركب، من 2022 إلى 2025، ليصل إلى 281.74 مليار دولار.
سعداء جداً بما توليه مصر من مبادرات مهمة في التوعية بالأمن السيبراني وتعتبر من الدول السبَّاقة في هذا المجال، فمن المقرر أن يجرى تدريس مناهج الأمن السيبراني للصف الرابع الابتدائي والجامعات بما يتناسب مع زيادة وعي الطلاب بالخطة الاستراتيجية للدولة في بناء الجمهورية الرقمية الجديدة. واتفق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مع 4 جامعات مصرية هي: أسوان والإسكندرية والعلمين ومصر المعلوماتية بهدف توعية الطلاب الجامعيين بأهمية الأمن السيبراني وخطورة الهجمات الإلكترونية. وهذه نقلة نوعية بارزة كنا ننتظر حدوثها لعلمنا بأثرها الإيجابي الكبير على الدولة.
وأصدرت تريند مايكرو مؤخراً تقريرها السنوي لعام 2022 الخاص بمصر، أشارت فيه أن حلول تريند مايكرو تمكنت من اكتشاف وحظر أكثر من 28 مليون تهديدًا سيبرانياً عبر البريد الإلكتروني، إضافة حماية أكثر من 3 ملايين مستخدم من التضرر من روابط خبيثة قاموا بالضغط عليها، فيما تم تحديد وإيقاف أكثر من 9 ملايين هجوم لبرمجيات خبيثة.
وبالتزامن مع هذه الهجمات السيبرانية الشرسة على الدولة، قامت الحكومة المصرية ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتعزيز إجراءات الأمن والسلامة الرقمية لحماية البنى التحتية للاتصالات والمعلومات بشكل متكامل وتوفير البيئة الآمنة لمختلف القطاعات، وذلك في إطار جهودها لدعم الأمن القومي وتنمية المجتمع المصري، حيث تؤمن مصر بأن أمن الفضاء المعلوماتي هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية والأمن القومي المصري. وتحتل الدولة المركز الثالث والعشرين عالميا في الأمن السيبراني ودرجة الاستعداد لصد الهجمات السيبرانية.